شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في منطقة الشرق الأوسط، بدءًا من إطلاق صواريخ من قطاع غزة وصولًا إلى تهديدات إيرانية بالانتقام وتعيينات قيادية عسكرية مفاجئة. يأتي هذا التصعيد في ظل توترات إقليمية متزايدة واحتمالات لمزيد من التصعيد في المستقبل القريب.
أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي برصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه منطقة نير عوز. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الصاروخين سقطا في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار. يأتي هذا الحادث في الوقت الذي كشفت فيه القناة 14 الإسرائيلية عن سحب جيش الاحتلال لقوات من قطاع غزة لنشرها في جبهات أخرى، مما يثير تساؤلات حول طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستقبلية في المنطقة.
في المقابل، تصاعدت حدة التهديدات الإيرانية بعد الهجوم الذي استهدف إيران فجر الجمعة. الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفي "خطاب للأمة"، أكد أن "رد إيران المشروع والقوي سيجعل إسرائيل تندم على فعلتها الحمقاء". وحث بزشكيان الإيرانيين على "الثقة في قيادتهم والوقوف إلى جانبها"، داعيًا إلى "عدم الالتفات للشائعات أو الأخبار المضللة". يعكس هذا الخطاب تصميمًا إيرانيًا على الرد على الهجوم الإسرائيلي، مما يزيد من احتمالات نشوب صراع أوسع في المنطقة.
وبالتزامن مع التهديدات، أعلن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عن تعيينات سريعة في قيادات الجيش والحرس الثوري ومقر "خاتم الأنبياء". وشملت التعيينات اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والعميد محمد باكبور قائدًا لحرس الثورة الإسلامية، والعميد علي شادماني قائدًا لمقر "خاتم الأنبياء" المركزي في الجيش الإيراني. تأتي هذه التعيينات في أعقاب مقتل عدد من القادة والعلماء الإيرانيين في الهجوم الإسرائيلي، وتُظهر محاولة إيرانية لملء الفراغ القيادي وتعزيز القدرات العسكرية في ظل الظروف الراهنة.
من بين أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين تم الإعلان عن مقتلهم: اللواء حسين سلامي (قائد الحرس الثوري الإيراني)، اللواء محمد باقري (رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية)، اللواء غلام علي رشيد (قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري)، والعلماء النوويون أحمد رضا ذو الفقاري، مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي.
كما نقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير غير مؤكدة عن اغتيال رئيس جامعة آزاد الإسلامية محمد مهدي طهرانجي، وإصابة علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني في الهجوم الإسرائيلي ونقله للمستشفى في حالة حرجة. هذه الخسائر البشرية الكبيرة تزيد من الضغط على القيادة الإيرانية لاتخاذ رد فعل قوي وحاسم.