في أجواء إيمانية مفعمة بالسكينة والطمأنينة، واصل حجاج بيت الله الحرام من بعثة الجمعيات الأهلية المصرية أداء مناسكهم في مشعر منى، حيث قاموا برمي الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق، الموافق لليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة.
وقد جرت عملية رمي الجمرات بيسر وسهولة، وسط متابعة دقيقة من مشرفي بعثة وزارة التضامن الاجتماعي، الذين حرصوا على تنظيم تفويج الحجاج وتوفير كافة سبل الراحة والأمان لهم.
ويأتي هذا النسك بعد أن أتم الحجاج الوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى، وأداء طواف الإفاضة في يوم عيد الأضحى المبارك، ليكملوا بذلك أركان الحج الأساسية ويبدأوا في أيام التشريق التي تعد استكمالاً لأعمال الحج.
تنظيم دقيق وتفويج منظم لضمان سلامة الحجاج
أكد أيمن عبد الموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية، أن البعثة وضعت خطة محكمة لتفويج الحجاج من مخيماتهم في منى إلى جسر الجمرات والعودة.
وقد تم تقسيم الحجاج إلى مجموعات صغيرة، يرافق كل مجموعة مشرف متخصص لضمان التزامهم بالمسارات المحددة وتجنب أوقات الذروة والازدحام.
وأوضح أن هذه الخطة تأتي في إطار التنسيق الكامل مع السلطات السعودية، التي بذلت جهوداً جبارة لتنظيم حركة الحشود المليونية وتوفير ممرات آمنة لضيوف الرحمن.
وقد ساهم الالتزام العالي من قبل حجاج الجمعيات بالتعليمات في إتمام النسك بسلاسة تامة، دون تسجيل أي حوادث تذكر، مما يعكس مستوى الوعي والتنظيم لدى البعثة المصرية.
متابعة مستمرة للحالة الصحية وتوفير كافة سبل الرعاية
تولي بعثة حج الجمعيات الأهلية اهتماماً بالغاً بالجانب الصحي للحجاج، خاصة في ظل المجهود البدني الكبير الذي يبذلونه وارتفاع درجات الحرارة وفي هذا السياق، أفادت البعثة أن الحالة الصحية العامة لجميع حجاج الجمعيات الأهلية مستقرة ومطمئنة، ولم يتم تسجيل أي حالات مرضية مقلقة.
وتنتشر العيادات الطبية التابعة للبعثة في محيط مخيمات الحجاج بمنى، وتعمل على مدار الساعة لتقديم الاستشارات الطبية والأدوية اللازمة، مع التركيز بشكل خاص على متابعة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
كما يقوم المشرفون بتوزيع المياه المبردة والعصائر بشكل دوري على الحجاج لمساعدتهم على تعويض السوائل ومقاومة الإجهاد الحراري، والتأكيد على أهمية أخذ قسط كافٍ من الراحة.
تصريحات رسمية تؤكد نجاح خطط التصعيد والنفرة
أعرب رئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية عن رضاه التام عن سير المناسك حتى الآن، مشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلها جميع أعضاء البعثة من مشرفين وأطباء وإداريين لخدمة ضيوف الرحمن. وفي تصريح له من مشعر منى، قال السيد أيمن عبد الموجود: "إن النجاح الذي نشهده اليوم في تيسير أداء حجاجنا لمناسكهم هو ثمرة تخطيط دقيق بدأ منذ شهور، وتعاون وثيق مع كافة الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية. لقد أظهر حجاج الجمعيات الأهلية انضباطاً ووعياً كبيرين، مما سهل من مهمتنا في خدمتهم. نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين على التنظيم الاستثنائي لموسم الحج هذا العام، ونسأل الله أن يتقبل من جميع الحجاج صالح الأعمال وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين."
وأشار عبد الموجود إلى أنه على تواصل دائم مع السيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، لاطلاعها أولاً بأول على أحوال الحجاج وسير المناسك، مؤكداً أن الوزيرة توجه بتقديم أقصى درجات الرعاية والدعم لضمان تجربة حج ميسرة ومميزة لجميع حجاج الجمعيات.
استعدادات لإتمام المناسك والعودة إلى الديار
يستعد حجاج الجمعيات الأهلية للمبيت في منى خلال أيام التشريق المتبقية، لاستكمال رمي الجمرات في اليومين الثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. وسيكون للحجاج الخيار بين التعجل، حيث يغادرون منى بعد رمي جمرات اليوم الثاني عشر، أو التأخر وإتمام الرمي في اليوم الثالث عشر.
وقد أعدت البعثة خططاً تفصيلية لكلا الخيارين، لتنظيم عملية مغادرة الحجاج من مشعر منى إلى مساكنهم في مكة المكرمة، تمهيداً لأداء طواف الوداع والبدء في رحلة العودة إلى أرض الوطن وتؤكد البعثة استمرارها في تقديم كافة الخدمات والمتابعة اللصيقة للحجاج حتى آخر لحظة من رحلتهم الإيمانية المباركة.