كل المؤشرات الاقتصادية والتطورات السياسية والأمنية كانت تهدّد بموجة من الغلاء الفاحش لكن هطعلى العكس قد حدث انخفاض في الأسعار

تشهد ليبيا هبوط مفاجئ في لأسعار من دون أسباب واضحة

 

كل المؤشرات الاقتصادية والتطورات السياسية والأمنية كانت تهدّد بموجة من الغلاء الفاحش لكن  العكس قد حدث انخفاض في الأسعار شهدت ليبيا انخفاضاً سريعاً وحاداً في أسعار غالبية السلع الاستهلاكية منذ بداية الأسبوع الحالي، ما أثار علامات استفهام كبيرة عن الأسباب التي أدت إلى تهاوي الأسعار في السوق الليبية بهذا الشكل المفاجئ، على الرغْم أن كل المؤشرات الاقتصادية والتطورات السياسية والأمنية كانت تهدّد بموجة من الغلاء الفاحش، بسبب الظروف التي تعيشها البلاد والانقسام الحكومي الذي تواجهه.

سلسلة من المفاجآت

موجة التخفيضات الحادة في الأسعار بالسوق الليبية بدأت بداية الأسبوع الحالي، عندما فوجئ سكان طرابلس بعروض خاصة لبيع السجاد والمفروشات بأسعار تقل بنسبة 90 في المئة عن سعرها في الأسبوع الماضي، وتبعتها عروض أخرى في بنغازي والعاصمة شملت تخفيضاً في أسعار بعض الأجهزة الكهربائية بنصف الثمن السابق لها.

وتزامنت هذه العروض مع ظهور تجار للسيارات في بنغازي يعرضون سيارات مستوردة بنصف ثمنها المعروف في السوق، وبالرغْم أن هذه المفاجآت السارة للشارع الليبي جاءت في وقتها، بالنظر إلى تفاقم الأزمة المعيشية في البلاد بشكل ملحوظ منذ بداية الربع الثاني للعام الحالي، إلا أنها طرحت الكثير من الأسئلة بشأن تصفية بعض التجار لسلعهم بنصف الثمن وأقل.

من دون مبررات واضحة ومقنعة.   وذهبت معظم التفسيرات لهذه الموجة الغامضة من التخفيضات إلى ثلاثة أسباب، الأول التخفيض الذي شهدته أسعار شحن البضائع من الصين المصدر الأول لتوريدها إلى ليبيا الذي تجاوز نصف التكلفة السابقة تقريباً، من 19 ألف دولار إلى 11 ألفاً للحاوية الواحدة، والثاني وجود إشاعات عن تعديل قريب لسعر صرف الدينار من المصرف المركزي، أما الثالث فرأى أصحابه أن ما يجري لا يمكن تفسيره بأسباب منطقية، وما هو إلا عملية غسيل أموال ضخمة تتم بطريقة ظاهرها غير بين وباطنها يملؤه الفساد.أسباب كثيرة

وأشار أستاذ الاقتصاد في جامعة مصراتة علي الغويل،عن "أسباب التخفيضات الحالية في بعض السلع والمنافسة بين التجار والسيناريو المتوقع حدوثه الفترة المقبلة لها أسباب عدة، ففي بداية السنة لاحظ الجميع زيادة الأسعار، خصوصاً الفترة التي سبقت شهر رمضان، والبعض كان يلوم على التجار وجشعهم.

برغم معرفة  المواطن  بسعر الدولار وعدم تغيرة وبرغم هذا  أسعار السلع في تزايد، إلا أن سبب انخفاضها الآن هي الأسعار العالمية".الي جانب أن الحرب التي نشبت بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى حدوث أزمات عالمية، وارتفاع مضطرد في الأسعار، بخاصة في السلع الغذائية، وأيضاً ارتفعت أسعار الشحن والمحروقات، وكلها تسببت في زيادة مشكلة التضخم عالمياً، بالتالي كان لها دور كبير في ارتفاع الأسعار لدينا نحن داخلياً.

خفض تكلفة الشحن

وذكر أستاذ الاقتصاد في جامعة بنغازي علي الفايدي، بين تراجع الأسعار في ليبيا وانخفاض تكلفة شحنها من الخارج، قائلاً إن "انخفاض أسعار شحن البضائع من الموانئ البحرية الصينية، بسبب نقص الطلب العالمي على الشحن، وزيادة عدد السفن التجارية الجديدة والعملاقة العاملة في مجال النقل البحري، من الطبيعي أن تنخفض معه الأسعار في ليبيا بهذا الشكل".

إلي جانب إيضاح أن تداعيات انخفاض أسعار شحن البضائع ستكون إيجابية بالنسبة إلى التجار والمواطنين بصفة عامة، إذ يتوقع أن تنخفض أسعار السلع المستوردة من الصين بنسبة تتراوح من 20 إلى 25 في المئة، بعد أن ارتفعت خلال السنة الماضية بنسبة 400 في المئة، وهي زيادة كبيرة وغير مسبوقة في العالم.كما أنه قد قام الفايدي بالتأكيد أن "العامل الأكبر الذي سيساعد في الحفاظ على توازن في الأسعار هو استقرار سعر الصرف وكثرة الطلب والعرض في السوق الليبية".

 

 


ممكن يعجبك كمان

ما تعليقك

https://flengaz.com/public/assets/images/user-avatar-s.jpg
اكتب أول تعليق لهذا!