أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إنجاز تاريخي في مجال الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة، حيث تم بنجاح إجراء فحوصات سمعية شاملة لـ 7.9 ملايين طفل خلال السنوات الأخيرة.

 

يمثل هذا الإنجاز قفزة نوعية في الكشف المبكر عن ضعف السمع لدى الأطفال، مما يتيح التدخل المبكر وتقديم الدعم اللازم لضمان نموهم وتطورهم بشكل طبيعي.

 

تأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الوزارة الشاملة لتحسين صحة الأم والطفل، وتقليل معدلات الإعاقة السمعية في المجتمع.

 

وتهدف الوزارة إلى الوصول إلى جميع الأطفال حديثي الولادة في مختلف أنحاء البلاد لضمان حصولهم على هذه الخدمة الحيوية.

 

أهمية الكشف المبكر عن ضعف السمع

يؤكد خبراء الصحة على الأهمية القصوى للكشف المبكر عن ضعف السمع لدى الأطفال، حيث أن التشخيص المبكر يتيح البدء الفوري في برامج التأهيل والتدريب السمعي. هذا التدخل المبكر يساعد الأطفال على تطوير مهارات اللغة والكلام بشكل طبيعي، ويقلل من الآثار السلبية لضعف السمع على النمو الاجتماعي والعاطفي.

 

إن عدم اكتشاف ضعف السمع في المراحل المبكرة من حياة الطفل قد يؤدي إلى تأخر في النمو اللغوي والاجتماعي، وصعوبات في التعلم، مما يؤثر سلبًا على مستقبله. لذلك، فإن الفحص السمعي الشامل يعتبر خطوة أساسية لضمان حصول كل طفل على فرصة متساوية في النمو والتطور.

 

تعتمد الفحوصات السمعية التي تجرى للأطفال حديثي الولادة على تقنيات متطورة وغير مؤلمة، مما يجعلها آمنة ومناسبة لجميع الأطفال. يتم إجراء الفحص عادةً خلال الأيام الأولى من حياة الطفل، ويمكن إجراؤه في المستشفيات أو المراكز الصحية.

 

في حالة الاشتباه في وجود ضعف سمع، يتم تحويل الطفل إلى أخصائي سمعيات لإجراء المزيد من الفحوصات التشخيصية وتحديد العلاج المناسب.

 

تلتزم وزارة الصحة بتوفير جميع الموارد اللازمة لضمان حصول الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع على أفضل رعاية ممكنة، بما في ذلك الأجهزة السمعية وبرامج التأهيل.

 

جهود وزارة الصحة والتوسع المستقبلي

أشادت وزارة الصحة بالجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في القطاع الصحي في جميع أنحاء البلاد لإنجاح هذه المبادرة الوطنية.

 

وأكدت الوزارة على استمرارها في تطوير وتوسيع نطاق برنامج الفحص السمعي ليشمل جميع الأطفال حديثي الولادة في جميع المحافظات.

 

كما تعمل الوزارة على تدريب المزيد من الكوادر الطبية والفنية المتخصصة في مجال السمعيات لضمان تقديم خدمات عالية الجودة. تسعى الوزارة أيضًا إلى زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن ضعف السمع بين الأسر والمجتمع، من خلال حملات توعية مكثفة تستهدف جميع شرائح المجتمع.

 

تعتبر هذه المبادرة جزءًا من رؤية شاملة لوزارة الصحة تهدف إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان حصول جميع المواطنين على الخدمات الصحية الأساسية بغض النظر عن مكان إقامتهم أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

 

وتؤكد الوزارة على التزامها بمواصلة العمل الجاد لتحسين صحة الأطفال في مصر، وتوفير بيئة صحية وآمنة لهم لينمووا ويزدهروا. وتدعو الوزارة جميع الأسر إلى التعاون مع الفرق الطبية وإجراء الفحص السمعي لأطفالهم حديثي الولادة في أقرب وقت ممكن