توصل باحثون في جامعة كاليفورنيا إلى اكتشاف واعد في مجال مكافحة الآفات، حيث أثبتت مادة كيميائية جديدة قدرتها على القضاء على مستعمرات النمل الأبيض بفعالية عالية دون أن تشكل أي خطر على صحة الإنسان.

 

وتأتي هذه النتائج في ظل تزايد القلق بشأن الأضرار التي يسببها النمل الأبيض للمنازل والمباني الخشبية، مما يجعله تهديدًا اقتصاديًا وبيئيًا كبيرًا.

 

وتُعد هذه المادة الكيميائية، المسماة «بيستريفلورون»، بمثابة حل مستدام وفعال لمكافحة هذه الآفة المدمرة.

 

النمل الأبيض يتساقط جلده سبع مرات في حياته، وهو ما يستغله الباحثون في هذه المادة الجديدة.

 

فبخلاف البشر، الذين يمتلكون هياكل عظمية داخلية، يعتمد النمل الأبيض على هياكل خارجية صلبة لحمايته من العوامل البيئية المختلفة.

 

وتتكون هذه الهياكل الخارجية بشكل أساسي من الكيتين، وهي مادة تمنحها القوة والمرونة اللازمة.

 

وبينما يستعد النمل الأبيض للتخلص من جلده القديم، فإنه ينتج أيضًا الكيتين لتكوين هيكل خارجي جديد، لكن مادة البيستريفلورون تمنعه من إتمام هذه العملية الحيوية.

 

أظهرت التجارب المعملية أن مادة «بيستريفلورون» قادرة على قتل ما يقارب 95% من مستعمرات النمل الأبيض.

 

وقد وُصفت فعاليتها بالتفصيل في دراسة نُشرت في مجلة علم الحشرات الاقتصادية.

 

وأكد نيكولاس بولوس، المؤلف المراسل للدراسة وطالب الدكتوراه في قسم الحشرات بجامعة كاليفورنيا، ريفيرسايد، أن «هذه المادة الكيميائية أكثر ملاءمة للبيئة من المواد المستخدمة تقليديًا لمكافحة غزو النمل الأبيض في الخشب الجاف، إنها مخصصة للحشرات فقط، ولا تضر البشر».

 

«بمجرد أن يصل النمل الأبيض إلى مرحلة معينة، عليه أن يتساقط لا مفر من ذلك.
 
بجرعة قاتلة من هذه المادة الكيميائية، سيحاول التخلص من هيكله الخارجي القديم، لكنه لن يمتلك هيكلًا جديدًا جاهزًا لحمايته.»
 

هذا ما قاله دونغ هوان تشوي، أستاذ علم الحشرات بجامعة كاليفورنيا ريفيرسايد والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية.

 

لاحظ الباحثون أن البستريفلورون يُبطئ في البداية حركة النمل الأبيض، مُقللًا من نشاطه الغذائي، وفي النهاية، يمنعه من الانسلاخ، مما يؤدي إلى موته.

 

وتعتبر هذه الآلية المبتكرة في القضاء على النمل الأبيض ميزة إضافية، حيث تقلل من الأضرار التي قد تلحق بالممتلكات قبل أن يتم القضاء على المستعمرة بشكل كامل.

 

وتُعد هذه المادة الكيميائية علاجًا واعدًا بشكل خاص للنمل الأبيض الجاف، الذي يمثل تحديًا كبيرًا في مكافحته.

 

وأشار «تشوي» إلى أن «هذه المادة نجحت في القضاء على النمل الأبيض الجوفي، كأحد الآفات هيكلية خطيرة، لكن النمل الأبيض الغربي الأصلي الذي يعيش في الخشب الجاف مهم أيضًا، وخاصةً في كاليفورنيا».

 

وأضاف: «نعتقد أن هذه الطريقة في المعالجة الموضعية قادرة على القضاء على مستعمرات أكبر حجمًا وانتشارها بسهولة أكبر من طرق مكافحة النمل الأبيض الحالية.

 

لا يتطلب الأمر استخدام كمية كبيرة للحصول على نتيجة ممتازة.

 

تُعدّ مثبطات تكوين الكيتين علاجًا واعدًا للنمل الأبيض الجاف».

 

إن هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو تطوير حلول أكثر فعالية واستدامة لمكافحة النمل الأبيض وحماية المنازل والمباني من أضراره.