ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي جديد بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي وتلميحه بتوقف رفع الفائدة بشكل مؤقت، وتزايد الطلب على المعدن النفيس على حساب الدولار وسندات الخزانة، ووفقًا لجولد بيليون، فإن أسعار الذهب الفورية سجلت اليوم الخميس أعلى مستوى تاريخي للذهب عند 2080.26 دولار للأونصة، وهو ما يتجاوز القمة التي تم تسجيلها في عام 2020 عند 2075 دولار للأونصة، وعلى الرغم من ذلك، عادت الأسعار إلى التراجع ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2034.40 دولار للأونصة.
بدأت جلسة تداول الذهب الفورية اليوم بفجوة سعرية صاعدة، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات تاريخية مرتفعة قياسية، ومع ذلك، تراجعت الأسعار بسرعة وتشهد حاليًا انخفاضًا بنسبة 0.2%، ويأتي ذلك بعد ارتفاع الأسعار يوم أمس بنسبة 1.1%، وفقًا للتحليل الفني لشركة Gold Billion.
تم اعتبار التغيير في بيان البنك الاحتياطي الفيدرالي إشارة إلى توقف مؤقت في دورة رفع أسعار الفائدة التي استمرت منذ العام الماضي، حيث رفع البنك أسعار الفائدة في 10 اجتماعات متتالية، ويعتبر هذا الأمر مهمًا للأسواق وبالأخص سوق الذهب، حيث إنه يرتبط بشكل كبير بحركة أسعار الفائدة الأمريكية، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على أداء الذهب، وقد دعم هذا التوقف المؤقت في دورة رفع الفائدة الذهب ودفعه للارتفاع بشكل كبير، إذ يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين عندما يكون هناك عدم اليقين في الأسواق، وينظر إليه كأداة حماية ضد التضخم.
وفيما يتعلق بالأزمة المصرفية، لم يعلق البنك الاحتياطي الفيدرالي كثيراً عليها، بل أكد على استقرار ومرونة القطاع المصرفي الأمريكي، وأعرب البنك عن قلقه بشأن الجدل المستمر حول سقف الدين، حيث أشار إلى أنه في حالة التخلف عن السداد، فإن البنك لن يتمكن من حماية الاقتصاد الأمريكي.
أكد البنك الاحتياطي الفيدرالي أنه يتابع عن كثب البيانات الاقتصادية ويقرر بشأن الفائدة في كل اجتماع بشكل مستقل، وأن القرار الصريح بوقف رفع الفائدة لم يتم مناقشته في هذا الاجتماع وقد يتم ذلك في الاجتماع القادم في يونيو، وبالنسبة للركود الاقتصادي، صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن الولايات المتحدة لديها فرصة أكبر لتجنب الركود، ولكنها لا تستبعد حدوثه، وأشار إلى أن من الممكن أن يحدث ركود معتدل.
سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، انخفاضًا خلال جلسة الأمس بنسبة 0.6% عقب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، وسجل اليوم أدنى مستوى له في أسبوع عند 100.788، ولكنه عاد للتعافي وارتفع بنسبة 0.2% في وقت كتابة التقرير.
تراجعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية بعدما أدلى البنك الفيدرالي بتصريحات، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الدولار الأمريكي، فقد سجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات أدنى مستوى له في 4 أسابيع بنسبة انخفاض 2% ووصل إلى 3.341%، كما تراجع العائد على السندات لأجل عامين، وهي السندات الأكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة، بنسبة انخفاض 2.8% ووصل إلى أدنى مستوى له في 4 أسابيع بنسبة 3.8028%،
من المتوقع حدوث تصحيح سلبي محدود في أسعار الذهب بعد تسجيلها أعلى مستوى قياسي، ولكن يبقى الاتجاه الصاعد هو الأكثر تأثيراً على حركة الذهب، ومن الجدير بالذكر أن البنك الفيدرالي لم يقدم إجابات واضحة بشأن الأزمة المصرفية، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى في حال ظهور أي تطورات في الأزمة.
من المتوقع حدوث تصحيح سلبي محدود في أسعار الذهب بعد تسجيلها أعلى مستوى قياسي، ولكن يبقى الاتجاه الصاعد هو الأكثر تأثيراً على حركة الذهب، ومن الجدير بالذكر أن البنك الفيدرالي لم يقدم إجابات واضحة بشأن الأزمة المصرفية، مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب مرة أخرى في حال ظهور أي تطورات في الأزمة.
تشير الأدلة إلى أن أداء صناديق الاستثمار يتعافى في فترات الأزمات وعدم اليقين الاقتصادي، وتحقق المكاسب عندما تتوقف عمليات رفع الفائدة أو تتراجع، حيث إن الذهب يعد سلعة مالية لا توفر عائداً مرتفعاً مقارنة بالسندات الحكومية التي تزداد جاذبيتها مع ارتفاع أسعار الفائدة، ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن البنوك المركزية، بما في ذلك البنك الفيدرالي الأمريكي، تلجأ في بعض الأحيان إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد وهذا يزيد من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.
سجل صندوق SPDR الاستثماري للذهب، الذي يُعدّ أكبر صندوق في العالم من حيث الأصول الصافية التي تبلغ 60 مليار دولار، ارتفاعًا يوم أمس بنسبة 0.85% ووصل إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع، وقد سجل الصندوق ارتفاعًا في أدائه منذ بداية العام وحتى الآن بنسبة 10.54%.
من جهة أخرى، سجل مؤشر S&P GSCI، الذي يعتبر معياراً للاستثمار في أسواق السلع ويقيس أداء السلع مع مرور الوقت، ارتفاعًا يوم أمس بنسبة 0.7%، وذلك بعد أن سيطرت حركة الهبوط عليه خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة.
تم تحقيق ارتفاع بنسبة 0.7% في مؤشر S&P GSCI، الذي يستخدم كمعيار للاستثمار في أسواق السلع وكمؤشر لأداء السلع عبر الوقت، ويأتي هذا الارتفاع بعد الدعم الذي حصل عليه المؤشر من ارتفاع أسعار الذهب، الذي يدخل في تركيبة المؤشر، بالإضافة إلى تلميحات من البنك المركزي الأمريكي بوقف رفع الفائدة، مما يدعم أسواق السلع بشكل عام.
لم تشهد أسعار الذهب تغيرات كبيرة خلال هذا الأسبوع، ولم يتحول السعر إلى مستويات أعلى بالرغم من تسجيله مستوى تاريخي عند 2080 دولار للأونصة قبل أن يتراجع الاستقرار الحالي في أسعار الذهب إلى ترقب الأسواق لأي تغيرات قد تحدث في سعر الصرف خلال الفترة القادمة.
يصل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا إلى 2660 جنيهًا للجرام في جلسة تداول اليوم الخميس، وسط تحركات عرضية بين 2625 جنيهًا و2670 جنيهًا للجرام خلال الأسبوع، وفيما يتعلق بالجنيه الذهب، فقد بلغ سعره 21280 جنيهًا في جلسة اليوم.
توضح الأسباب التي تجعل أسعار الذهب المحلية غير متأثرة بتحركات الأسواق العالمية، أن هناك تسعير مستقل للذهب المحلي يستند إلى نظرية العرض والطلب، وأنه يشهد حالياً ارتفاعاً في الطلب مقابل تراجع في المعروض، وخاصة على السبائك والعملات الذهبية، لذلك، فإن الأسعار تتحكم بها المعروض والطلب المحلي، بينما يتأثر السوق العالمي بعوامل عدة مثل الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية، مما يفسر عدم تأثر الأسعار المحلية بارتفاع سعر الأونصة العالمية خلال اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
يوضح التقرير الفني لجولد بيليون أن الأسواق المحلية للذهب لم تتأثر بتغيرات السعر العالمي لأن الأسعار المحلية للذهب تعتمد على تسعير تاريخي سابق لأونصة الذهب، ولذلك فإنها لا تتأثر بتغيرات السعر العالمي في الوقت الراهن، ويشير التقرير أيضاً إلى أن التسعير المحلي يعتمد حالياً على نظرية العرض والطلب، وتشهد الأسواق المحلية حالياً ارتفاعاً في الطلب على الذهب مع تراجع في المعروض، وخاصة في السبائك والعملات الذهبية.