عيوب ومخاطر العملة الافتراضية البيتكوين

الهيكل اللامركزي

من عيوب هذه العملة عن النقود المادية والنقود الإلكترونية، بعدها عن أي نفوذ حكومي فهي تتيح الوفاء بالمقابل النقدي مباشرة عبر شبكة الأنترنيت دون حاجة لتدخل وسيط، فتنتقل مباشرة من المشتري إلى البائع أو بعبارة أدق من الناقل إلى المستفيد.

البيتكوين عملة لا مركزية لا تتبع أي دولة ولا بنك ولا أية هيئة تنظيمية فهي عملة مشفرة يصعب تتبعها؛ لأنها لا تملك أرقاماً متسلسلة، على العكس تماما من النقود الإلكترونية التي تكون تابعة إما لدولة أو بنك أو هيئة تنظيمية، ولها أرقام متسلسلة يمكن تتبع المتعاملين من خلالها، هذه الميزة التي تنفرد بها البيتكوين جعلها متفردة بقرار إرادة المتعاقدين دون أن يكون للوسيط سلطان عليها كما في النقود الإلكترونية، وهذا العيب يوقع مخاطر على المتعامل بها، فمن مخاطرها أن تعد وسيلة لغسيل الأموال ودعم للمجموعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، كما أن الدولة ليس لها سلطان عليها لكي تفرض الضرائب والرسوم على المتعاملين بها .

ولعدم وجود نصوص تشريعية ناظمة لعملة البيتكوين فإنه لا يمكن فرض عقوبة أو غرامة على المتعاملين بها، لأن المبدأ العام الذي يحكم قانون العقوبات أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص، ويقع على عاتق المشـرع أن يبادر في تنظيم تشريع ينظم هذه العملة ويوقع عقوبات على المخالفين والذين يوظفونها كوسيلة غير مشروعة.

التشفير

تمثل خاصية التشفير الميزة والعيب للعملة الافتراضية في الوقت ذاته؛ فهي تكتم التعامل وتجعله في جو من السـرية لا يصـل إليه غير المتعاملين، وفعلاً قد يكون هذا الجو بيئة خصبة للتهرب الضـريبي وغسيل الأموال وبيع الممنوعات، ثم إن هدف التشفير النأي بالتعامل الرقمي خارج المنظومة المالية والنقدية في الدول، وعدم خضوعه للبنوك المركزية، ومع ذلك فإن تلافي التشفير مستحيل عمليا لأنه من ركائز العملة الرقمية.

التذبذب وعدم الاستقرار

واحدة من أهم مخاطر التعامل بعملة (البيتكوين) عدم استقرار قيمتها، فلم تلبث أن قفزت قيمتها في سوق العملات ليتجاوز سعر صـرفها مقابل الدولار ثلاثين ألف دولار، ثم هبطت هبوطًا خلال أشهر قليلة ليقل سـعر صـرفها عن 800دولار، فاهتزت قوتها وتزعزعت مكانتها، وها هي تهبط وترتفع بين عشية وضحاها دون مؤشرات أو سوابق إنذار، ما يثير لدى المتعامل بها ضغط الريبة وعذاب الشك.

التعدين

يعد التعدين وسيلة استحصال العملة الإلكترونية من خلال عمليات حسابية معقدة، عبر أجهزة معالجة مركزية (Motherboard) ذات درجة عالية من التقنية، وتحتاج هذه المعالجات إلى عمل مستمر مدة من الزمن لحل العمليات الحسابية التي يطرحها برنامج التعدين الخاص بالبيتكوين.

يبدو أن هذه المدة تحتاج طاقة دائمة، ووجود مزارع تعدين لآلاف المعالجات في أمريكا وروسيا في الوقت الحاضـر يجعل من الصعب التعدين باستخدام معالجات عادية.

القرصنة

لما كانت العملة الافتراضية عملة رقمية مخزنة في محفظة رقمية، فإنها عرضـة للقرصنة والسرقة والتلاعب في حسابات مستخدميها وتحريفها عن طريق القرصنة ومع أن جميع وسائل الدفع الإلكترونية معرضة لمخاطر أمنية  إلا أن النقود الافتراضية أكثر عرضة لتلك المخاطر وفعلاً وقعت حوادث قرصنة عديدة لمحافظ افتراضية لم تكن محمية جيداً من القرصنة وما يزيد الخطر تفاقماً عدم قدرة المستخدم المسروقة أمواله من حسابه استعادتها لمجهولية آية عمل المنظومة ، و عدم إمكانية المتضرر اتخاذ الإجراءات القانونية لملاحقة السارق.

وبهذا نكون قد قدمنا لكم في هذا المقال عيوب ومخاطر العملة الافتراضية البيتكوين.