عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمناقشة الوضع المتصاعد في إيران، وذلك بحضور كبار مستشاريه في مجال الأمن القومي. يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار الصدام العسكري الإيراني الإسرائيلي وتصريحات متبادلة بين الجانبين. وتراقب الولايات المتحدة عن كثب التطورات الأخيرة، وتسعى إلى تقييم الخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع المعقد في المنطقة. الاجتماع يعكس القلق المتزايد في واشنطن بشأن برنامج إيران النووي ونشاطاتها الإقليمية.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الاجتماع تناول بشكل مفصل آخر المستجدات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى تقييم للقدرات العسكرية الإيرانية. كما ناقش المجتمعون الجهود الدبلوماسية المبذولة للحد من التوتر، بما في ذلك التقارير التي تشير إلى وجود قنوات اتصال غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بحسب الإعلام الأمريكي، على تواصل منتظم مع الإيرانيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مع قيام قطر بدور الوسيط في هذه الاتصالات. وتشير هذه المعلومات إلى وجود مساعٍ حثيثة لتجنب تصعيد أكبر.
يأتي هذا الاجتماع بعد يوم من اجتماع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ "العدوان والجرائم التي يرتكبها النظام الإسرائيلي". عراقجي شدد على أن إيران ستواصل الدفاع عن نفسها بكل السبل المشروعة، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني "سلمي بالكامل ويخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". تأتي هذه التصريحات في ظل اتهامات إسرائيلية متكررة لإيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران بشدة.
في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام عبرية أن المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل وضع تدمير برنامج إيران النووي على قائمة الأهداف. ويعكس هذا التصريح الخطورة التي تنظر بها إسرائيل إلى البرنامج النووي الإيراني، واحتمالية اتخاذها إجراءات عسكرية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. تزايد حدة التصريحات المتبادلة بين إيران وإسرائيل يزيد من المخاوف من اندلاع صراع أوسع في المنطقة، وهو ما تسعى الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تجنبه. وتعتبر هذه التطورات بمثابة تحدٍ كبير للإدارة الأمريكية.
من المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية للحد من التوتر في المنطقة، مع التأكيد على التزامها بأمن حلفائها في الشرق الأوسط. كما من المرجح أن تزيد واشنطن من الضغوط الاقتصادية على إيران، بهدف إجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. الوضع يبقى متقلباً وحساساً، ويتطلب مراقبة دقيقة وتحركاً حكيماً من جميع الأطراف المعنية لتجنب أي تصعيد غير ضروري. وستبقى الأنظار متجهة نحو الخطوات القادمة التي ستتخذها كل من الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل في هذا الملف المعقد.