في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الداخلية المصرية لمكافحة الجريمة المنظمة، ولا سيما جرائم ترويج المواد المخدرة التي تستهدف الشباب وتهدد أمن المجتمع، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن القاهرة، من توجيه ضربة أمنية قاصمة لأحد أخطر التشكيلات العصابية الدولية.

 

حيث نجحت القوات في تفكيك شبكة إجرامية مكونة من عناصر أجنبية تخصصت في الاتجار بمخدر الشابو (الآيس) شديد الخطورة، متخذين من أحد الأحياء الراقية في مدينة نصر مسرحاً لممارسة أنشطتهم الإجرامية.

 

وتأتي هذه العملية لتؤكد على يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها الفائقة على رصد وتتبع الشبكات الإجرامية العابرة للحدود التي تسعى إلى إغراق البلاد بالسموم الفتاكة.

 

تفاصيل عملية الضبط الدقيقة

بدأت خيوط القضية تتكشف عقب ورود معلومات استخباراتية مؤكدة إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، تفيد بوجود تشكيل عصابي من جنسية أجنبية يقومون بترويج كميات كبيرة من مخدر الآيس على نطاق واسع بين عملائهم في القاهرة الكبرى.

 

وعلى الفور، تم تشكيل فريق بحث وتحرٍ على أعلى مستوى، والذي عمل على مدار الساعة لرصد تحركات أفراد العصابة وتحديد هوياتهم وأماكن تواجدهم. وبعد عملية مراقبة دقيقة استمرت لعدة أيام، تمكن الفريق من تحديد الشقة السكنية التي يستخدمها المتهمون وكراً لتخزين المواد المخدرة وإعدادها للترويج.

 

وبناءً على إذن من النيابة العامة، تمت مداهمة الوكر في عملية خاطفة ومحكمة، لم تترك للمتهمين أي فرصة للمقاومة أو محاولة الهرب، مما يعكس الكفاءة العالية والتخطيط المسبق للقوات المشاركة في المهمة.

 

المضبوطات تكشف عن شبكة واسعة

أسفرت عملية المداهمة عن ضبط جميع أفراد التشكيل العصابي، وبتفتيش الشقة عُثر على كميات ضخمة من المادة المخدرة. وقد كشفت التحريات أن المضبوطات لم تقتصر على المخدرات فحسب، بل شملت أيضاً أدوات ومعدات تستخدم في عملية التوزيع والاتجار.

 

حيث تم التحفظ على كمية كبيرة من مخدر الآيس الخام تقدر بعدة كيلوجرامات، كانت معدة للتوزيع، بالإضافة إلى مبالغ مالية ضخمة بعملات محلية وأجنبية يُعتقد أنها من حصيلة عمليات البيع. كما تم ضبط موازين حساسة تستخدم في تقسيم المخدر، وعدد كبير من الهواتف المحمولة وشرائح الاتصال التي كانت تستخدم في التواصل مع العملاء والاتفاق على أماكن التسليم.

 

وتشير هذه المضبوطات إلى أن الأمر لا يتعلق بتجار صغار، بل بشبكة منظمة ذات امتدادات واسعة كانت تخطط لترويج هذه السموم على نطاق واسع، مما كان سيشكل خطراً داهماً على شريحة كبيرة من المجتمع.

 

مسار التحقيقات والكشف عن خيوط دولية

عقب إلقاء القبض على المتهمين، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة مع أفراد العصابة للوقوف على كافة أبعاد نشاطهم الإجرامي. وتركز التحقيقات الأولية على عدة محاور رئيسية، أهمها تحديد مصدر تلك الكميات الكبيرة من مخدر الآيس وكيفية إدخالها إلى الأراضي المصرية، وهو ما قد يكشف عن تورط شبكات دولية أخرى.

 

كما يعمل المحققون على تتبع شبكة التوزيع المحلية والكشف عن باقي أفراد الشبكة من المتعاونين معهم داخل البلاد، سواء في عمليات الترويج أو التخزين أو غسيل الأموال.

 

وقد اعترف المتهمون مبدئياً بحيازتهم للمواد المخدرة بقصد الاتجار، وجارٍ استكمال التحقيقات لتحديد الأدوار المنوطة بكل فرد منهم داخل التنظيم الإجرامي وتقديمهم للمحاكمة العاجلة لينالوا جزاءهم الرادع.

 

تعد هذه العملية النوعية رسالة واضحة من الأجهزة الأمنية بأنها لن تتهاون أبداً في حربها الشرسة ضد تجار الموت، وأن عيونها الساهرة تتابع كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن. وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني مسؤول على أهمية الدور المجتمعي في هذه المعركة.

 

"إن وزارة الداخلية، بكافة قطاعاتها، تخوض حرباً لا هوادة فيها ضد أباطرة الكيف وتجار المخدرات الذين يستهدفون عقول شبابنا ومستقبل أمتنا وهذه العملية الناجحة هي نتاج تضافر الجهود والمعلومات الدقيقة. ونحن نؤكد أن حماية شباب الوطن من براثن الإدمان تقع على رأس أولوياتنا، ونهيب بالمواطنين الشرفاء التعاون والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة للمساهمة في تطهير المجتمع من هذه الآفة المدمرة."

 

وتستمر الأجهزة المعنية في تكثيف حملاتها الأمنية على كافة الأصعدة لاجتثاث جذور الجريمة وتجفيف منابعها، مؤكدة على أن أمن المواطن وسلامة المجتمع خط أحمر لا يمكن المساس به.