بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، نعى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من الصبر والابتلاء، قضاها على سرير المرض. وقد كانت هذه المحنة العظيمة التي مر بها الأمير الوليد وأسرته الكريمة مثالًا يُحتذى به في الصبر والرضا والتسليم بقضاء الله وقدره، مما يعكس قوة الإيمان والاحتساب لدى هذه الأسرة الكريمة.

وقد عبّر فضيلة المفتي عن خالص تعازيه وصادق مواساته إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وإلى أسرة الفقيد الكريمة، وإلى الشعب السعودي الشقيق. ودعا فضيلته المولى عز وجل أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل ما أصابه في ميزان حسناته، وأن يرفع درجته في عليين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وأكد فضيلته أن فقد الأمير الوليد هو خسارة كبيرة، لما عرف عنه من خصال حميدة وأخلاق كريمة.

كما أشاد مفتي الجمهورية بالصبر والجلد الذي تحلت به أسرة الأمير الوليد طوال فترة مرضه، مؤكدًا أن هذا الصبر والاحتساب هو دليل على قوة الإيمان واليقين بالله. وأضاف فضيلته أن هذه المحنة كانت درسًا بليغًا في الصبر والرضا بقضاء الله، وأن أسرة الأمير الوليد قد قدمت نموذجًا مشرفًا للمجتمع في كيفية التعامل مع الابتلاءات والمصائب. وأشار إلى أن هذه المحنة قد وحدت قلوب الكثيرين حول العالم، الذين دعوا للأمير الوليد بالشفاء العاجل، وتأثروا بمسيرة صبره الطويلة.

وأكد فضيلة المفتي على أهمية الدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة، وأن ندعو الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجمعه بالصالحين في الفردوس الأعلى. كما حث فضيلته على الاقتداء بالأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها الأمير الوليد، وأن نسعى لنشر الخير والمحبة والتسامح في المجتمع. وأضاف أن هذه المحنة يجب أن تكون دافعًا لنا لكي نكون أكثر قربًا من الله، وأن نتمسك بتعاليم ديننا الحنيف.

وفي ختام بيانه، جدد فضيلة المفتي تعازيه الحارة لأسرة الفقيد والشعب السعودي، داعيًا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يعوضهم خيرًا. واختتم بيانه بالدعاء: "إنا لله وإنا إليه راجعون". نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وأن يجعل ما قدمه من خير في حياته في ميزان حسناته يوم القيامة.