منتخب مصر لكرة القدم يُعد واحدًا من أقدم وأبرز المنتخبات في قارة إفريقيا، يمتلك المنتخب تاريخًا حافلًا بالإنجازات التي رافقها العديد من التحديات، عبر سنوات طويلة استطاع المنتخب المصري أن يحصد العديد من الألقاب القارية وأن يُبرز لاعبين عالميين رفعوا من مستوى الكرة الإفريقية على الساحة الدولية، في هذا المقال، سنستعرض أهم محطات المنتخب المصري، إنجازاته البارزة، واللاعبين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مشواره.
تأسيس المنتخب والاتحاد المصري لكرة القدم
تأسس الاتحاد المصري لكرة القدم عام 1921، ليكون من أقدم الاتحادات الكروية في العالم، وبدأت مشاركات منتخب مصر في المحافل الدولية بشكل مبكر، حيث كانت أولى مبارياته الرسمية في الأولمبياد عام 1920، وعلى الرغم من أن النتائج لم تكن مُبشرة في البداية، إلا أن المنتخب أظهر طموحًا واضحًا في تكوين هوية كروية مميزة.
كأس الأمم الإفريقية: سبع مرات على القمة
يُعتبر منتخب مصر الأكثر فوزًا ببطولة كأس الأمم الإفريقية، حيث تمكن من تحقيق اللقب سبع مرات، بدأت أولى إنجازاته الإفريقية عام 1957 عندما توج بلقب النسخة الأولى من البطولة التي أُقيمت في السودان، في الفترة من 2006 إلى 2010، أضاف المنتخب المصري ثلاث بطولات متتالية تحت قيادة المدرب حسن شحاتة، مما عزز مكانته كقوة كروية عظمى في القارة السمراء.
التأهل لكأس العالم: حلم يتحقق بصعوبة
رغم نجاحاته المتتالية في البطولات الإفريقية، ظل التأهل لكأس العالم تحديًا كبيرًا لمنتخب مصر، إذ تأهل لأول مرة في مونديال 1934 بإيطاليا، إلا أن مشواره انتهى في الدور الأول، عاد المنتخب للظهور مرة أخرى في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، وبعد غياب طويل استمر 28 عامًا، تأهل المنتخب للمرة الثالثة في تاريخه إلى كأس العالم 2018 بروسيا بقيادة النجم محمد صلاح، لكن الفريق لم يحقق النتائج المرجوة وخرج من الدور الأول.
أبرز نجوم المنتخب عبر التاريخ
شهد تاريخ المنتخب المصري تواجد لاعبين أسطوريين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الكرة الإفريقية والعالمية، مثل محمود الخطيب الذي يُعد من أفضل اللاعبين في تاريخ إفريقيا، وأحمد حسن الذي يمتلك الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية، ومحمد صلاح، نجم ليفربول الحالي، الذي أثبت نفسه كأحد أفضل اللاعبين في العالم بفضل مهاراته وأهدافه الحاسمة التي رفعت من مكانة مصر دوليًا.
التحديات الأخيرة
في السنوات الأخيرة، واجه منتخب مصر عدة تحديات على المستوى القاري والدولي، رغم التأهل لكأس العالم 2018 والوصول لنهائي كأس الأمم الإفريقية 2017، إلا أن أداء الفريق شهد تراجعًا في بعض البطولات، ورغم ذلك، يبقى الأمل موجودًا في قلوب الجماهير المصرية التي تترقب عودة المنتخب إلى منصات التتويج، خاصة مع ظهور جيل جديد من اللاعبين الموهوبين الذين يمتلكون القدرة على المنافسة.
المنتخب في قلب الثقافة المصرية
يحظى منتخب مصر بمكانة خاصة في نفوس المصريين، فهو ليس مجرد فريق رياضي، بل رمز وطني يجمع الشعب حوله في لحظات الحزن والفرح، عند كل مباراة أو بطولة، تتوجه أنظار الملايين إلى المنتخب لتشجيعه ودعمه، فالنجاح الكروي يُعتبر دائمًا مصدر فخر وإلهام.
منتخب مصر لكرة القدم هو أكثر من مجرد فريق رياضي، إنه تاريخ ممتد من النجاحات والطموحات، من الإنجازات الإفريقية التي تزين تاريخه إلى التحديات العالمية التي يسعى لتجاوزها، يظل المنتخب مصدر إلهام وفخر للمصريين، ومع استمرار تطور اللعبة وظهور مواهب جديدة، يبقى الأمل قائمًا في رؤية "الفراعنة" يعودون إلى القمة على المستوى العالمي.