مصر تتصدر قائمة الدول العالمية في تصدير الموالح

أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد، الأستاذ المتخصص في الاقتصاد الزراعي بجامعة عين شمس، على أهمية فتح الأسواق الأمريكية أمام صادرات السلع الزراعية المصرية، يرى أن هذا الفتح يعكس ثقة الأسواق العالمية في جودة المنتجات المصرية وقدرتها على المنافسة.

وشهدت صادرات المنتجات الزراعية المصرية في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في الكميات المصدرة، مما يعكس النجاح والتميز في القطاع الزراعي المصري، ويعزو هذا النجاح إلى الثقة المتزايدة في الجودة والمعايير العالية للمنتجات المصرية، مما يعزز مكانة مصر كواحدة من أهم الدول المصدرة للحاصلات الزراعية.

إن فتح الأسواق الأمريكية أمام المنتجات الزراعية المصرية يعد فرصة مهمة لتعزيز الصادرات وتوسيع قاعدة العملاء، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المصري وتحسين دخول الفلاحين والمزارعين، ويعتبر هذا الانفتاح على الأسواق العالمية تحديًا إيجابيًا يدفع بالقطاع الزراعي المصري نحو التطور والابتكار.

وبناءً على ذلك، يجب على المزارعين والشركات الزراعية المصرية الاستفادة من هذه الفرصة والعمل على تحسين جودة وتنوع المنتجات، والالتزام بالمعايير الدولية، وتوفير منتجات ذات قيمة مضافة عالية، كما ينبغي تعزيز الجهود في مجال التسويق والترويج للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية، والتعاون مع الجهات المعنية لتذليل العقبات.

في ختام العام 2022، يتجاوب قطاع الزراعة المصري بنجاح مع تحديات السوق العالمية، حيث تقترب مصر لأول مرة من تحقيق رقم قياسي في صادرات الحاصلات الزراعية الطازجة، حيث يُتوقع تصدير حوالي 6.5 مليون طن بقيمة تصل إلى 3.3 مليار دولار.

وتُظهر الأرقام أن قيمة الصادرات المصرية المصنعة أيضًا تشهد نجاحًا ملحوظًا، حيث بلغت قيمة الصادرات المصنعة حوالي 4.2 مليار دولار، مما يُجمل إجمالي الصادرات المصنعة والطازجة بمبلغ يتجاوز 7.5 مليار دولار.

تعكس هذه الأرقام الإنجازات التي حققها القطاع الزراعي المصري في تعزيز وتنمية الصادرات، وتؤكد على جودة وتنوع المنتجات المصرية وقدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، وهذا يعزز مكانة مصر كوجهة رئيسية للحاصلات الزراعية ذات الجودة العالية.

مصر تتصدر قائمة الدول العالمية في تصدير الموالح

لذلك، يتعين على القطاع الزراعي المصري الاستفادة من هذا النجاح والعمل على تطوير الإنتاج وتعزيز الجودة، وتعزيز التسويق والترويج للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية، كما ينبغي تعزيز التعاون مع الجهات المعنية لتذليل العقبات وتسهيل إجراءات التصدير، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق مزيد من الازدهار للقطاع الزراعي في مصر.

أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد أهمية الدور القيادي الذي تلعبه مصر في مجال تصدير الموالح عالميًا، فقد حققت مصر إنجازًا مذهلاً في عامها السابق، حيث بلغ إجمالي صادرات الموالح ما يقرب من مليون و800 ألف طن، وبجانب الموالح، تصدرت مصر أيضًا صادرات البطاطس بكمية قدرها 871 ألف طن، وبالإضافة إلى ذلك، قدمت مصر صادرات ممتازة من البصل والفاصوليا والبطاطا والرمان والعنب والمانجو والطماطم، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الحاصلات الزراعية الأخرى.

تأتي هذه الانجازات البارزة في صادراتنا المصرية نتيجة الجهود المبذولة والاستراتيجيات المحكمة التي وضعتها مصر تحت توجيهات القيادة السياسية، وتعكس هذه النتائج الإيمان العميق بجودة وتنوع المنتجات المصرية وتعزز الثقة العالمية فيها، فمصر تعمل بجد لتحقيق مكانة ريادية في سوق التصدير العالمي، وتسعى لتطوير الإنتاج وتحسين جودة المنتجات لتلبية متطلبات الأسواق الدولية.

إن النجاح الباهر في قطاع الصادرات المصرية يعزز الاقتصاد المحلي ويعزز التنمية الاقتصادية في البلاد، وتقف الحكومة المصرية بكل حزم ودعم وراء القطاع الزراعي، وتعزز التعاون المستدام مع المزارعين والمنتجين لتحقيق مستويات عالية من الإنتاج والجودة، وإن هذه الانجازات تعكس التزام مصر الثابت بتعزيز الاقتصاد الوطني وتعظيم قدراتها التصديرية.

 

في السنوات الست الأخيرة، قامت مصر بخطوات ضخمة في تعزيز سلامة الغذاء وضمان جودته، تأسست هيئة سلامة الغذاء لتكون المسؤولة عن مراقبة وتتبع عمليات الإنتاج، وبالإضافة إلى ذلك، قامت الإدارة المركزية للحجر الزراعي بإنشاء وحدة خاصة تسمى وحدة فتح الأسواق الخارجية، وعن طريقها، نجحت مصر في فتح أسواق جديدة ومصادر تصدير متعددة، بلغت عددها أكثر من 150 سوقًا، بما في ذلك السوق اليابانية والسوق الأمريكية.

تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان أعلى مستويات سلامة الغذاء والجودة، وتعزيز الثقة في المنتجات المصرية على المستوى الدولي، وقد أثبتت مصر قدرتها على الامتثال للمعايير العالمية والمتطلبات الصارمة للأسواق العالمية، ومن خلال التزامها بالتفتيش والرقابة المشددة على عمليات الإنتاج، تعزز مصر مكانتها كشريك قوي في صناعة الغذاء العالمية.

تعد هذه الخطوات الهامة في إطار جهود مصر لتنمية القطاع الزراعي وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتعكس التزام مصر بالابتكار والتطوير المستمر في مجال الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الدخل وزيادة فرص التصدير، إن تحقيق نجاحات كبيرة في سلامة الغذاء وفتح أسواق جديدة يعكس التطور المستدام والتقدم الذي تحققه مصر في قطاع الزراعة.

تم التركيز على ضمان جودة المنتجات وسلامة الغذاء كأولويتين رئيسيتين، مما أدى إلى إحداث تطورات إيجابية في هذا الصدد، تم إنشاء محطات جديدة مخصصة لعمليات الفرز والتخزين والتعبئة للخضراوات والفواكه، فضلاً عن محطات متخصصة لعمليات الفرز للموالح، وتبلغ عددها حوالي 120 محطة.

تلك المحطات تعكس التحسين المستمر في تقنيات التصنيف والتجهيز والتغليف، مما يسهم في الحفاظ على جودة المنتجات الزراعية وتميزها، وتعمل هذه المحطات على فصل المنتجات حسب مواصفاتها وحجمها وجودتها، وتخزينها بشكل صحيح وتعبئتها بطرق ملائمة للحفاظ على قيمتها الغذائية ومظهرها الجذاب.

إن وجود هذه المحطات الحديثة يسهم في تطوير القطاع الزراعي في مصر وتعزيز مكانتها كدولة مصدرة للمنتجات الزراعية عالية الجودة، وتوفر هذه البنية التحتية الحديثة بيئة مناسبة لمزارعينا ومنتجينا للعمل بكفاءة وتحقيق أفضل قيمة مضافة لمنتجاتهم.

بالاستفادة من التكنولوجيا والممارسات الحديثة، تعكس هذه المحطات الرؤية الاستراتيجية لمصر في تحقيق التميز في صناعة الزراعة وتلبية متطلبات الأسواق المحلية والعالمية، ومن خلال استمرار الاهتمام بالجودة وسلامة الغذاء، ستظل مصر في موقع قوي كوجهة مفضلة للمنتجات الزراعية عالية الجودة.

وأكد الدكتور أحمد أبو اليزيد على وجود إطار قانوني قوي يحمي الملكية الفكرية للأصناف الزراعية، حيث انضمت مصر إلى اتفاقية “ليبوك” في هذا الصدد، كما أشار إلى أهمية قانون الزراعة العضوية والتركيز على تطبيق النظم الزراعية السليمة،

بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مشاريع قومية ذات أهمية كبيرة في الفترة الأخيرة، مثل مشروع “مستقبل مصر”، الذي يشمل إنشاء الدلتا الجديدة بمساحة تصل إلى 2.2 مليون فدان، وكذلك المشروع القومي الآخر الذي يتضمن إقامة 100 ألف فدان للزراعات المحمية وإنتاج أجود أنواع الخضراوات.

تلك المشاريع المبتكرة والاستراتيجية ساهمت في توفير قاعدة زراعية قوية، مما يسمح بإنتاج محاصيل زراعية عالية الجودة قادرة على المنافسة العالمية، وتعزز هذه القاعدة العريضة للزراعة المصرية القدرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية وتحقيق تنمية مستدامة في قطاع الزراعة.

وأشار الدكتور أحمد أبو اليزيد إلى الانجازات الرائدة التي حققتها مصر في مجال تصدير المنتجات الزراعية، فقد أصبحت مصر الآن الدولة الأولى عالميًا في تصدير الموالح، بعد منافسة قوية مع تركيا وأسبانيا، ولا يقتصر التفوق على ذلك، فمصر أيضًا تتصدر تصدير الفراولة المجمدة عالميًا.

تم تحقيق هذا الإنتاج الزراعي المميز من خلال تنفيذ مشروعات قومية ذات أهمية كبيرة، ومن خلال دعم الدولة واهتمامها الكبير بالمحاصيل الزراعية، يتم تنسيق جهود التصدير من خلال “المساندة التصديرية”، حيث تعمل مصر بالتعاون بين وزارة الزراعة والمجلس التصديري للحاصلات الزراعية والجمعيات الأهلية للمزارعين.

والأمر الجدير بالذكر أن صغار المزارعين للمرة الأولى يشاركون في عملية التصدير، حيث يتم دمجهم في منظومة التصدير، ويعزى كل هذا النجاح إلى المساندة التصديرية والدعم الذي تقدمه الدولة للمصدرين في عملية التصدير.

تلك الجهود المبذولة تعكس التزام مصر بتطوير وتعزيز قطاع الزراعة، وتعزز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية على الصعيدين المحلي والعالمي.

Exit mobile version