نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سلّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، كسوة الكعبة المشرفة إلى سدنة بيت الله الحرام.

 

جرت مراسم التسليم بحضور معالي وزير الحج والعمرة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الدكتور توفيق الربيعة، ونائب كبير سدنة بيت الله الحرام، الأستاذ عبدالملك بن طه الشيبي، وذلك وفقًا لما أوردته صحيفة "سبق".

 

تمثل هذه الخطوة إيذانًا بقرب استبدال كسوة الكعبة المشرفة في غرة شهر محرم 1447هـ، وهي مناسبة دينية هامة تجسد الاهتمام البالغ الذي توليه المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين وقاصديهما.

 

ووقع على محاضر التسليم كل من الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، والأستاذ عبدالملك بن طه الشيبي، نائب كبير سدنة بيت الله الحرام.

 

تعكس هذه المحاضر الرسمية التزام الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير أعلى معايير الجودة في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، وكذلك حرص السدنة على استلام الكسوة الجديدة وفق الأصول الشرعية والإدارية المتبعة.

 

وتؤكد هذه الإجراءات على الشفافية والدقة في كل ما يتعلق بشؤون الحرمين الشريفين.

 

يتم تصنيع كسوة الكعبة المشرفة في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، باستخدام أجود أنواع الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود.

 

يبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، ويتميز بتطريزات ذهبية بديعة تضفي عليه جمالًا وجلالًا.

 

ويوجد في الثلث الأعلى من الكسوة حزام عرضه 95 سنتيمترًا وطوله 47 مترًا، وهو مكوّن من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

 

تعكس هذه التفاصيل الدقيقة والإتقان في الصنع حرص المملكة على تقديم أفضل ما لديها لخدمة بيت الله الحرام.

 

تعد "السدانة" مهنة تاريخية عريقة، حيث يتولى السدنة مهمة العناية بأمور الكعبة المشرفة والقيام بشؤونها من فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزقت.

 

ومنذ بناء سيدنا إبراهيم عليه السلام الكعبة، كانت السدانة بيد ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام، ثم انتقلت عبر الأجيال حتى وصلت إلى بني عبدالدار، ثم إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة.

 

وعند فتح مكة، أعاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة لعثمان بن طلحة، قائلًا:

"خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم."

في الوقت الحاضر، يتولى الشيخ عبدالوهاب بن زين العابدين الشيبي "سدانة الكعبة"، وهو السادن الـ 78 منذ فتح مكة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم).

 

وبحسب التقاليد، يتولى سدانة الكعبة المشرفة المهنة الأشهر والأقدم في الحرم المكي الشريف الأكبر سنًا في عائلة "آل شيبة".

 

وتستمر هذه العائلة الكريمة في حمل هذه الأمانة العظيمة، محافظين على تقاليدها العريقة ومساهمين في الحفاظ على قدسية بيت الله الحرام.