أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل، اليوم الجمعة، على إيمان بلاده الراسخ بأن الحل الوحيد للملف النووي الإيراني يكمن في الحوار البناء والمستمر. جاء ذلك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. وشدد الوزير الفرنسي على أهمية الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة بين الأطراف المعنية، مشيراً إلى أن الحوار هو السبيل الأمثل لتجنب التصعيد وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، أشار جان نويل إلى أن العمليات العسكرية، على الرغم من قدرتها على تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت، إلا أنها لن تتمكن من إيقافه بشكل كامل ونهائي. وأوضح أن الحل المستدام يكمن في التوصل إلى اتفاق شامل يضمن التزام إيران الكامل ببنود الاتفاق النووي ويخضع لرقابة دولية صارمة. وأضاف أن فرنسا ستواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة مع الشركاء الدوليين للوصول إلى هذا الهدف.
تأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي في ظل انعقاد مباحثات إيرانية أوروبية في جنيف لبحث الملف النووي الإيراني وتجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط. وقد اجتمع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في وقت سابق من اليوم مع وزراء أوروبيين لمناقشة سبل العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار الجهود المبذولة للحد من التوتر المتزايد بين طهران وتل أبيب.
من جانبه، أكد عباس عراقجي أن مفاوضات طهران في جنيف تقتصر على الملف النووي والقضايا الإقليمية ذات الصلة، مشيراً إلى أن برنامج إيران الصاروخي وقدراتها العسكرية غير قابلة للتفاوض. وأوضح أن قدرات طهران الصاروخية تهدف إلى الدفاع عن أراضيها وحماية مصالحها الوطنية. وشدد على أن إيران لن تتخلى عن حقها في تطوير قدراتها الدفاعية.
يُذكر أن القضية النووية الإيرانية لا تزال تشكل تحدياً كبيراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتتطلب إيجاد حل دائم وشامل لها جهوداً دبلوماسية مكثفة وتعاوناً دولياً واسع النطاق. وتؤكد فرنسا على التزامها بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف، من خلال الحوار البناء والالتزام بالقانون الدولي.