مشكلة التبول اللاإرادي، إهمال تدريب الطفل وتركه لينقطع عن تبلل ملابسه وفراشه من تلقـاء نفسه، ويقترن ذلك بكل الآباء وعدم اكتراثهم بإيقاظه ليلا من نومه وفي أوقات معينة للتبول، تكون قادر على معرفة أسباب وحلول للتبول اللاإرادي من خلال متابعة هذا المقال.
مشكلة التبول اللاإرادي
من أسباب التبول اللاإرادي لدى الاطفال:
· يمكن اعتبار هذه الظاهرة ذات شقين أحدهما فسيولوجي والآخر نفسي، فقد يكون هناك عجز عن ضبط الجهاز البولي من الوجهة الفسيولوجية وعدم التحكم في عضلات المثانة الأخذ بالاعتبار الفروق الفردية القائمة بين الأطفال.
· ففي حين يمتنع بعض الأطفال عن ذلك في سن مبكرة، يتأخر بعـض آخر منهم إلى مرحلة متأخرة تصل أحيانا إلى سن المراهقة والتبول اللاإرادي حتى سن الثالثة والنصف لا يمكن أن يعتبر حالة مرضية، لكن بعـد هـذا، يجب البحث عن السبب سيكولوجيا أو فسيولوجيا.
الأسباب الفسيولوجية التي ذكرنا مثل:
- كالتهابـات المثانـة.
- التهاب مجرى البول (وهذا يكشف عنه المختبر في عملية تحليـل البـول).
- فهناك أسباب أخرى كوجود الديدان وفقر الدم.
- والإنهاك العصبي وغيرهـا من الأمراض الفسيولوجية التي تصيب الجسم، وتسبب التبول اللاإرادي.
أما الشق النفسي فيمكن تلخيصه في:
- الخوف من الظلام، أو من الحيوانات المفترسة، أو من القصص المرعبة التي تحتوي في مضمونها أخبارا عن العفاريت والجن والغول والأساطير المختلفة.
- ولادة مولود جديد للأسرة.
- هناك ما يسمى بالبوال الانتقامي، ومرده إلى تعاسة الطفل في أسـرته، فيعتبر بوال الطفل هنا بمثابة تعبير لا شعوري عن سخطه المكبوت على والدته.
- الخلافات الوليدة التي تؤدي إلى الشعور بعدم الاستقرار الفسيولوجي والنفسي عند الطفل.
- المعاملة الخاطئة من قبل الوالدين وعدم إنصاف الطفل والاهتمام به كما يجب.
- الاهتمام الزائد بالطفل، وعدم الإفساح في المجال لإظهار تفتـه بنفسـه والمبادرة إلى البوال دون الاعتماد على الأم أو الأخوة الكبار لمرافقتـه إلى الحمام, وتتسع مشكلة التبول اللاإرادي لتشمل مشكلة تعلـم الطفـل عادات النظافة هذه المشكلة شائعة ذات أهمية عظمى لا يدرك معظـم الآباء والأمهات أهميتها, ومن أجل ذلك ألا يترك الطفل بعد المشي ليبول أينما يشاء وكيفما يشاء، وساعة يشاء فلابد من تعلم عادات التبول المنتظمة، ولو اضطر الأهل لمرافقة الطفل إلى الحمام.
- الطفل الكثير المرض الذي يلقى عناية كبيرة من الأم.
- كثرة النقد الشديد للطفل، فيصبح ميالا في لا وعيه إلى الانتقام وما يجب أن تعلمه الأمهات أن ضبط المثانة مسألة فسيولوجية، تحتاج إلى وقـت معين للنمو، وضبطها يحتاج إلى التدريب والتنظيم، بعيداً عـن العنـف الذي يولد التوتر والتوتر بدوره يؤثر على عمليـة التبـول والإخـراج، والتحكم في الإخراج لا يحدث إلا بعد عامين، وليكـون فـي الأسابيع الأولى عشوائيا فيحدث بمعدل ست مرات يوميا وينتظم بعد ذلك بفعـل التدريب.
- المعاملة القاسية التي يلقاها الطفل، وارتباط التبول بالمعاملة القاسية أمر مثبت, وغالباً ما تكون هذه المشكلة سبباً في وقف الكثير من نشاطات الطفل الذي يمنع من زيارة الأقارب والاشتراك في الرحلات أو المخيمات التي تستلزم المبيت خارج المنزل فيمنع الطفل بسبب المهانة والفضيحة حسب زعم الأهل, وهذا ما يجعل أمره يزداد سوءا، له آلاماً نفسية حـادة، أضيفت إلى جملة مشاكله النفسية الأخرى، ونحن وإن كما نميل إلى تأييد الأهل والشعور معهم بدقة الموقف وحراجته، لكن ذلك يجب أن يكـون مثابة حوافز لهم للعمل على استشارة الأطباء الفسيولوجيين والنفسيين، وإظهار المزيد من التضحية في تنظيم الطعام والشراب والنوم والاهتمام النفسي بهذا الطفل لكي يصل إلى درجة الضبط النهائي والعـودة إلـى الحالة الطبيعية كسائر أخوته.
وأن عملية التبول قد تعود إلى مجموعة من الأسباب، من أهمها:
- وجود بعض الأمراض العضوية.
- تناول كمية كبيرة من السوائل.
- البرودة المفاجئة للرأس وباقي أعضاء الجسم.
- بعض العوامل النفسية وعلى رأسها القلق والغيرة.
- والتبول أثناء الليل أقل منه ضبطاً أثناء النهار، ويجد بعضهم أن هناك بعض الأطعمة ذات الحساسية المعينة تتسبب في التبول الليلي اللاإرادي، وعلى الأمهات أن يلاحظن هذه الأطعمة ليتمكن من حذفها من نظام الطفل الغذائي وخاصة عند المساء.
طرق علاج ظاهرة التبول اللاإرادي:
من خلال عرضنا للأسباب، نجد أن مسألة العلاج تتلخص فيما يلي:
- خلق الأجواء الهادئة في البيئة الأسرية لإبعاد الطفل عن التوتر، وهذا أمر مطلوب لصحة الطفل النفسية، ووقايته من مختلف ألوان الانحرافات لذلك نجد أن هذا الشرط يندرج في معظم موضوعات الانحراف كأمر وقائي. ثم الاعتدال في معاملة الطفل فلا شدة، ولا تدليل ثم ضبط سلوكياته بطريقة هادئة، بعيدة عن القمع.
- ضبط طعامه وشرابه، والامتناع عن الإكثار من السوائل أثناء السهرة وقبل النوم خاصة.
- محاولة إيقاظه ليلاً وبهدوء، وبدون منبهات شديدة تؤثر على أعصـابه بعد اليقظة مباشرة.
- ضرورة استشارة الطبيب النفسي عند اللزوم، وذلك بعد التأكد من خلـو الطفل من الأمراض الفسيولوجية التي أشرنا إليها من قبل، فعند التأكـد من سلامة الطفل من هذه الناحية يمكن التفتيش عن الأسباب في المجال النفسي.
- تعويد الطفل منذ الصغر بالجلوس على المبولة وفي مواعيد محددة، منذ الأشهر الأولى، وبذلك يدرك أن التبول مرتبط ارتباطا وثيقا بالجلوس عليها.
- يلجأ بعض المربين إلى اقتراح تكوين فعل المنعكس الشرطي، ويتم ذلك بواسطة جهاز خاص بحيث ينام الطفل على وسادة من قمـاش خـاص ويوضع هذا القماش على أعضائه التناسلية ويوصل ذلك بسلك إلى جرس رنان بطارية، وعند التبول تسير دائرة كهربائية تسبب رنين جرس، وبالتالي يقظة المريض بالتبول اللاإرادي، وتدريجيا يتكون عند الطفـل منعكس شرطي بأن يصحو عند امتلاء المثانة دون رنين الجرس، وهذا الطريقة ما تزال تجريبية، وهي قليلة الاستعمال عمليا.
- الامتناع عن تقريع الطفل المصاب بالتبول اللاإرادي، لأن ذلك يضعف ثقته بنفسه, وما يجب أن يعلمه الطفل أن ما يفعله لا يعـد جريمـة أو غلطة مشينة، تستحق العقاب، فإذا بلل ملابسه أو فراشه، تظاهرنا بعـدم الاكتراث, ويجب أن يعمل الأهل والمدرسون أن أي عقاب جسماني أو تقريع نفسي سيزيد حالة الطفل سوءا.
- إفهام الطفل أثناء النهار، أن هناك أماكن خاصة للتبول، وطريقة خاصة للتبول وهي مسألة اجتماعية- بيولوجية، يجب أن تضبط بشكل سليم.
- يقترح بعض المربين، طريق الإيحاء النفسي للمصاب بالتبول اللاإرادي وذلك قبل النوم مباشرة، وهو يكرر الجملة التاليـة سيكون ســـريري نظيفاً في الصباح، أو سأستطيع التغلب قريبا على تبلل فراشي , ثم شغف الطفل بعد ذلك بمزيد من الثقة بنفسه، وأنه قادر علـى الـتخلص من هذه العادة ويجب تهوين الأمر عليه، لا تصويره على أنـه قــدر لا مفر منه.
- الابتعاد عن الأكلات التي تتطلب الكثير من شرب الماء وخاصة فـي وجبة المساء مثل الأسماك- وكل الأطعمة المقلية بالسمنة أو الزيت.
الآثار النفسية المترتبة على التبول اللاإرادي كالآتي:
- غالبا ما يشعر الطفل المصاب، بنوع من الاكتئاب، والخزي، والعـار.
- ويشعرون بالنقص تجاه الآخرين، ولاسيما تجاه من هم أصغر منه سـنـا مـن أخوته، والذين تجاوزا هذه المرحلة، وهو ينزع إلى الانزواء، وعدم مخالطة الزوار، وكثيراً ما يشعر بالنقمة على أولئك الذين يسخرون منـه، فيثـور ويعصيه ويعمد أحياناً إلى الإيذاء، ومن الأطفال، من يصاب بنوبات انفعـال عصبية حادة، فيحطم، ويعتدي، ويخرب، كتعبير عن النقمة، وعن الشـعور بالضيق والدونية، وكلها أمور، ربما لا يكون مسئولا عنها، فقد يكون السبب بيولوجياً أو نفسيا.
وفي نهاية المقال تكون قد تعرف على أحد أهم مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال.
ما تعليقك
0 تعليق