وأوضح الدكتور مجدي نزيه، المتخصص في التثقيف والإعلام الغذائي، أن الجائحة العالمية لفيروس كورونا كشفت عن عدم اعتماد المصريين على نظم غذائية صحية، وأشار إلى أن الأزمة الصحية التي أحدثها فيروس كورونا أعطتنا فرصة لتقييم عاداتنا الغذائية والتفكير في ضرورة تبني نمط حياة صحي يعزز جهاز المناعة ويحمينا من الأمراض.
وأكد أنه من الضروري التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، كما أشار إلى أهمية تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة والغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة.
وأضاف أن التثقيف الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في توعية الناس بأهمية تبني نظام غذائي صحي وتحفيزهم على اتخاذ خيارات غذائية صحية، ولذلك، ينبغي تعزيز جهود التوعية الغذائية من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تسلط الضوء على فوائد الأطعمة الصحية وتوضح أضرار النظم الغذائية غير الصحية.
وختم قائلاً إن تغيير العادات الغذائية يتطلب تحفيز المصريين وتمكينهم من المعرفة والمهارات اللازمة لاختيار الأطعمة الصحية، ومن خلال التعاون المشترك بين الجهات المعنية والمجتمع المدني، يمكننا تحقيق تغيير إيجابي في الثقافة الغذائية وتحسين صحة المجتمع ككل.
وفي حواره مع الإعلامي أيمن عدلي في برنامج “أخبار مصر”، أكد مجدي نزيه، خبير التثقيف والإعلام الغذائي، على أهمية العودة إلى التغذية التقليدية واستخدام المنتجات الزراعية المصرية الغنية بالفواكه والخضروات.
وأضاف نزيه، في سياق حديثه، أن الخضروات المتنوعة بألوانها الخمسة تعتبر مصدرًا هامًا للفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية التي تعزز صحة الجسم وتقوي الجهاز المناعي.
وأشار إلى أن استهلاك النشويات والبروتينات بشكل متوازن يلعب دورًا مهمًا في توفير الطاقة وبناء الأنسجة والعضلات.
وأوضح أن العودة إلى الطعام التقليدي يعني تجنب الأطعمة المصنعة والمعالجة والتركيز على المكونات الطبيعية والطازجة، وبالإضافة إلى ذلك، ينصح نزيه بزيادة استهلاك المنتجات العضوية وتجنب استخدام المبيدات الكيميائية في الزراعة.
وختم قائلاً إن العودة إلى التغذية التقليدية النابعة من الأرض الزراعية المصرية ستساهم في تعزيز صحة الفرد والمجتمع بشكل عام، وعلى الحكومة والجهات المعنية أن تعمل على تشجيع الإنتاج المحلي وتقديم الدعم للمزارعين لتحقيق توفر الأطعمة الصحية بأسعار معقولة للمواطنين.
وفي سياق ذلك، أضاف مجدي نزيه قائلاً: “يجب أن ندرك أن جسم الإنسان يحتاج إلى توازن غذائي يشمل مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، يحتاج الجسم إلى النشويات للحصول على الطاقة الضرورية، ويحتاج إلى البروتينات لبناء وتجديد الأنسجة، والخضروات خماسية الألوان توفر الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم”.
وأشار نزيه إلى أن تناول النشويات بشكل معتدل يمنح الجسم الوقود اللازم للقيام بالأنشطة اليومية، ويمكن الحصول على النشويات من الحبوب الكاملة والبطاطس والخضروات ذات النشا المنخفض، وبالنسبة للبروتينات، يمكن العثور عليها في اللحوم والأسماك والبيض والألبان والبقوليات.
وأكد أهمية تناول الخضروات خماسية الألوان التي تتضمن الخضروات الورقية الخضراء والجذور الصفراء والفواكه الحمراء والبرتقالية والأرجوانية، فهذه الخضروات تحتوي على مجموعة واسعة من المركبات النباتية المفيدة للصحة، مثل الألياف والفيتامينات والمضادات الأكسدة.
وختم نزيه حديثه بتأكيد أهمية تنويع نظامنا الغذائي والحرص على تضمين جميع المكونات الغذائية الأساسية، وبتناولنا لتلك العناصر الغذائية بشكل صحيح، يمكننا تعزيز صحتنا وتحقيق التوازن الغذائي الذي يحتاجه جسمنا للحفاظ على سلامة ونشاط.
وفيما يتعلق بذلك، أضاف مجدي نزيه بإيجاز: “يجب أن نكون حذرين عند تناول المستردة، حيث أنها مصنوعة من حبة الخردل وتحتوي على مركبات قد تؤثر على الصحة الذكرية، لذا، لا ننصح بتناولها بالنسبة للرجال”.
وأشار نزيه إلى أهمية الاستشارة الطبية والتوجه للمختصين في مجال التغذية للحصول على نصائح متخصصة وشخصية تتناسب مع الاحتياجات الفردية، فالتغذية السليمة تتطلب معرفة دقيقة بالمكونات المحتملة للأطعمة وتأثيراتها على الصحة.
وبهذا الصدد، يجب أن نتأكد من التوازن الغذائي العام وتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية التي تلبي احتياجاتنا الغذائية اليومية، وعند التوجه نحو أي تغيير في النظام الغذائي، فمن الأفضل استشارة الأطباء والمتخصصين لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة والملائمة لصحتنا العامة.
وفي سياق ذلك، أشار مجدي نزيه إلى ضرورة تجنب تناول المخبوزات باستثناء الخبز البلدي، حيث أكد أن المخبوزات الأخرى مثل الخبز الفرنسي والمعجنات يتم إضافة مواد محسنة لها تعتبر مركبات كيميائية.
وأوضح نزيه أن هذه المحسنات تستخدم لتحسين نكهة المنتجات المخبوزة وتعزيز قوامها ومدة صلاحيتها، ولكنها قد تحمل تأثيرات سلبية على صحة الإنسان، لذا، ينصح بالاستمرار في تناول الخبز البلدي الذي يكون أقل تعرضًا لهذه المواد المحسنة.
وفي نهاية المطاف، يجب أن نتبنى نهجًا غذائيًا صحيًا يعتمد على تناول الأطعمة الطبيعية والغنية بالمغذيات الضرورية لجسمنا، وينبغي علينا أن نكون حذرين في اختيارنا للأطعمة المخبوزة وأن نقرأ تركيبها ومحتواها الغذائي للحفاظ على صحتنا ورفاهيتنا العامة.
