منوعات

معنى الهتيميات

معنى الهتيميات بقلم د.أحمد الشامي

الهتيميات

بقلم د.أحمد الشامي

هل وصف الإمام محمد بن عبد الوهاب نساء (قبيلة) الهُتَيْمِ بأنهن زانيات من غير بينة؟

نص كلام ابن عبد الوهاب (رحمه الله):

]وقوله صلى الله عليه وسلم: ” الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول “لا إله إلا الله”، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق ” 3، وقوله صلى الله عليه وسلم: ” فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ” 4، وقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} 5، {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} 6. فقال الطواغيت الذي قال الله فيهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} 7: إن فساق مكة حشو الجنة، مع أن السيئات تضاعف فيها كما تضاعف الحسنات؛ فانقلبت القضية بالعكس، حتى آل الأمر إلى ‌الهتيميات المعروفات بالزنى والمصريات، يأتون وفوداً يوم الحج الأكبر، كل من الأشراف معروفة بغيته منهن جهاراً، وأن أهل اللواط وأهل الشرك، الرافضة وجميع الطوائف من أعداء الله ورسوله آمنين فيها، وأن من دعا أبا طالب آمن، ومن وحد الله وعظمه ممنوع من دخولها ولو استجار بالكعبة[[1]

الجواب:

لفظة “الهتيميات” ليس المقصود منها قبيلة هُتَيم، بل المقصود بها (النساء الفقيرات الخسيسات الدنيئات )؛ ويعني أن هؤلاء الأمراء كانوا يستهدفون كلاً من :

  • النساء الفقيرات الخسيسات اللواتي يشتهرن بممارسة الزنا (داعرات) من أجل المال.
  • و المصريات.

 

حيث أنه وبسبب الخصائص الوضيعة التي صارت من خصائص تلك القبيلة فإن العرب أصبحوا يستعملون لفظة (هتيمي) بمعنى (الخسيس الوضيع ) ويطلقونها على الشحاد منعدم الأصل والمروءة، بل حتى اصبحوا يطلقونها على بعض القبائل اللتي تصرفت تصرفات وضيعة وإن لم يكونوا من هيتم حقيقة؛ ولم يعد يقصد بها قبيلة هتيم.

 

وقد فرق المؤلف رحمه الله بين (الهتيميات المشهورات بالزنا) وبين (المصريات) فالمصريات لسن مشهورات بالزنا وإنما المشهورات هن أولئك الهتيميات.

واستهداف هؤلاء الأمراء للمصريات في الحج ليس معناه تجاوب المصريات معهم وقبولهن للزنا ، بل هو يذكر هذا الاستهداف منهم لهن وحسب.

وربما كان سبب استهدافهم للمصريات جمالهن أو أن المصريين كانوا اكثر الحجيج بسبب ثراء الدولة المصرية التي كانت قادرة على إيفاد بعثات ضخمة؛ أو أنهم يكثر فيهم الجواري بسبب ثراءهم.

 

خصائص قبيلة هُتَيْم:

  1. الوصف بالهتيمي يعد سبة خطيرة
  2. والهتيم محتقرون
  3. وقيمتهم متدنية في نظر الناس
  4. ونسائهن جميلات ومتحررات
  5. عبد الهتيمية تسمح له سيدته بتقبيلها.

]و البدوي إذا ما نعت رفيقه البدوي بأنه هتيمي فتلك سُبة خطيرة جداً، و السبب في ذلك أن الهتيم محتقرون، بإعتبار أنهم جنس أو عرق وضيع من البشر، و غالبية القبائل لا يزوجون الهتيم أو يتزوجون منهم، يزاد على ذلك أن الهتيم يجبرون في كل مكان على دفع إتاوة لجيرانهم البدو على شكل أغنام. فهؤلاء الهتيم تخلوا عن روحهم القتالية، عندما أدركوا تدني قيمتهم و تدني نظرة الناس إليهم، و أصبحوا مسالمين ؛ يشاع عن الهتيميات أنهن جميلات و متحررات في عاداتهن، و العرب يقولون أن عبد الهتيمي لا يحاول الهرب مطلقاً، لأن سيدته (عمته) لا تتردد مطلقاً في السماح له بتقبيلها[[2]

  1. الهتيم قبيلة منبوذة.
  2. يضعهم المسلمون في مكان وضيع.
  3. لا يعترف العرب بهم.

]و في هذا اليوم، جمعت بعض المعلومات التالية من خلال مناقشاتي عبر الطريق ــــــ يوجد قبيلة منبوذة في الصحراء التي تحد اليمامة، لها دين خاص بها، و هم يُسَمّون بالعوازم و المسلمون يصنفونهم هم و الصلب في مكان وضيع فليس لهم شيوخ قبليون أو تنظيمات قبلية و لا يعترف بهم[3] [.

  1. نسبهم مجهول (يوجد خلاف في هذه النقطة)
  • لا يقيم لهم العرب وزناً.

] و من العرب من لا يُعرف له نسب أصلاً، و العرب لا يقيمون له وزناً و هم الصلب و العوازم و الرشايدة [[4]. ملاحظة: الرشايدة وصفوا بأنهم من الهتيم.

] قبيلة تقيم بين شمالي نجد، وشمالي الحجاز لا تنتسب الى أي بطن كان من بطون العرب، ولذلك ينظر إليها كأنها مثل الصلبة (الصليب) . ومن أفخاذها: الذيبّة، الجلدة، آل برّاك، الخليويّة، الدّرامش، والفجاوين[[5]

 

  • يستجدون الناس (شحاتين)

]‌‌حرف الهاء :- الهاشمي؛ للهاشمية مدينة قرب الكوفة بناها السفاح. الهائي: للهاء الحرف المعلوم والقصر فيه لغة ويقال هاويٌّ وهويٌّ. التيمي: لبني هتيم الأم قبيلة من العرب ينزلون أطراف مصر والمدينة وغيرهما يستجدون من مر بهم[6][

  1. اسمهم أصبح سبة في الأصل ووضاعة في النسب.
  • اسمهم صار مبغوضاً عند العرب.
  • أصبح اسمهم لفظة تطلق على الطعن في الأحساب والغمز في الأنساب.
  • أصبح اسمهم واسم القرامطة مترادف عند العامة.

]وألفت النظر هنا إلى نقطة هامة، وهي أن أهم شيء حينذاك قد ثبَّت هذه المقاطعة على قبيلة هُتيم أو نبذها في أوساط المجتمع القبائلي، هو وقوعهم في مأزق التمثيل والتشنيع فترة من الزمن، من لبس ملابس سوداء وركوب الحمير بدلًا من الإبل والخيول، فأصبحت هذه العقوبة العجيبة والفريدة حُجَّة عليهم من الناس في وقتها، واستمرت عبر الأجيال العربية متناقلة على علَّاتها، بل وقد صارت مع الوقت وبمضي الزمن هذه الكلمة أو هذا الاسم (هُتيم) يرمز إلى سُبَّة في الأصل ووضاعة في النسب….وهل أن بني هُتيم هم فقط الذين ساعدوا القرامطة في سرقة الحجر الأسود من جوف الكعبة، وقتل الحجاج في الحرم، ونشر الفتن والحروب وسفك الدماء بين المسلمين حينئذ؟ كلا، فقد ساعد القرامطة في ذلك قبائل عدة من قيس عيلان، أو غيرهم من القحطانية وخاصة في اليمن وعُمان، ولكن سوء الحظ، أو قَدَرهم أن جعلهم حاكم عسير عِبرة دون سواهم من القبائل وقتئذ، فأصبح اسمهم مبغوضًا عند العرب من جراء ما فُعلَ بهم.وقد جاء في شعر ابن مقرب العبقيسي المتوفى عام 629 هـ، وهو دليل على ما صار إليه حال عرب هتيم، لفترة ليست بالطويلة، من الضعف والاستكانة؛ يقول ابن مقرب:

فإن هُتيمًا لو حوت مال طيئ … هُتيم فلا يغررك طيف خيال

سترجع فيما عودت لحميرها … وتحريق أشنان وخصف نعال»

…ويُعلِّق الباحث السعودي المعاصر الشيخ أبو عبد الرحمن الظاهري عدى قول ابن مقرب السالف قائلًا:

إن هُتيمًا كانت قبل عهد ابن مقرب لا تستنكف عن الحرف والأعمال التي تترفع عنها القبائل العريقة، ولعلَّها من أهم الأسباب التي وضعت هُتيم في أعين العرب الآخرين، فقد كان العرب يُعيِّرون سكان اليمن – رغم أنهم عرب قحطانيون أقحاح – بأنهم بين ناسج بُرد ودابغ جلد

وأصبح اسم هُتيم فيما بعد سلاحًا في أيدي الحُكَّام، فيما بعد دولة بني العباس من مماليك وشراكسة وأتراك لا يمتون للعروبة في شيء، وهكذا كانت بالباطل هذه الكلمة سُبَّة للأصل، شائعة عند قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية وخارجها، يطعنون بها في أحسابهم، ويغمزون بعضهم البعض في أنسابهم، كما أصبح يضرب بعضهم رقاب بعض، وقد عادوا للجاهلية الأولى، وبدعوا الضلالات، وروجوا الإشاعات؛ومنذ ذلك العهد، أصبحت كلمة ‌هُتيم مرادفة لكلمة قرامطة، وسواء قيل قرمطي أو قيل هُتيمي – وقتئذ – فالمعنى صار واحدًا عند العوام[[7]

  1. تعتبر عشيرة حقيرة عند البدو

]وكان الَمْهاجرون من شمر في ثياب رثة، يعلَوْها الَوْسخ، بحيث اشمَازَّ الَمْدعوون منها فتناولَوْا الطعام على كره منهم، وقد خُيِّل إليهم أن هؤلاء الَمْهاجرين هم من عشيرتي صُلُبة، أو ‌هُتيم اللتين يعدهمَا البدو من العشائر الحقيرة[[8]

 

 

تحول لفظة “هُتَيْم” إلى صفة يقصد منها الخسة والدناءة والوضاعة:

 

(الوضيع |عديم الأصل| حقير الحسب والنسب| منحط القدر |عديم الأصل والمروءة والشهادة)

 

  1. أصبحت من كلمات الشتم

 

]وقد تحاشيت ذكر ما يثير التساؤل، أو يؤثر في بعض النفوس بوسائل: منها: أنني أدعو القبيلة بالاسم التي تريد أن تسمى بها مثل بني رَشِيْد فقد استعملته بدل ” ‌هُتَيمٍ ” الذي لا تعترف به تلك القبيلة المنتشرة حول خيبر، وفي سفوح الحرار المحيطة به، وفي جبَليٍّ أبانٍ. وإن كان اسم ” ‌هُتَيم ” يطلق على غيرها بل أصَبَح من كلمات الشتم[[9]

 

  1. تطلق على أصحاب النسب الوضيع والقدر المنحط

 

]‌‌الصِلْبة:

يطلق اسم الصلبة، أو الصليب على مجموع القبائل التي لا تعرف أنسابها، وهي من أعرق أهل البادية في البداوة، وإن تشابهت البدو بالشكل واللون والزي، الا أنها تختلف بضعة النسب وحطة قدرها ‌هتيم، السبوت، الهليل،. وهذه المجموعة من قبائل ذات فرق عديدة أشهرها:

‌هتيم إلخ. آل ماجد، آل رويع، العذاذلة، العناتر، آل جميل، آل بناق، آل سيالان، وآل كبوان، العراقان، آل طرفة السعادات، آل مسلم، آل حازم، آل عيسى، آل موسى، الظبيات، الشّيخات، البذاذة، السعد، الخصيلات، الصبيحات، المالج الديرات، والصريرات، والهزيم[[10]

 

  1. يطلق على من لا أصل لهم

 

] «‌هُتَيْم: يطلق الاسم على بني رَشِيْد ” الرشايدة ” ولكنهم ينفرون من هذا الاسم، لأنه يطلق أيضاً على من لا أصل له من القبائل معروفاً، وهم لهم أصل، ولهم صفات حميدة[11]»[

 

  1. يرمز إلى سبة الأصل ووضاعة النسب.
  2. سبة للأصل شائعة عند العرب.
  3. اسم أصبح مبغوضاً عند العرب.
  4. أصبح اسمهم رمزاً للطعن في الأحساب والغمز في الأنساب.

]وألفت النظر هنا إلى نقطة هامة، وهي أن أهم شيء حينذاك قد ثبَّت هذه المقاطعة على قبيلة هُتيم أو نبذها في أوساط المجتمع القبائلي، هو وقوعهم في مأزق التمثيل والتشنيع فترة من الزمن، من لبس ملابس سوداء وركوب الحمير بدلًا من الإبل والخيول، فأصبحت هذه العقوبة العجيبة والفريدة حُجَّة عليهم من الناس في وقتها، واستمرت عبر الأجيال العربية متناقلة على علَّاتها، بل وقد صارت مع الوقت وبمضي الزمن هذه الكلمة أو هذا الاسم (هُتيم) يرمز إلى سُبَّة في الأصل ووضاعة في النسب….وهل أن بني هُتيم هم فقط الذين ساعدوا القرامطة في سرقة الحجر الأسود من جوف الكعبة، وقتل الحجاج في الحرم، ونشر الفتن والحروب وسفك الدماء بين المسلمين حينئذ؟ كلا، فقد ساعد القرامطة في ذلك قبائل عدة من قيس عيلان، أو غيرهم من القحطانية وخاصة في اليمن وعُمان، ولكن سوء الحظ، أو قَدَرهم أن جعلهم حاكم عسير عِبرة دون سواهم من القبائل وقتئذ، فأصبح اسمهم مبغوضًا عند العرب من جراء ما فُعلَ بهم.وقد جاء في شعر ابن مقرب العبقيسي المتوفى عام 629 هـ، وهو دليل على ما صار إليه حال عرب هتيم، لفترة ليست بالطويلة، من الضعف والاستكانة؛ يقول ابن مقرب:

فإن هُتيمًا لو حوت مال طيئ … هُتيم فلا يغررك طيف خيال

سترجع فيما عودت لحميرها … وتحريق أشنان وخصف نعال»

…ويُعلِّق الباحث السعودي المعاصر الشيخ أبو عبد الرحمن الظاهري عدى قول ابن مقرب السالف قائلًا:

إن هُتيمًا كانت قبل عهد ابن مقرب لا تستنكف عن الحرف والأعمال التي تترفع عنها القبائل العريقة، ولعلَّها من أهم الأسباب التي وضعت هُتيم في أعين العرب الآخرين، فقد كان العرب يُعيِّرون سكان اليمن – رغم أنهم عرب قحطانيون أقحاح – بأنهم بين ناسج بُرد ودابغ جلد

وأصبح اسم هُتيم فيما بعد سلاحًا في أيدي الحُكَّام، فيما بعد دولة بني العباس من مماليك وشراكسة وأتراك لا يمتون للعروبة في شيء، وهكذا كانت بالباطل هذه الكلمة سُبَّة للأصل، شائعة عند قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية وخارجها، يطعنون بها في أحسابهم، ويغمزون بعضهم البعض في أنسابهم، كما أصبح يضرب بعضهم رقاب بعض، وقد عادوا للجاهلية الأولى، وبدعوا الضلالات، وروجوا الإشاعات؛ومنذ ذلك العهد، أصبحت كلمة ‌هُتيم مرادفة لكلمة قرامطة، وسواء قيل قرمطي أو قيل هُتيمي – وقتئذ – فالمعنى صار واحدًا عند العوام[[12]

 

  1. وصف عديم المروءة والشهامة بالهتيمي:

 

]وقتل الوالي. وأقيم سليمان (مديرا للعشائر) مكان أبيه. ولجأ إليه ثائر على حكومة بغداد (العثمانية) يدعى (عجم محمد) سنة 1205 فطلبته حكومة بغداد منه وأمرته بإرساله إليها مقيدا بالأغلال، فامتنع ابن شاوي أنفة من أن يقال سلّم ضيفه. قال المؤرخ ابن سند: لو فعلها لكان العرب يعدّونه من قبيلة ‌هتيم أو صُليب هو وذريته إلى أبد الآبدين[[13]

 

 

 

 

 

ابن المقرب العيوني وصف أعداءه بالضلال واللؤم والخسة والخداع وبأنهم كهتيم

 

 

أَفي كُلِّ يَومٍ لِلخُطوبِ أصالي

أَلا ما لِأَحداثِ الزَمانِ وَما لي

يُفَجِّعنَني في كُلِّ يَومٍ يَمُرُّ بي

بِأَنفَسٍ مالٍ أَو بِأَشرَفِ آلِ

أَرى الشَرَّ قُدّاماً وَخلفاً وَأَتَّقي

نِبالَ الأَذى عَن يَمنَةٍ وَشِمالِ

إِذا قُلتُ جَلّى بَعضُ هَمّي أَتَت لَهُ

نَوائِبُ أَمضى مِن حُدودِ نِصالِ

كَأَنَّ الرَزايا وَالمَنايا تَحالَفا

عَلى عَكسِ آمالي وَبَثِّ مَآلي

لَحى اللَهُ هَذا الدَهرَ كَم يَستَفِزُّني

لِخَوضِ بِحارٍ أَو لِشَقِّ جِبالِ

يُكَلِّفُني جَريَ الجَوادِ وَقَد لَوى

شِكالاً عَلى ساقَيَّ خَلفَ شِكالِ

وَقَد مَصَّ مُخَّ العَظمِ حَتّى إِزارهُ

وَبَدَّلَهُ مِن نِيِّهِ بِهُزالِ

وَهَل يَقطَعُ الشّكلَ الجَوادُ عَلى الوَنى

وَلَو جالَ في الآرِيِّ كُلَّ مَجالِ

أَقولُ وَقَد فَكَّرتُ في أَمرِ خِلَّتي

وَأَمري وَحالِ الأَرذَلينَ وَحالي

أَلا لَيتَني قَد كُنتُ خِدناً مُخادِناً

لِخَيطِ نَعامٍ في الفَلا وَرِئالِ

وَلَم أَكُ عارَفتُ اللِئامَ وَلَم أَنُط

حِبالَ خَسيسٍ مِنهُمُ بِحِبالي

فَلَم أَرَ مِنهُم غَيرَ خِبٍّ يَمُدُّ لي

لِسانَ مُحِبٍّ مِن طَوِيَّةِ قالِ

لَهُ شِيمَةُ السَنَّورِ في لُطفِ خدعِهِ

وَلَكِنَّهُ في اللَمسِ حَيَّةُ ضالِ

إِذا جِئتُ فَدّاني وَأَبدى بَشاشَةً

وَلاحَظَني مِنهُ بِعَينِ جَلالِ

وَإِن غِبتُ أَدنى ساعَةٍ مِن لحاظِهِ

تَمَحَّلَ في غَيبي بِكُلِّ مِحالِ

إِلى اللَهِ أَشكُو مَنجَمي في مَعاشِرٍ

هُمُ شَرُّ ماضٍ في الزَمانِ وَتالِ

صَحِبتُهُمُ مُستَصفِياً فَوَجَدتُهُم

أَليمَ عَذابٍ في أَشَدِّ نِكالِ

إِذا قُلتُ حَلَّ الدَهرُ غِلَّ صُدُورِهِم

أَبَت سُوءُ أَخلاقٍ وَقُبحُ خِصالِ

ولا ذَنبَ لي إِلّا حِجىً وَبَراعَةٌ

وَمَجدٌ وَبَيتٌ في رَبيَعَةَ عالِ

وَمَيلي إِلى أَهلِ التَواضُعِ وَالعُلى

بِوُدّي وَبُغضي الأَسفَلَ المُتَعالي

وَمَعرِفَتي آباءَهُم وَجُدُودَهُم

وَرَفضي لِقيلٍ في الأَنامِ وَقالِ

لِعِلمي بِيَومٍ ما بِهِ ذُو نَدامَةٍ

يُرَدُّ وَلا ذُو عَثرَةٍ بِمُقالِ

وَلا السَيِّدُ الجَبّارُ فيهِ بِسَيِّدٍ

مُطاعٍ وَلا عالي الرَعاعِ بِعالِ

بِهِ الحُكمُ لِلّهِ الَّذي لا قَضاؤُهُ

بِحَيفٍ وَلا سُلطانُهُ بِمُزالِ

أُداريهمُ حَتّى كَأَنّي لَدَيهمُ

أَسيرُ طِعانٍ أَو أَسيرُ سُؤالِ

وَلَو شِئتُ قَد كُنتُ المُدارى لِأَنَّني

أَصُولُ بِأَيدٍ في الأَنامٍ طِوالِ

إِذا شِئتُ لَبّى دَعوَتي كُلُّ ماجِدٍ

يُعَدُّ لِيَومَي نائِلٍ وَنِزالِ

جِبالٌ إِذا طاشَت حُلومُ بَني الوَغى

رَواسٍ وَلَكِن في شُخوصِ رِجالِ

عَلى كُلِّ مَحبُوكِ القَرى شَنجِ النَسا

تَجِيءُ رِعالاً مِن وَراءِ رِعالِ

نِتاجُ اِبنِ حَلّابٍ وَقَيدٍ وَلاحِقٍ

وَغُلِّ المَذاكي كامِلٍ وَعُقالِ

بِها كم وَطِئنا مِن رِقابِ قَبيلَةٍ

وَحَيٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ حِلالِ

وَذُو الحُمقِ لَو نادى أَراهُ نِداؤُهُ

بَناتِ اِبنِ آوى في شُخوصِ سَعالي

تَجِيءُ بِآلاتٍ لَها مُستَعِدَّةً

لِحَصدِ غِلالٍ لا لِضَربِ قِلالِ

عَلى كُلِّ مَرقُومِ الذِراعَينِ يَنتَمي

لِأَلأَمِ عَمٍّ في الكِدادِ وَخالِ

تَشاحَجُ فيها آتُنٌ مُوجدِيَّةٌ

يَنُسنَ بِآذانٍ لَهُنَّ طِوالِ

لَنا كَدحُهُم في حَيثُ كانُوا وَكَدحُها

حَلالٌ مِن الباري وَغَيرُ حَلالِ

عَدِمتُ زَمانَ السُوءِ أَمّا بُزاتُهُ

فَعُطلٌ وَأَمّا بُومُهُ فَحوالِ

أَراهُ وَلُوعاً بِالكِرامِ يَلُسُّها

كَلَسِّ الكَلا مِن يَمنَةٍ وَشِمالِ

كَأَنَّ لَهُ ثَأراً عَلى كُلِّ ماجِدٍ

جَمالٍ لِأَهلِ الأَرضِ وَاِبنِ جَمالِ

فَقُل لِبَني الأَوباشِ مَهلاً فَإِنَّها

لَيالٍ وَتَأتي بَعدَهُنَّ لَيالِ

فَإِن رَقَدَت عَينُ الزَمانِ هُنَيئَةً

فَكَم يقظَةٍ مِنهُ أَتَت بِزَوالِ

فَلَولا أُفُولُ الشَمسِ لَم يَبنِ السُها

وَلَولا الدُجى ما لاحَ ضَوءُ ذُبالِ

فَلا تَطمَعِ الأَوباشُ فينا فَإِنَّنا

رَحاها وَما الأَوباشُ غَيرُ ثُفالِ

فَإِنَّ هُتَيماً لَو حَوَت مالَ هاشِمٍ

هُتَيمٌ فَلا يَغرُركَ طَيفُ خَيالِ

سَتَرجِعُ فيما عُوِّدت مِن حَميرِها

وَمِن خَرقِ أَشنانٍ وَخَصفِ نِعالِ

فَصَبراً قَليلاً سَوفَ تَجني غِراسَها

ثَمارَ بَلايا أَينَعَت وَوَبالِ

وَإِلّا فَلا عَزَّت مُلُوكُ بَني أَبي

وَلا خَطَرَ الفِعلُ الجَميلُ بِبالي

 

وبناءاً عليه فمقصود ابن عبد الوهاب رحمه الله أن النساء الوضيعات الخسيسات المشهورات بالدعارة كُنَّ هدفاً أساسياً لهؤلاء الأمراء لممارسة البغاء معهن.

فلفظة (هتيمي) أصبح استعمالها مثل (بلطجي) أو (عربجي) أو (صايع) بالعامية المصرية أو (داشر، بالعامية الخليجية).

[1] «الرسائل الشخصية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء السادس)» (ص97)

[2] ملاحظات على البدو الوهابيين، ج2، ص17 و18.

[3] رحلة إلى الرياض؛ لويس بلي، ص46.

[4] تاريخ نجد، الألوسي، ص124

[5] «معجم قبائل العرب القديمة والحديثة» (3/ 1209)

[6] «مختصر فتح رب الأرباب بما أهمل في لب اللباب من واجب الأنساب» (ص66)

[7] «موسوعة القبائل العربية» (6/ 650)

[8] «آل الجرباء في التاريخ والأدب» (ص16(.

[9] «معجم قبائل المملكة العربية السعودية» (ص8)

[10] «معجم قبائل العرب القديمة والحديثة» (2/ 646)

[11] معجم قبائل المملكة العربية السعودية» (ص874)

[12] «موسوعة القبائل العربية» (6/ 650)

[13] «الأعلام للزركلي» (3/ 129)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى النظر في دعمنا من خلال تعطيل مانع الإعلانات الخاص بك!