في إطار المتابعة المستمرة لضبط الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، كشفت محافظة بني سويف عن نتائج سلسلة من الحملات التفتيشية المكثفة التي وجه بتنفيذها الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف.
وقد أسفرت هذه الحملات، التي بلغ عددها 27 جولة تفتيشية مفاجئة، عن رصد العديد من المخالفات الإدارية وحالات التراخي في عدد من الوحدات المحلية والمديريات الخدمية على مستوى المحافظة.
وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لسياسة الدولة الهادفة إلى تعزيز الانضباط الإداري ومحاربة أي شكل من أشكال التقصير في الجهاز الحكومي، وضمان وصول الخدمات للمواطنين بكفاءة وفاعلية.
رصد غياب وتراخٍ في أداء الواجب الوظيفي
أظهر التقرير الذي عُرض على المحافظ، والذي أعدته وحدة الرقابة والمتابعة الميدانية بديوان عام المحافظة، تفاصيل دقيقة حول نتائج الجولات التي شملت قطاعات حيوية مثل الصحة، والتعليم، والتموين، والوحدات المحلية القروية. وقد تمكنت لجان التفتيش من رصد غياب 89 موظفاً عن مقار عملهم دون سند قانوني أو إذن مسبق خلال أوقات العمل الرسمية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل العديد من حالات ترك العمل دون إذن، فضلاً عن رصد حالة من عدم الانضباط في سجلات الحضور والانصراف ببعض الجهات. وبناءً على هذه المخالفات الجسيمة، أصدر المحافظ تعليماته الفورية بإحالة جميع المخالفين إلى الشؤون القانونية للتحقيق العاجل وتطبيق العقوبات الرادعة وفقاً للقانون، مشدداً على أن التقصير في حق المواطن لن يتم التهاون معه.
توجيهات مشددة لتعزيز الانضباط وتحسين الخدمات
عقب اطلاعه على تفاصيل التقرير، وجه الدكتور محمد هاني غنيم رسالة حاسمة لجميع رؤساء الوحدات المحلية ومديري المديريات الخدمية، مؤكداً على ضرورة تحمل المسؤولية الكاملة في متابعة مرؤوسيهم وضمان انتظام سير العمل.
وشدد المحافظ على أن هذه الحملات ليست غايتها العقاب بقدر ما هي أداة لتقويم الأداء وتصحيح المسار لضمان تقديم أفضل خدمة ممكنة للمواطن السويفي. وفي هذا السياق، صرح المحافظ قائلاً:"إن الانضباط الوظيفي هو حجر الزاوية في أي منظومة خدمية ناجحة. لن نسمح بأي تهاون أو تقصير يمس حق المواطن في الحصول على خدمة كريمة وسريعة. على كل مسؤول أن يدرك أن بقاءه في منصبه مرهون بقدرته على تحقيق الأهداف المنوطة به، وعلى رأسها رضا المواطنين. سنستمر في المتابعة الميدانية الدقيقة والمفاجئة لكل القطاعات دون استثناء، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الفورية ضد كل من يثبت تقصيره."
آلية عمل فرق التفتيش وتوسيع نطاق الرقابة
تعتمد آلية عمل فرق الرقابة والمتابعة الميدانية على عنصر المفاجأة والانتشار في مختلف المراكز والقرى التابعة للمحافظة، وذلك لضمان رصد الواقع الفعلي لسير العمل دون أي استعدادات مسبقة من قبل الجهات المستهدفة.
وتضم هذه الفرق عناصر مؤهلة من ديوان عام المحافظة، مكلفة بمراجعة كافة الجوانب الإدارية والفنية، بدءاً من انضباط الموظفين ووصولاً إلى مستوى النظافة العام وجودة المرافق المقدمة للجمهور.
وأكدت المحافظة أن نطاق هذه الحملات سيتوسع خلال الفترة القادمة ليشمل متابعة تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية، والتأكد من التزامها بالجداول الزمنية المحددة ومعايير الجودة المطلوبة، لتصبح الرقابة نهجاً مستمراً للعمل الحكومي وليس مجرد رد فعل.
أهداف استراتيجية نحو جهاز إداري كفء
تندرج هذه الحملات الرقابية ضمن رؤية أشمل تتبناها محافظة بني سويف، تهدف إلى بناء جهاز إداري كفء وفعال، قادر على مواكبة تطلعات الدولة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
وتهدف هذه الإجراءات إلى ترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة، وقياس مؤشرات الأداء بشكل دوري لجميع العاملين بالقطاع الحكومي ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود المستمرة في رفع مستوى الأداء العام، وتقليل الشكاوى المقدمة من المواطنين، وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية، وهو ما يمثل الهدف الأسمى الذي تعمل من أجله كافة أجهزة المحافظة التنفيذية.