في إطار دوري الأمم الأوروبية، تُقام اليوم الخميس مباراة بين منتخب إسرائيل ومنتخب فرنسا في ملعب "فرنسا" بمنطقة سان دوني، أحد ضواحي العاصمة باريس، وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك على خلفية الصراع في الشرق الأوسط، المباراة تأخذ طابعًا حساسًا، في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحماس، وبعد أسبوع من أحداث العنف في هولندا، مما دفع السلطات الفرنسية لاتخاذ تدابير أمنية غير مسبوقة.
معاد مباراةإسرائيل وفرنسا
من المقرر أن تُقام مباراة منتخب إسرائيل ضد منتخب فرنسا اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، في تمام الساعة 8:40 مساءً بتوقيت باريس، على ملعب "فرنسا" في منطقة سان دوني، المباراة تأتي في إطار دوري الأمم الأوروبية وسط إجراءات أمنية مشددة، نظرًا للتوترات السياسية والتهديدات الأمنية في المنطقة.
تعزيزات أمنية ضخمة حول الاستاد
أكد لوران نونيز، قائد شرطة باريس، أن المباراة تُعتبر "عالية الخطورة"، حيث يتوقع أن تزداد الأعمال المعادية للسامية في أوروبا بسبب الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. لتأمين المباراة، تم نشر نحو 5600 عنصر من رجال الأمن في ملعب "فرنسا" وحول الاستاد. تشمل هذه القوات 4000 من ضباط الشرطة والدرك، وهو عدد غير عادي بالنسبة لمباراة رياضية دولية، بالإضافة إلى 1600 من رجال الأمن المنتشرين في وسائل النقل العام والأماكن المحيطة.
بالإضافة إلى ذلك، ستتولى وحدة النخبة "RAID" التابعة للشرطة الوطنية الفرنسية مسؤولية حماية الفريق الإسرائيلي، مما يضمن تأمين المباراة من كافة الجوانب، رغم هذه الإجراءات الأمنية الضخمة، وجهت إسرائيل دعوة لمواطنيها لتجنب حضور المباراة خوفًا من التصعيد الأمني. وقد أُعلنت السلطات عن مبيعات تذاكر محدودة، مع الإشارة إلى أن الملعب سيشهد أدنى حضور جماهيري في تاريخه، إذ تم بيع 25 ألف تذكرة فقط.
الحضور الرسمي في المباراة
من المقرر أن يحضر المباراة كبار المسؤولين الفرنسيين، حيث سيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى من خلال هذه المشاركة إلى تقديم "رسالة أخوة وتضامن" بعد حادثة أمستردام التي شهدت أعمال عنف في الأسبوع الماضي، سيحضر أيضًا الرئيسان السابقان نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، إلى جانب رئيس الوزراء ميشيل بارنييه.
المخاوف من التصعيد: أحداث أمستردام
تزايدت المخاوف الأمنية في أعقاب الأحداث التي وقعت في 8 نوفمبر في أمستردام، حيث شهدت مباراة بين أياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي أعمال عنف وشغب من قبل المشجعين، الهتافات المعادية للعرب التي أطلقها مشجعو مكابي تل أبيب، بالإضافة إلى الهجمات على السيارات وإحراق علم فلسطين، أثارت توترات كبيرة في المدينة، مما دفع السلطات الهولندية إلى التصعيد في إجراءات الأمن، وقد لوحظ تعرض مشجعي الفريق الإسرائيلي لاعتداءات من قبل أفراد من الجالية العربية.
لماذا تلعب فرق كرة القدم الإسرائيلية في أوروبا؟
تعود مشاركة إسرائيل في البطولات الأوروبية إلى عام 1991، بعد أن تم استبعادها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 1974، إثر ضغوط من الدول العربية. بسبب المقاطعة الرياضية التي تعرضت لها إسرائيل، لم تجد إلا أوروبا الخيار المتاح لمواصلة المشاركة في المنافسات الدولية، منذ ذلك الحين، أصبح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) هو الساحة الرئيسية لمنتخب إسرائيل.
تأمين مباراة منتخب إسرائيل في باريس هو بمثابة اختبار للأجهزة الأمنية الفرنسية في ظل الوضع السياسي المتأزم. مع تزايد المخاوف من حدوث تصعيد في ظل التطورات الإقليمية، تبدو الأمور شديدة الحساسية. لكن، كما يظهر، فإن السلطات الفرنسية تركز على ضمان أمن المباراة، في وقت يواصل فيه الشرق الأوسط تأثيره على الرياضة في أوروبا.