لليوم الثاني على التوالي، واصلت الحدائق العامة والمتنزهات في مختلف المدن استقبال أعداد غفيرة من المواطنين والمقيمين، الذين توافدوا للاحتفال بثاني أيام عيد الأضحى المبارك وسط أجواء من البهجة والسرور.

 

وشكلت المساحات الخضراء المفتوحة وجهة رئيسية للأسر الباحثة عن قضاء أوقات ممتعة، مستغلين اعتدال الطقس النسبي في بعض المناطق، ورغبة منهم في الخروج من روتين الحياة اليومية.

 

وقد تحولت هذه المواقع إلى لوحات اجتماعية حية تعكس فرحة العيد، حيث انتشرت العائلات على المسطحات الخضراء، وتصاعدت ضحكات الأطفال الذين وجدوا في الألعاب والمساحات الواسعة متنفساً لطاقتهم وحيويتهم، مما يؤكد على أهمية هذه المرافق كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع.

 

مشاهد احتفالية وأجواء عائلية

 

عمت المشاهد الاحتفالية أرجاء الحدائق التي تزينت لاستقبال زوارها، حيث افترشت العائلات الأرض وبسطت مفارشها محملة بأصناف متنوعة من المأكولات والمشروبات والحلويات الخاصة بالعيد.

 

وقد شهدت هذه المواقع توافداً ملحوظاً من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، مما خلق جواً من الألفة والتناغم الاجتماعي. وبرزت مظاهر التجمعات العائلية الكبيرة التي ضمت الأجداد والآباء والأحفاد في مشهد يعزز الروابط الأسرية.

 

كما لم تخلُ الأجواء من الأنشطة الترفيهية المتنوعة، حيث انهمك الشباب في ممارسة الألعاب الرياضية الخفيفة، بينما استمتع الأطفال بالأراجيح والزلاقات وألعاب الكرة، في حين فضل كبار السن الجلوس في أماكن مظللة لتبادل الأحاديث الودية والاستمتاع بجمال الطبيعة.

 

تصريحات رسمية وتأكيدات على الجاهزية

وفي هذا السياق، أكدت الجهات البلدية والخدمية أنها كانت على أهبة الاستعداد لاستقبال هذه الحشود. وفي تصريح صحفي، قال مسؤول في إدارة الحدائق العامة إن خطة العمل التي تم وضعها لعطلة العيد تسير وفق ما هو مخطط له. وأضاف في حديثه:"لقد عملنا على مدار الأسابيع الماضية على تهيئة كافة الحدائق والمتنزهات وصيانتها بشكل كامل، وتجهيز المرافق الخدمية من دورات مياه ومناطق ألعاب ومصليات. هدفنا الأول هو توفير بيئة آمنة ونظيفة ومريحة لجميع الزوار ليتمكنوا من الاستمتاع بأوقاتهم في أجواء احتفالية مثالية. ونحن نثمن وعي الجمهور وتعاونهم في الحفاظ على نظافة هذه المرافق التي هي ملك للجميع."

 

وأشار المسؤول إلى أنه قد تم نشر فرق ميدانية متكاملة من عمال النظافة وأفراد الأمن والمراقبين لضمان سير العمل بسلاسة، والاستجابة الفورية لأي طارئ، والحفاظ على المظهر الحضاري للمواقع الترفيهية طوال أيام العيد. كما تم تكثيف جولات الرقابة لضمان التزام الباعة المتجولين (إن وجدوا) بالضوابط الصحية والتنظيمية المعتمدة.

 

آراء الزوار وانطباعاتهم

من جانبهم، عبر عدد من زوار الحدائق عن سعادتهم بهذه الأجواء، مشيدين بالجهود المبذولة في تنظيم وصيانة هذه المواقع. يقول المواطن عبدالله سالم، وهو أب لثلاثة أطفال، بينما كان يراقب أبناءه وهم يلعبون:"الحمد لله، الأجواء رائعة والعيد فرصة لا تعوض لجمع شمل الأسرة. الحدائق هي المتنفس الأفضل لنا ولأطفالنا، حيث يجدون المساحة الكافية للعب والمرح بعيداً عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية. نشكر القائمين على هذه الحدائق على جهودهم الواضحة في النظافة والتنظيم، مما يجعل التجربة ممتعة وآمنة للجميع."

 

وتشاركه الرأي السيدة أمينة خالد، التي كانت تجلس مع مجموعة من صديقاتها، قائلة: "اعتدنا في كل عيد على التجمع هنا في اليوم الثاني. إنه تقليد جميل يتيح لنا لقاء الأصدقاء والأحباب في مكان مفتوح ومريح. كل شيء متوفر والخدمات ممتازة، مما يشجعنا على قضاء ساعات طويلة دون الشعور بأي نقص".

 

ومع استمرار عطلة عيد الأضحى المبارك، من المتوقع أن تظل الحدائق والمتنزهات الوجهة المفضلة للكثيرين خلال الأيام القادمة، لتواصل دورها كقلب نابض بالحياة والفرح في المدن.

وتبرهن هذه المشاهد المتكررة على الدور المحوري الذي تلعبه هذه المرافق العامة في تعزيز الروابط الاجتماعية وتوفير متنفس صحي وترفيهي للسكان، مما يجعل الاستثمار في تطويرها وصيانتها ضرورة حيوية لتحسين جودة الحياة في المجتمعات الحضرية