شهدت شواطئ مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، إقبالاً كثيفاً وغير مسبوق من آلاف المصطافين والزوار منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك للاستمتاع بأجواء العيد الساحرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

 

وتوافدت الأسر من مختلف مدن وقرى محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، محولين رمال المصيف الذهبية إلى لوحة فسيفسائية مبهجة تعكس فرحة العيد.

 

وقد ساهم الطقس المعتدل وصفاء مياه البحر في تشجيع المواطنين على النزول إلى الشواطئ والاستمتاع بالسباحة والأنشطة المائية المتنوعة، في مشهد احتفالي يعكس مكانة بلطيم كواحدة من الوجهات السياحية الداخلية المفضلة لدى العائلات المصرية.

 

استعدادات مكثفة وتوجيهات رسمية

سبق هذا الإقبال الكبير استعدادات مكثفة من قبل أجهزة المحافظة، بناءً على توجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، الذي شدد على رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المرافق الخدمية في مصيف بلطيم. وفي هذا الإطار، أشرف الأستاذ هيثم عطية، رئيس مركز ومدينة بلطيم، على تنفيذ خطة متكاملة لضمان راحة وسلامة المصطافين.

 

وشملت هذه الخطة تكثيف حملات النظافة على الشواطئ والكورنيش، وصيانة دورات المياه العامة، وتجهيز نقاط الإسعاف، وتوفير كافة السلع الأساسية والتموينية بالأسواق. كما تم التأكد من جاهزية فرق الإنقاذ وتوزيعها على امتداد الشواطئ الستة للمصيف، وهي: الفنار، والنرجس، والزهراء، والسلام، والأمل، والفيروز.

 

إقبال غير مسبوق وأجواء احتفالية

امتلأت شواطئ المصيف عن آخرها بالمواطنين الذين افترشوا الرمال تحت المظلات الملونة، بينما انطلق الأطفال في اللعب والمرح وبناء القلاع الرملية، في حين فضل الشباب ممارسة الألعاب الشاطئية والسباحة في مياه البحر.

 

وقد انعكس هذا الإقبال الكبير على الحركة التجارية في المدينة، حيث شهدت المحال والمطاعم والكافيتريات رواجاً ملحوظاً. وبلغت نسبة الإشغال في الشاليهات والشقق الفندقية والعمارات السكنية الخاصة ما يقارب 100% خلال الأيام الأولى للعيد، مما يؤكد على أن مصيف بلطيم أصبح وجهة رئيسية لقضاء العطلات بفضل أسعاره التنافسية وأجوائه العائلية الآمنة التي تلبي احتياجات جميع فئات المجتمع.

 

تصريحات المسؤولين وتأكيدات على السلامة

أكد رئيس مركز ومدينة بلطيم في تصريحات صحفية على أن سلامة وأمن المصطافين تأتي على رأس أولويات الجهاز التنفيذي للمدينة. وفي هذا السياق، قال:"نعمل على مدار الساعة وبتنسيق كامل مع كافة الأجهزة المعنية، لتوفير تجربة سياحية ممتعة وآمنة لجميع زوارنا الكرام. لقد تم نشر فرق الإنقاذ المدربة على طول الساحل، وتزويدهم بكافة المعدات اللازمة للتدخل السريع في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى انتشار سيارات الإسعاف والنقاط الطبية لتقديم الرعاية الفورية لمن يحتاجها. هدفنا هو أن يعود كل زائر إلى دياره بذكريات سعيدة من مصيف بلطيم."

 

وأضاف أن غرفة العمليات الرئيسية بالمدينة تعمل بشكل مستمر لتلقي أي شكاوى من المواطنين والعمل على حلها فوراً وقد تم نشر أكثر من 120 منقذاً على امتداد الشواطئ الستة للمصيف، مع وضع علامات إرشادية لتحديد المناطق الآمنة للسباحة وتحذير المصطافين من التيارات المائية الخطرة لضمان سلامتهم الكاملة.

 

بلطيم.. وجهة سياحية واعدة

يُعَد هذا التوافد الكبير دليلاً قاطعاً على نجاح مصيف بلطيم في ترسيخ مكانته كوجهة سياحية داخلية هامة، قادرة على جذب آلاف الزوار ليس فقط في عيد الأضحى، بل على مدار موسم الصيف بأكمله. ويتميز المصيف بطابعه الهادئ والأسري، وابتعاده عن صخب المدن الكبرى، فضلاً عن جمال شواطئه النظيفة والممتدة لمسافة تزيد على 11 كيلومتراً.

 

ومن المتوقع أن يستمر هذا الإقبال المتزايد طوال أيام إجازة العيد وفترة الصيف، مما يبشر بموسم سياحي ناجح يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل موسمية لأبناء المنطقة، ويعزز من خطط المحافظة لتطوير المصيف بشكل مستمر.