التخريب والتدمير

التخريب والتدمير، يدمر الطفل الصغير ما حوله من أشياء ولعب وخلافه ولكن دون قصد فهو لا يزال قاصرًا على إدراك قيمة الأشياء، ويساعده على التدمير ضعف التأخر الحركي لديه، أو عدم قدرته على السيطرة على الأشياء، كما يرجع تدمير الطفل وقسوته على الأشياء، إلى رغبته في اللعب وحب استطلاعه والميل إلى التعرف على ما حوله بطريقة فطرية وحبه للتعرف على العلاقات المادية بين الأشياء.

أشكال التخريب والتدمير

وينبغي أن يدرك المربون أن هذا السلوك تفرضهطبيعة النمو في مراحل العمر المبكرة وعلى المربون توفير المناشط الحركيةالمختلفة التي توفر للطفل إشباع حاجته لحب الاستطلاع والمعرفة والفكوالتركيب، الأمر الذي يكشف له مجاهل العالم الغامض من حوله وينمي لديهالقدرة على الابتكار والإبداع وحب المعرفة والبحث، حيث يصنف التخريب والتدمير إلى أشكال وهما:

  •   التخريب والتدمير البريء

ويعتبر هو النوع الغاب بين الأطفال، وينقسم إلى أربعة أقسام التخريب المتطور المندفعويظهر هذا النوع لدى أطفال يتميزون بأنهم لا يتعبون ولايملون، ويلحقون الأذى هنا وهناك بالطبع ومن وجهة نظرنا أنه  ليس هناك تقييملديهم للأشياء فكل الأشياء لديهم متساوية غالية كانت أو رخيصة، يتذوقون كلشيء يمسكون بأيديهم أي شيء ولا ينتبهون من شيء يقبلون عليه حتىيلوح لعينيهم شيء آخر تجده بعد غفوة سريعة بين أيديهم ولا تنفع معهمالتنبيهات ولا العقاب، ولا يهم هذا النوع من الأطفال محاولة إعادة الأشياء إلىما كانت عليه.

  • التخريب والتدمير الفضولي المنظم

ويظهر هذا النوع لدى أطفال أكبر سنًا من أطفال النوع السابق تقريبًا فيالفئة العمرية من 5-6 سنوات، ويغلب على تخريبه محاولته إرجاع الأشياء كماكانت، يفك مثل هذا النوع من الأطفال الأشياء ويحاولون إعادة تركيبها مثلالساعات أو اللعب، أو مقابض الأبواب أو يبعثرون الأشياء مثل الكتب والأوراقوأدوات المطبخ، ويحاولون إعادة ترتيبها، وبطبيعة الحال فإن محاولاتهم إذانجحت في إعادة الشيء إلى أصله فلن يكون أمامنا بحالته الطبيعية.

  • التخريب والتدمير المتعمد

أما سلوك التخريبوالتدمير المتعمد فينقسمإلى قسمين:

تخريب الشلة، ويظهر التخريب هنا كسلوك جماعي أو عصبة يصدر من مجموعة لاتؤذي أو تخرب لمجرد الأذى ذاته، بل لتفريغ الطاقة الزائدة لدى هؤلاءالأطفال الذين شكلوا شلة لإشباع رغبة التقليد والمحاكاةومسايرة الجماعة، ويمارس مثل هذه الأنواع أطفال العاشرة من العمر حتى الخامسة عشرة.

التخريب المرضي، هذا نوع من التخريب يمتع منفذه، ويكون الإيذاء فيه عمدًا وغالبًا يكونمن خلال تخطيط، فنجد أن المنفذ هنا يشعل النار في ستارة الجيران ويسعدبرؤية النار وهلع أهل المنزل، وقد يحطم أثاث المدرسة أو يؤدي الأطفالالصغار بخطف ممتلكاتهم أو دفعهم على الأرض والفرار ضاحكًاوأحياناً يضع الأشياء الحادة والمسامير في طريقالسيارات وهؤلاءالأطفال يكونون فئة عمرية 9 سنوات فأكثر.

أسباب الإقبال على سلوك التخريب والتدمير

النشاط والطاقة الزائدة والأجسام الدفاقة بالحركة لدى بعض الأطفال مععدم توافر الطرق المنظمة لتصريف تلك الطاقة أو الأماكن المناسبة، وفيبعض الأحيان اختلال في الغدد الصماء كالدرقية والنخامية، ويؤدياضطراب الغدة الدرقية إلى توتر الأعصاب فتتواصل الحركة ولا يمكنللطفل الاستقرار ومن هذه الأسباب:

  • مقت الطفل لبعض الناس أو لفئة معينة.
  • النمو الجسمي الزائد مع انخفاض مستوى الذكاء.
  • شعور الطفل بالنقص أو بالظلم، فيندفع إلى دروب انتقام لإثبات الذات.
  • مسألة عارضة عندما يضيق المكان أثناء اللعب.
  • شعور مكبوت بالضيق من النفس وكراهية الذات.

علاج التخريب والتدمير

يجب التشخيص الدقيق لمعرفة الدوافع الكامنة وراء التدمير والقسوة، والاستطلاع وتزويده بأشياء زهيدة الثمن لفكها ومن هذه العلاجات:

  •  توفير الأنشطة اللازمة التي تستنفذ طاقة الطفل الزائد وتشبع حاجته إلىالنمو العقلي المعرفي.
  • العلاج باللعب و الرسم والنشاط المنتج والمنظم والنشاط الحر والمجالاتالرياضية.
  • خلق اتجاهات سليمة للآباء في معاملة الأطفال.

وأخيرا تكون قد تعرفت على التخريب والتدمير لدى الطفل، ويجب البحث عن العوامل اللاشعورية وراء التدمير والتخريب، كالغيرة أو الغضبأو الحرمان من العطف والحنان.