زلزال تركيا وسوريا : لماذا تتأثر النساء بالكوارث أكثر من الرجال؟
تعاني النساء عند حصول الكوارث من مشاكل تختلف كلياً عن المشاكل التي يتعرض لها الرجال، ولقد تحدثت النساء اللواتي سلمن من الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا، بأنه لم يتم تقديم المساعدة لهن وتلبية احتياجاتهن بشكل سريع بعد الكارثة، حيث تم وضعهن في ملاجئ مزدحمة جداً، الأمر الذي جعلهن يعانين من التوتر والخوف على أنفسهن وعلى أولادهن.
أضرار زلزال تركيا وسوريا على النساء
تعتبر قلة تواجد دورات مياه خاصة فقط بالنساء، وقلة المرافق الخاصة، من أكبر المشكلات التي واجهت الناجيات من الزلزال المدمر، وتحدثت نورجان ساييلر وهي سيدة ناجية من الكارثة في مدينة أضنة التركية" تحتاج النساء إلى دورات المياه المتنقلة، وتقيم نورجان مع والدتها المريضة والتي لا تقوى على مغادرة الفراش، في ملجأ مزدحم بكثير من الناجين، و تحدثت عن قلقها من أن تتعرض للأمراض بسبب تشارك المرافق بين جميع الرجال والنساء.
الصعوبات التي واجهت الناجيات من زلزال تركيا وسوريا
تحدثت سيدة أخرى ناجية من الزلزال اسمها "قمر اوزكيلسيز" عن نفس المشكلات والصعوبات التي لم يتم حلها وتستمر حتى الأسبوع الثاني من الزلزال، فقالت " المرافق قذرة جداً لم أتمكن من الاستحمام أنا وأطفالي، نحن نستخدم المناديل المبللة لتنظيف أنفسنا، كما أني لا أجد مكاناً مناسباً لتبديل فوطتي الصحية.
أمينة توركر الناجية هي وطفلها من زلزال سوريا
تحدثت أيضاً سيدة تدعى أمينة توركر من مدينة غازي عنتاب، والتي نجت بأعجوبة من الزلزال هي و طفليها الصغار، قائلة" في أول ليلة من وقوع الزلزال جلسنا في الحديقة وكان الجو بارداً وماطراً، وحصل الكثير من الفوضى والخلافات لحظة تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، كما أنا ملابسنا اتسخت كثيراً ولم نستطيع تنظيفها لعدم وجود مرافق خاصة، وكان الجميع يشعرون بالقلق والتوتر والخوف، وقد تعرض طفل أمينة توركر لحادث بداخل الملجأ سبب له جرحاً في رأسه وتمت خياطته.
صندوق الأمم المتحدة للسكان يساعد السيدات الناجيات من زلزال تركيا وسوريا
صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وهو منظمة تختص بمساعدة النساء اولاً، وأعلن الصندوق بوجود أكثر من 214 ألف امرأة حامل من بين حوالي 15 مليون شخص تضرروا بسبب الزلزال في تركيا، وقد بلغت 24 ألف حامل شهرها الأخير، قالت محللة الاتصالات والتي تعمل ضمن فريق صندوق الأمم المتحدة للسكان في جنوب تركيا والتي اسمها " زينب اتيلجان أوزجينك" بأن النساء يعانين من صدمات نفسية قوية، ونريد أن يشعرن بالاطمئنان بتوافر احتياجاتهن الضرورية لهن و لأطفالهن أيضاً، لأنهن يشعرن بالقلق إزاء عدم توفر المسكن والسلامة الشخصية، واضافت" سنحرص على توفير صناديق لكل ما يلزم للنساء الحوامل و للأمهات الجدد، ومن محتويات هذه الصناديق ملابس داخلية و حفاضات للطفل و فوط صحية و بطانيات ومعجون أسنان وفرشاة أسنان وصابون".
معاناة النساء في اللحظات الأولى من حدوث زلزال تركيا وسوريا
لم يكن وجود مكان آمن لتلجأ إليه النساء الناجيات من الزلزال بالأمر السهل أبداً، حيث قضى اغلبهن الليلة التي عقب الزلزال في العراء، تتواجد أغلب الملاجئ في الأماكن المزدحمة والمفتوحة، الأمر الذي يشكل خطراً على صحة النساء، تحدثت سابين أبيض وهي مسؤولة الاتصالات والحملات الإقليمية في المنطقة العربية من منظمة ( أكشن إيد) لبي بي سي من بيروت" أن النساء تعرضن للعنف الجنسي وقد حصل هذا أيضاً في نيبال عام 2015 عندما ضرب البلاد زلزال بقوة 7.8 درجة، عدم توافر أماكن خاصة للنساء مثل دورات المياه الخاصة ومرافق الغسيل خاصة بالنساء، يجعل دورات المياه المشتركة و المزدحمة أماكن خطيرة على صحة النساء والفتيات.
نشرت مجلة South Asian Journal of Law Policy and Social Research
في شباط 2022 بأنه زادت حالات العنف التي تتعرض لها النساء والفتيات في أماكن الملاجئ أو المخيمات وذلك بعد زلزال نيبال سنة 2015، قالت أمل اوزكيلسيز " من الطبيعي أن أكون قلقة وخائفة على صحتي وصحة أطفالي وسلامتنا"
عندما يتم فتح باب الخيمة أشعر بالخوف واظن أنه شخص غريب، لذا أنا لا أجرؤ على النوم ليلاً من خوفي على أطفالي وابقى مستيقظة لأحميهم، وبما إني إمرأة فأنا أشعر بالقلق والتوتر والاكتئاب من هذا الوضع ومن قلة العمل و المال".
كوارث داخل مدينة غازي عنتاب بعد حدوث الزلزال
تحدثت زينب قره كورت وهي متطوعة للعمل في ملجأ حديقة ماسال في مدينة غازي عنتاب " يسبب التواجد في ملاجئ مزدحمة كهذه، الكثير من الخطورة على السلامة الشخصية".
" كما يعانين النساء من الخوف الشديد أثناء وقوفهن في طابور الطعام، بسبب وقوف الرجال خلفهن، وبالرغم من وجود رجال الشرطة في المكان ولكن لا يزال هذا الخوف مستمر"
وحذرت سابين أبيض بأن النساء والفتيات في شمال سوريا وتركيا بأنهن " معرضات للمتاجرة والاستغلال بشكل كبير"
" من خلال عملنا على أرض الواقع في سوريا وتركيا نشاهد النساء في الشوارع بملابس النوم وهذا خطر كبير"
النساء السوريات لا ينالون الإهتمام من المنظمات الحقوقية
في شمال سوريا الوضع سيئ جداً، حيث أن ملايين الأشخاص النازحين والذين يشكلون نسبة ٩٠% من السكان يعانون الفقر ويعيشون على المساعدات الإنسانية من قبل حدوث الزلزال، وتضرر حوالي ستة ملايين إنسان بسبب الزلزال، نسبة مليون ونصف منهم من النساء، وجاء ذلك عن ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا هميار عبد الغني، لبي بي سي من حلب في سوريا، واضاف " لا يحظين النساء السوريات بنفس الرعاية والاهتمام وذلك بسبب صعوبة الوصول إليهن.
الفرق التابعة لصندوق الأمم المتحدة تحاول الوصول إلى شمال سوريا
حاولت الفرق المتنقلة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا توفير بعض المرافق الصحية والأدوات الضرورية للملاجئ الموجودة في المناطق المتضررة من الزلزال، ولكن ذلك ليس كافياً على الإطلاق.
الاحتياجات كبيرة، والعمل الذي نقوم به قليل جداً، حيث يوجد أكثر من 220 ملجأ يسكن فيه اكثر من 70 ألف إنسان، حذرت سابين أبيض من أن تتزايد حالات زواج القاصرات، وعمل الأطفال في سن مبكر بسبب هذه الكارثة التي أصابت البلدينـ زواج القاصرات بسبب سوء الوضع الاقتصادي وبسبب العادات والتقاليد، بعض الأطفال بدون مدارس وبدون منازل وبدون عائلة أيضاً، لدرجة أن البعض في شمال سوريا لا يفهمون معنى كلمة منزل أو مدرسة"
النساء تتأثر بالزلازل أكثر من الرجال
وتحدث مراقبون بأن النساء والفتيات يتعافين ببطئ شديد مقارنة بالرجال بعد حصول الكوارث، وذلك بسبب قلة الموارد الاقتصادية وكثرة الأعمال المنزلية والاهتمام بالأطفال، وتحدثت زينب قره كورت وهي متطوعة في مدينة غازي عنتاب " بالرغم من وجود رجال في الخيام، فإن الاهتمام بالأطفال هو مسؤولية النساء فقط، وهذا بسبب التمييز الاجتماعي الذي تتصف به هذه المجتمعات"
و تحدثت الكثير من النساء إلى بي بي سي في المناطق المتضررة من الزلزال عن هذه المخاوف بالذات.حيث أنهن سيبنين حياتهن وحياة أطفالهن بأنفسهن، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل، واضافت سابين أبيض" أؤكد على ضرورة رؤية النساء والفتيات على أنهن ناجيات لا ضحايا، و السعي باستمرار على أن يكون للنساء دور كبير وحاسم في الاستجابة الإنسانية"
ما تعليقك
0 تعليق