أهمية النمو الاجتماعي للطفل
علاقة الطفل بأطفال آخرين خارج أسرته، كأقرانه وأطفال الجيران والأقارب يساعد ولا شك في نمو الطفل الاجتماعي، فالطفل المحروم من صحبة أطفال آخرين يلعب ويتفاعل معهم طفل معزول يعيش في غربة ووحشة ويحس بالضيق والملل ينتاب حياته، فالطفل الذي أحاط من الأطفال الآخرين يعيش في عالمه الواقعي، في حين أن الطفل الوحيد والذي لا يخالط أطفالا آخرين يعيش في عالم من الأوهام، فباختلاط الطفل بأطفال آخرين يتحقق للطفل ما يأتي:
- اندماج الطفل في حياة اجتماعية فعلية تعبر عنها تعبيراً حراً عن انفعالاته، فهو لا يتعامل مع أفراد على قدم المساواة معه يأخذ منهم
- ويعطي إليهم، بعد أن كانت معاملته مع الكبار الذين يعطونه للعطف والرعاية ويعطيهم الخضوع والاستحواذ على رضاهم.
- من أهمية النمو الاجتماعي يتعلم الطفل من الأطفال الآخرين كيف يحترم حقوق الآخرين، ولا يتعدى عليها، وفي الاختلاط بالآخرين فرصة للتقليل من نوازع الأنانية والتخلي عن بعض المطالب إذا ما تعرضت مع مطالب التغير، والتنازل عن بعض الحقوق وتعود الأخذ والعطاء.
- الأطفال يستطيعون أن ينقذوا إلى نفوس بعضهم البعض أكثر من تأثير نصائح الكبار وإرشادهم، لأن الأطفال يفهمون بعضهم بعضا في سهولة ويسر وذلك للروابط الموحدة التي تربط بينهم، فهم لم مشكلات واحدة وميول واحدة ولغة واحدة، لذا نجد تجاربهم من نوع واحد.
- وجود الأطفال مع بعضهم البعض وسيلة من وسائل الترفيه والمتعة وتمضية أوقات الفراغ واستنفاذ للطاقة والحركة، ولذا فعندما يتجمع الأطفال يسود وجوههم المرح والسرور وهم ينتظرون هذه اللحظات بفارغ الصبر.
مظاهر النمو الاجتماعي
تتكون فكرة الطفل عن نفسه خلال سن المهد وفي مرحلة الطفولة المبكرة، ويحاول الطفل أن يستحوذ على إعجاب واهتمام من يحيطون به، ويشد انتباههم إليه محاولا أن يؤكد مكانته الاجتماعية، ويحاول الطفل أيضا أن يستحوذ على إعجاب رفاقه من الأطفال الآخرين مما يدعم مكانته الاجتماعية التي يريد فرضها، ومن المظاهر ما يلي:
- النمو الاجتماعي وتكوين الصداقات
في هذه المرحلة يبدأ الطفل في تكوين صداقات مع الأطفال الآخرين الذين يختلط بهم ويلعب معهم، أو مع الكبار والذين يستمع إليهم والذين يقصون له القصص التي تشبع خياله، أو الذين يجيبون على أسئلته المتكررة واستفساراته المتلاحقة.
والطفل يختار له صديقاً أو أكثر من بين أقرانه الذين يلعب معهم ويستقبل الطفل اللعب الجماعي في شيء من التحفظ، ولكنه يميل ميلا شديدا إلى اللعب الانفرادي. تتميز هذه المرحلة باللعب الإيهامي الذي يتسم بالخيال.
- النمو الاجتماعي والزعامة
تبدأ صفات الزعامة منذ سن الثالثة ولكنها تكون زعامة وقتية وسرعان ما تختفي، ويبدو سلوك الطفل الذي يريد أن يثبت زعامته على هيئة عراك ومشاجرة مع أقرانه.
- النمو الاجتماعي والعدوان
يبدو على الأطفال أثناء اللعب بعض مظاهر السلوك العدواني لأتفه الأسباب فنرى أن طفلا يتعدى على طفل آخر ويشده ويجذبه ويتخل هذا الشجار صراخ وبكاء. وقد يكون سبب الشجار تخريب طفل ألعاب رفيقه فتشب معركة حامية وسرعان ما تنتهي بأسرع مما بدأت وكأن بم يحدث شيء وتعود العلاقات الودية إلى مجاريها ويبدأ الأطفال اللعب من جديد.
- النمو الاجتماعي والمنافسة
تبدأ المنافسة منذ سن الثالثة وتبلغ ذروتها في سن الخامسة وتكون المنافسة فردية وتتطور بعد ذلك فتصبح منافسة جماعية.
- النمو الاجتماعي والعناد
تبدأ مرحلة العناد عند الطفل منذ عامه الثالث والرابع، ويبدو هذا العناد على صورة ثورة على سلطة الوالدين وعصيان لأوامرهم.
- النمو الاجتماعي وسلوك الأنانية
لازال سلوك الطفل في هذه المرحلة يتميز بالأنانية فالطفل لا يهمه سوى إشباع حاجاته وتلبية مطالبه فهو متمركز حول ذاته وهو لا يهتم بمطالب واحتياجات الآخرين إلا بالقدر الذي يرتبط بذاته والطفل يميل إلى أن يكون موضع تقدير من الآخرين.
العوامل المؤثرة في النمو الاجتماعي
- الصحة والمرض، فالطفل ذو الجسم السليم من الأمراض ينمو نموا اجتماعيا متكاملا في حين أن المرض يجعل الطفل منزويا ميالا للانطواء.
- استعدادات الطفل النفسية وقدراته العقلية وصفاته المزاجية.
- نوزع الأسرة حضرية أم ريفية، فالأسرة الريفية تتميز بقوة العلاقات الاجتماعية لأنها تضم العديد من الأفراد والعائلات الفرعية ضمن الأسرة الأم فالأب يزوج أبنائه ويعيشون معه في منزل واحد، ويأكلون طعام واحد ويعملون في عمل واحد.
- ترتيب الطفل في الميلاد له أثره في النمو الاجتماعي فالطفل الأول يختلف عن الطفل الثاني، عن الطفل الوحيد، عن الطفل الأخير في النمو الاجتماعي، هذا الترتيب أيضا يتأثر بأعمار الأطفال والفواصل الزمنية بين طفل وآخر.
وإلى هنا تكون قد تعلمت الكثير من المعلومات حول النمو الاجتماعي للطفل.
ما تعليقك
0 تعليق