المصارف العربية و العملات الرقمية

قد تم إسدال الستاره في اجتماع "المصارف العربية" عن"العملات الرقمية" قام المبارك بالعمل على توضيح"التقنية المالية".. و"الحميدي" يبلور "استبيان 17 مصرفًا عربيًا"

المصارف العربية و العملات الرقمية 

انتهت اليوم بمحافظة جدة، اجتماع الدورة الاعتيادية السادسة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، الذي قد استضافته المملكة ممثلةً بالبنك المركزي السعودي خلال الفترة من 18 - 19 سبتمبر الجاري، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، بعقد ورشة الطاولة المستديرة رفيعة المستوى حول "العملات الرقمية للبنوك المركزية ومستقبل النظام النقدي".وانه قد بدأت الورشة بكلمة السيد محافظ البنك المركزي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك،التي قد قام بالتوضيح من خلالها أن الاقتصاد العالمي يمر بثورة تقنية ناتجة عن تعزيز استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والسجلات الموزعة في عدد من القطاعات، ومن ضمنها القطاع المالي ضمن ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، التي نتج عنها عدد كبير من نماذج العمل المبتكرة المرتكزة على التقنية كأساس لتوفير خدمات ومنتجات جديدة أو العمل على تطوير جودة الخدمات التقليدية وتقليل تكاليفها.

وقد صنف المبارك التقنية المالية أحد أهم مخرجات استخدام التقنيات الناشئة في هذه المرحلة، التي ستسهم في تعزيز نمو القطاع المالي، الذي يُعد أحد ركائز النمو الاقتصادي على مستوى الدول، لافتاً إلى أن البنوك المركزية تؤدي دوراً محورياً في دعم الاقتصاد المعتمد على هذه الأدوات، وتجنيبه الكثير من المخاطر المحتملة، ودعم الابتكار المتزن، وذلك من خلال دراسة أبعاد إصدار نموذج رقمي خاص بالعملات السيادية والتي تكون متمثلاً في العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC)، وإجراء التجارب والاختبارات لفهم التقنيات والسياسات والتشريعات اللازمة.وقد قام بالسعي في توضيح أن تصميم وإصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية، وأنه أيضاً يجب أن يراعي احتياجات وخصوصية كل دولة، وأن يكون نابعاً من تصور واضح يراعي كل الجوانب ذات العلاقة، وخصوصاً الآثار المتوقعة على البنوك التجارية والقطاع الخاص كليًّا، مبيناً أن الجهود الدولية لدراسة واستكشاف العملة الرقمية للبنوك المركزية، يجب ألا تُغفل الدور الأهم للبنوك المركزية في ضمان الاستقرار والسلامة المالية والنقدية، وحماية العملاء، وهذا لا يعني بالضرورة التركيز على تجنب المخاطر فحسب، وإنما بحث فرص تعزيز الاستفادة من الإمكانات التي قد توفرها العملات الرقمية للبنوك المركزية والتقنيات المبتكرة في العمل على زيادة فاعلية أدوات البنوك المركزية للقيام بدورها الأهم وتحقيق أهدافها.

والي جانب ذالك،فقد قام المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله ألحميدي بالإشارة إلى أن الوتيرة المتسارعة لرقمنه الخدمات المالية خاصة في أعقاب جائحة كورونا والابتكار في البنية التحتية المالية، واستخدام تقنية السجلات الموزعة جنباً إلى جنب مع ظهور آليات التمويل اللامركزي، أدت إلى قيام البنوك المركزية في أنحاء العالم بتقييم مختلف جوانب العملات الرقمية للبنوك المركزية والنقود الإلكترونية، من حيث دراسة واختيار مختلف حالات الاستخدام لمدفوعات الجملة والتجزئة لهذه العملات.وانه قد قام أيضاً ببعض التوضيحات حيث قال إن التجارب العالمية تتسارع لاختيار جدوى مشروع العملات الرقمية للبنوك المركزية وتقييم جميع الجوانب ذات الصلة من التصميم إلى دراسة الآثار المختلفة لهذه العملات على الاستقرار المالي والسياسة النقدية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، منوهاً إلى أن الدول العربية لم تغب عن هذا المشهد، وهو ما عكس الاهتمام المتزايد على مستوى المنطقة العربية بتقييم إصدار البنوك المركزية لعملات رقمية بنسبة 76% من المصارف المركزية العربية المستجيبة للاستبيان وهي 17 مصرفاً مركزياً عربياً.