اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية

بحسب الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، يشير إلى أن حكومة نتنياهو تواجه أزمات داخلية هائلة في إطار التحالف الحكومي وخارجه، وترى أن الحل لهذه الأزمات يكمن في إلحاق خسائر بالفلسطينيين، وبناءً على ذلك، تستغل الحكومة الإسرائيلية الأوضاع الراهنة لاقتحام المدن والبلدات الفلسطينية يوميًا، بهدف القمع والإضرار بمقاومة الشعب الفلسطيني ومنع أي تحرك ضد قوات الاحتلال.

تعكس هذه الأعمال العدوانية من جانب الحكومة الإسرائيلية نهجًا يعتمد على استخدام القوة العسكرية لقمع وترويع الفلسطينيين، بهدف تكسير إرادتهم وإخضاعهم، ويعكس هذا النهج استمرارية السياسة الاستيطانية والتضييق على الحريات الفلسطينية.

من الواضح أن هذا النهج لا يساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وإنما يؤدي إلى تصعيد التوترات وزيادة العنف، لذلك، تعزز الحاجة إلى حل سياسي شامل يحقق العدالة ويعيد الأمن والسلام إلى المنطقة، ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق دولته المستقلة.

في تصريحاته الحصرية أوضح الدكتور أيمن الرقب أن اقتحام بلدة قباطية ووفاة شهيدين دون حدوث أي اشتباك مسلح يشير إلى طبيعة دموية لحكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، يعتبر اقتحام المدن الفلسطينية انتهاكًا صارخًا لاتفاقية شرم الشيخ التي تم التوصل إليها قبل شهر تقريبًا، وبنفس الأسلوب الخادع والخائن، قام الاحتلال أمس باغتيال خمسة عشر فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في قطاع غزة، على الرغم من وجود هدنة متفق عليها بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة.

Palestinian youths clash with Israeli troops rading the West Bank city of Nablus, on August 9, 2022. (Photo by JAAFAR ASHTIYEH / AFP)

تعكس هذه الأحداث الأخيرة استمرارية سياسة القمع والاضطهاد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقوم بانتهاك حقوق الإنسان واستهداف المدنيين العزل بلا رحمة، تظهر هذه الأعمال العدوانية استخدام القوة المفرطة والعنف المبرر بحجج أمنية زائفة، وبالتالي، فإن هذا السلوك ينعكس سلبًا على أي جهود لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويعزز حاجة ملحة لتحقيق حل سياسي ينصف الشعب الفلسطيني ويضمن حقوقه ويعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة بشكل عام.

في حديثه الخاص أوضح الدكتور أيمن الرقب أن اقتحام بلدة قباطية ووفاة شهيدين بدون أي تصادم مسلح ينبئ عن طبيعة دموية لحكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، يُعَدُّ اقتحام المدن الفلسطينية انقلابًا على نتائج اجتماع شرم الشيخ الذي عُقِد قبل شهر تقريبًا، وبنفس الحيلة الخداعة والخيانة، قام الاحتلال أمس باغتيال خمسة عشر فلسطينيًا، نصفهم من النساء والأطفال، في قطاع غزة على الرغم من وجود هدنة بين الاحتلال والمقاومة في القطاع.

تُظهِر هذه الأحداث الأخيرة استمرارًا لسياسة القمع والاضطهاد التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُخالف حقوق الإنسان ويستهدف المدنيين الأبرياء بدون رحمة، تكشف هذه الأعمال العدوانية استخدام القوة المفرطة والعنف المبرر بحجج أمنية زائفة، وبالتالي، فإن هذا النهج العدواني يُعرّض جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، ويُؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي يكفل حقوق الشعب الفلسطيني ويعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة بشكل عام.

بصوت متحدث آخر قال الدكتور أيمن الرقب: “يبدو أن نتنياهو يحاول الهروب من أزمته الداخلية عن طريق إراقة الدماء الفلسطينية، نرى بوضوح أن أعضاء حكومته وحتى أعضاء المعارضة قد أيدوا جريمته ضد شعبنا في قطاع غزة، هذا يكشف عن وحشية ودموية هذا الكيان في جميع أطيافه، إن مشهد قتل النساء والأطفال من أجل اغتيال أي قائد ينتمي للمقاومة لا يستحضر الإنسانية لدى من يدعون أنهم دعاة الديمقراطية ويرفعون شعارات ضد نتنياهو، في النهاية، يبدو أنهم جميعًا في النازية واحدة”.

تعبِّر هذه الكلمات عن ردة فعل الدكتور أيمن الرقب تجاه سياسة نتنياهو وحكومته، وتُعزِّز وجهة نظره بشأن استغلال العنف والدم لتحقيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يرى الرقب أن استهداف النساء والأطفال والتضحية بهم من أجل أهداف سياسية هو عمل بشع ويتنافى مع قيم الإنسانية والديمقراطية، بناءً على ذلك، يعتبر أن الأفراد الذين يدعون للديمقراطية ويعارضون نتنياهو وممارساته يجب أن يتمتعوا بتوجيه سليم للحقائق وألا يساهموا في استمرار العنف والتوتر في المنطقة.

في سياق ذلك، أكد المتحدث الذي فضل عدم ذكر اسمه أن الاحتلال يعيش حالة من الارتباك والترقب في الساعات الأخيرة، عادةً ما يتم رد المقاومة في غزة على جرائم الاحتلال فورًا بواسطة صواريخها المميتة، ولكن في هذه المرة يبدو أن المقاومة تسعى لاصطياد فرصة أكبر وهدفًا أهم، في ظل الإجراءات العسكرية الإسرائيلية والاحتياطات الأمنية العالية، ستكون صواريخ غزة غير فعالة وبلا جدوى.

وأوضح المتحدث قائلاً: “تشهد الآن نصف سكان المستوطنات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة تحركات استعدادٍ وقلق، حيث يبحثون عن الملاجئ الآمنة لقضاء الليل أو يفضلون الهجرة إلى مدن أخرى بعيدة، ويعود ذلك لوعيهم الجيد بقدرات المقاومة الفلسطينية المتمثلة في القوة العسكرية المحدودة التي تمتلكها، بالرغم من الترسانة العسكرية الهائلة التي تمتلكها إسرائيل، فإنها تخشى بشكل كبير من قدرة المقاومة على تحقيق النجاح والمقاومة، على الرغم من قلة مواردها المادية بالمقارنة بما يمتلكه الاحتلال من إمكانيات أمنية وعسكرية”.

تعكس هذه العبارات قلق المتحدث من استجابة المقاومة في غزة وتحليله لتفاديها لشن هجمات فورية تكون عادةً ما تحدث بعد انتهاكات الاحتلال، يرى المتحدث أن الاحتلال يواجه تحديًا جديدًا، حيث يسعى المقاومة لتحقيق ضربة ذات تأثير كبير وفقدان مهمة قبل تنفيذ رد فعلها، كما يشير إلى قلق السكان الإسرائيليين واستعدادهم للتحصن في الملاجئ الآمنة أو النزوح إلى مناطق بعيدة، وهو نتيجة ل

وفي سياق ذلك، أشار المتحدث إلى ضعف الموقف الدولي وعدم سماع أي تصريح يدين جريمة الاحتلال، وتميزت المواقف الواضحة والجادة بيان جامعة الدول العربية وبعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، وكان أحد أبرز هذه المواقف بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أدان الجريمة وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن عواقب أفعاله التي تجاوزت اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه قبل عدة أيام بوساطة من مصر وقطر ومجتمع دولي.

تعكس هذه العبارات استياء المتحدث من الرد الدولي المحدود والضعيف على جريمة الاحتلال، حيث أكد أهمية بيان جامعة الدول العربية وعدد قليل من الدول العربية التي أدانت الجريمة بشدة، كما أشار إلى بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أدان الجريمة وحمّل الاحتلال المسؤولية عن تبعات أفعالها التي تجاوزت اتفاق التهدئة السابق، هذا يعكس أيضًا رغبة المتحدث في دعم وتشجيع المزيد من الدول لاتخاذ مواقف حازمة وواضحة للتنديد بالاحتلال ومطالبته بتحمل المسؤولية عن أعماله غير القانونية.

Exit mobile version