هل يؤثّر طول كابل الشاحن على فاعلية و سرعة شحن البِطّاريّة ؟
تضيف الشركات المنتجة للهواتف الذكيّة دعمًا لتقنية الشحن السريع كأحد المعايير التي تميّز جودة المنتج عن غيرها، والتي قد تجعل المستخدم يفضّل شراء هذا الهاتف عن شراء ذاك، فمن منّا لا يريد اقتناء هواتف أو حواسب محمولة يمكن إتمام شحن بطّاريّاتها بنسبة 100% في أقصر وقت ممكن؟ لكن تحقيق ذلك يعتمد على عدّة عوامل مثل سعة البطّاريّة، وقوّة محوّل الشاحن، وجودة كابل الشاحن، وسمك الأسلاك التي توجد بداخل الكابل وغيرها. لكن قد يريد أحد المستخدمين في الوقت ذاته استخدام كابل USB طويل للشاحن بحيث يوفر أريحية في استخدام الهاتف أثناء الشحن دون الحاجة للبقاء قرب مصدر التيّار الكهربائيّ. ولكن هل دار في بالك من قبل عمّا إذا كان طول كابل الشاحن يلعب دورًا في التأثير على سرعة عمليّة الشحن أم لا ؟ هذا ما سوف نتناوله في السطور التالية.
أولاً: أليه عمليّة شحن البطّاريّة؟
قبل إيضاح حقيقة تأثير طول الكابل الشاحن على سرعه الشحن يجب إيضاح أولاً آلية عمل البطاريات القابلة لإعادة الشحن في الهواتف الذكية بشكل خاص.
تمتلك هذه البطّاريّات مزايا بيئيّة تختلف عن تلك البطّاريّات التي تستخدم لمرّة واحدة مثل بطّاريّات الجرافيت، وغير انها تسمح بإعادة استخدامها لعدد كبير من المرّات فإن لها مزاياها الاقتصاديّة أيضًا.
في البداية لكي نتمكّن من إعادة شحن أيّة بطّاريّة فلا بد من توافر مصدر تيّار كهربائيّ متردّد كالذي يتوافر لدينا في المنازل ومكاتب العمل والمرافق المختلفة، وشاحن يتوافق مع تلك البطّاريّة، والذي يتكوّن عادةً من محوّل كهربيّ خافض للجهد وكابل يحتوي بداخله على عدد من الأسلاك المتساوية في مساحة المقطع والتي تصنع في أغلب الأحوال من موادّ نحاسيّة [سيتّضح سبب استخدام تلك الموادّ على وجه الخصوص من خلال الفقرات القادمة من المقال، كما نحتاج إلى توافر مدخل مناسب نستطيع من خلاله توصيل البطّاريّة بالشاحن.
لماذا نحتاج إلى مصدر كهربيّ للجهد المتردّد وليس للجهد المستمر؟ يعود ذلك إلى أساس عمل محوّل الشاحن الخافض للجهد أو ما يُعرف بقانون فاراداي للحثّ الكهرومغناطيسيّ، والذي يصف تأثير الحثّ المتبادل بين ملفّين.
فعندما نقوم بتوصيل طرفيّ الملفّ الابتدائيّ للمحول بمصدر تيّار متردّد يكون مرور التيّار المتغيّر داخل الملف مصحوبًا بمجال كهرومغناطيسيّ متغيّر، وهو ما لا يتوافر في حالة التوصيل بمصدر تيّار مستمرّ ثابت الشدّة والاتّجاه، يولّد هذا المجال الكهرومغناطيسيّ حين يقطعه الملفّ الثانويّ جهدًا متغيّرًا على طرفيّ الملفّ الثانويّ للمحوّل ممّا يؤدّي بدوره إلى مرور تيّار في الملفّ الثانويّ يتناسب مع التيّار الأصليّ المار في الملفّ الابتدائيّ للمحول.
ويخرج هذا التيّار في النهاية من محوّل الشاحن مارًّا من خلال الكابل ليشحن البطّاريّة
تتمّ عمليّة الشحن من خلال عكس التفاعلات الكيميائيّة التي حدثت داخل البطّاريّة أثناء عمليّة التفريغ، ففي بطّاريّة أيّون الليثيوم كمثال تفرغ البطّاريّة ما بها من طاقة أثناء التشغيل من خلال انتقال أيّونات الليثيوم من الطرف السالب للبطّاريّة إلى الطرف الموجب للبطّاريّة، وبالتالي؛ فينبغي لإعادة شحن البطّاريّة إعادة مراكمة أيّونات الليثيوم مرّة أخرى عند الطرف السالب للبطّاريّة.
تمرّر الشواحن ذات الجودة الجيدة عادةً في البطّاريّة تيّارًا ضئيلًا يتراوح ما بين 3-5 بالمائة من قيمة أقصى تيّار يمكن للبطّاريّة تحمّله ممّا يحافظ على سلامتها لأطول فترة ممكنة.
وعلى عكس ما يظنه البعض، فإن الشحن الزائد للبطّاريّة يُعدّ أمرًا أشد خطورة من عدم اكتمال عمليّة شحن البطّاريّة، ففي حال أنّك لم تقم بفصل تيّار المصدر عن البطّارية بمجرّد اكتمال الشحن فسوف تكون هناك ضرورة لأن تتخلّص البطّاريّة من كمّية الطاقة الكهربيّة الزائدة عن سعتها، وهو ما يحدث على هيئة نشوء حرارة مرتفعة وضغط متزايد على المكوّنات الداخليّة للبطّاريّة ممّا يعرّضها في أسوأ الأحوال إلى الانفجار أو تسريب بعض المواد الكيميائيّة أو الغازية، لذلك تأتي معظم الهواتف يوجد بها خاصية الشحن التكيفي للحد من أضرار الشحن الزائد.
علاقة طول كابل الشاحن بسرعة شحن البطّاريّة
طول كابل الشاحن له تأثير فعلي على سرعة شحن البِطّاريّة، لكن في الغالب هذا أمر لا يهم أغلب المستخدمين فالكثيرون لن يقوموا بشراء كابل شاحن أطول من متر أو مترين وفي هذه الحالة لن يتم التأثير سرعة الشحن كثيرًا حيث ان انخفاض الجهد يكون ضئيلًا.
لكن في حال ما إذا كنت تريد شراء كبل شاحن أطول من ذلك فقم بشراء تلك المقدمة من العلامات التجارية المرموقة والتي تكون مصنوعة من مواد عالية الجودة لا تؤثر على سرعة الشحن بشكل ملحوظ.
ما تعليقك
0 تعليق