شهدت العملة الأمريكية ارتفاعًا واضحًا خلال التعاملات الأولى لجلسات الأسبوع، حيث استمرت في تحقيق أرباحها للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك على الرغم من أن أوروبا كانت في عطلة عيد العمال، ومع ذلك، استمر مؤشر الدولار في التداول دون مستوى 102 نقطة، بعد أن قلص أرباحه وتراجع في نهاية الأسبوع الماضي.
يستعد المستثمرون في الأسواق العالمية حالياً للاجتماع الذي ستعقده اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهي اللجنة المسؤولة عن صنع السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتوقع الكثير من المحللين والمستثمرين أن يتخذ البنك قراراً برفع أسعار الفائدة خلال هذا الاجتماع، وهو ما يعكس تحسناً في الاقتصاد الأمريكي بعد تداعيات الجائحة، وقد ساهمت هذه التوقعات في دعم قيمة الدولار الأمريكي عالمياً، حيث يُعتبر رفع أسعار الفائدة إيجابياً للدولار، إذ يزيد من جاذبيته كعملة للاستثمار ويحفز تدفقات رأس المال إلى الأسواق الأمريكية.
يعزى ارتفاع الدولار إلى زيادة الرهانات على استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم، حيث تشير التوقعات إلى رفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بنسبة 25 نقطة أساس، ويتم ذلك بالرغم من توقعات سابقة بعدم رفعها.
وتشير أداة مراقبة أسعار الفائدة الفيدرالية FEDWATCH إلى ارتفاع قوي في احتمالية رفع الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس لتصل إلى 90.5%، وتقلصت احتمالية عدم تغييرها إلى 9.5% فقط، وهذا ما ساعد على دعم تحركات الدولار خلال اليوم.
وتزايدت احتمالية رفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بعد صدور بيانات يوم الجمعة التي أظهرت تحسن ثقة المستهلك الأمريكي في شهر أبريل، واستمرار تضخم النفقات الاستهلاكية بقوة دون علامات على الانخفاض.
زادت إقبال المستثمرين على الدولار اليوم بعد إعلان المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع قبولها لعرض استحواذ جي بي مورجان على بنك فرست ريبابليك المتعثر، مما ساهم في تهدئة بعض المخاوف الحالية بشأن القطاع المصرفي، كما زادت احتمالية رفع الفائدة بعد أن أظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة تحسن ثقة المستهلك الأمريكي خلال شهر أبريل، واستمرار تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي بإظهار مقاومة للتباطؤ، وتوقعات برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس بلغت 90.5% وهو ما زاد من جاذبية الدولار.
تلقى الدولار دعماً كبيراً من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال تداولات اليوم، في ظل عطلة الأسواق الأوروبية والبريطانية والسويسرية.
يترقب المستثمرون الآن صدور تقرير الوظائف الشهري هذا الأسبوع، بالإضافة إلى بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاعين التصنيعي والخدمي ISM اليوم، للحصول على مزيد من الاتجاهات حول توقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
تترقب الأسواق صدور قرارات الفائدة لعدد من البنوك المركزية الرئيسية الأخرى خلال هذا الأسبوع، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الاسترالي، وهو ما يزيد من التوتر والانتظار لمعرفة تأثير هذه القرارات على الأسواق العالمية.
زاد مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.14% خلال تعاملات اليوم ليصل إلى 101.805 نقطة، ويرجع هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد على الدولار بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية، بالإضافة إلى توقعات بزيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في المستقبل القريب، ومن المتوقع أن يبقى المؤشر الدولار قوياً خلال الأسابيع المقبلة بسبب التوترات السياسية والتجارية في العالم.
تراجع اليورو بنسبة 0.5% مقابل الدولار، حيث سجل 1.1010 دولارا، كما تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0.26% مقابل الدولار ليصل إلى 1.2532 دولارا، فيما ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.14% خلال تعاملات اليوم ليصل إلى 101.805 نقطة.
في ذات الوقت، شهد الدولار ارتفاعاً مقابل الين الياباني بنسبة 0.35% ليصل إلى 136.76 ين، في حين تراجع قليلاً مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.16% ليصل إلى 0.8929 فرنك.
وفيما يتعلق بأدائه مقابل العملات الأخرى، فقد شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.29٪ ليصل إلى 0.6635 دولار أمريكي، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.13٪ إلى 0.6173 دولار أمريكي، وفيما يتعلق بالدولار الكندي، فقد صعد مقابل الدولار الأمريكي بنحو 0.24٪ ليصل إلى 1.3580 دولار كندي.
أسباب ارتفاع الدولار
هناك عدة عوامل تشير إلى أن الدولار الأمريكي يشهد ارتفاعًا عالميًا خلال الفترة الحالية، ومن أبرزها:
- القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية: يتمتع الاقتصاد الأمريكي بالقوة والاستقرار النسبي في ظل تحسن البيانات الاقتصادية وانخفاض معدلات البطالة، وهذا يعزز الثقة في الدولار الأمريكي ويجعله أكثر جاذبية للمستثمرين.
- ارتفاع أسعار الفائدة: قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة، مما جعل الدولار الأمريكي أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يسعون للحصول على عوائد أعلى.
- التوترات الجيوسياسية العالمية: تواجه العديد من الدول حول العالم تحديات سياسية واقتصادية، مما يؤثر على قوة العملات الوطنية، ويزيد من الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
- تباطؤ الاقتصاد العالمي: تواجه العديد من الدول في العالم تباطؤًا اقتصاديًا بسبب جائحة كوفيد-19، وهذا يؤثر سلبًا على عملاتها الوطنية ويزيد من الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
على الرغم من هذه العوامل، إلا أن الوضع يتغير باستمرار، وقد يتأثر أداء الدولار الأمريكي في المستقبل بتحولات اقتصادية وسياسية جديدة.