يستعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة سوريا يوم الأربعاء المقبل في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ عام ٢٠١٠، وتأتي هذه الزيارة في ظل تطورات إقليمية ودولية تتعلق بالبلدين، وتأكيدًا على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين.
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها، فإن زيارة الرئيس الإيراني ستستمر لمدة يومين، حيث سيجري خلالها مباحثات رسمية مع الرئيس بشار الأسد تتضمن تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين وتناول عدة موضوعات، بما في ذلك الجانب الاقتصادي.
ويعتبر العلاقات بين إيران وسوريا مميزة بسبب علاقتهما التاريخية القوية، حيث كانت إيران دائماً داعمة للنظام السوري في مواجهة التحديات الدولية والإقليمية، وتستمر في دعم النظام في الوقت الحالي، وتعتبر سوريا أحد الموانئ الرئيسية لإيران في المنطقة.
وبحسب معلومات فإنه سيتم التوقيع خلال الزيارة على عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الخاصة بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، وستغطي هذه الاتفاقيات مجالات متنوعة بين البلدين، بما في ذلك مجالات الطاقة والكهرباء والنقل والصناعة والزراعة والتجارة.
ويعكس هذا الزيارة تعزيزاً للتعاون بين البلدين الشقيقين، خاصةً في ظل تطورات سياسية واقتصادية في المنطقة تم حتمها.
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات الرسمية بين الرئيس الإيراني والسوري العديد من القضايا المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها القضايا الإقتصادية التي تواجههما، فالعلاقات الإيرانية السورية تعد من العلاقات الاستراتيجية الرئيسية في المنطقة العربية والإسلامية، حيث يعد الدعم الإيراني للنظام السوري واحداً من الأسباب الرئيسية في الاستمرارية الحكم للرئيس السوري بشار الأسد.
وفي السياق ذاته، فإن الزيارة الرسمية الرئيس الإيراني تأتي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها سوريا، حيث تمر البلاد بأزمة اقتصادية خانقة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2011، وكذلك بسبب العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري.
ومن المتوقع أن يستغل الجانبان الزيارة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتبادل الخبرات والتجارب في مجالات عدة كالطاقة والصناعة والتعليم والثقافة والإعلام، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتخدم مصالحهما المشتركة.
ومن الجدير بالذكر أن الزيارة الرسمية الرئيس الإيراني تأتي في إطار الجهود الرامية لتعزيز التعاون الإيراني السوري في مواجهة الضغوط الدولية والعقوبات المفروضة على البلدين، وتأكيد على عمق العلاقات بين الجانبين وتعزيزها في جميع المجالات، وتأتي هذه الزيارة كإشارة إلى العلاقات الراسخة والتاريخية، بين إيران وسوريا، والتي تعود إلى عقود من الزمن.
يجب الذكر أن العلاقات الإيرانية السورية تعتبر من أهم العلاقات في المنطقة، حيث يتميز التعاون بين البلدين بالاستراتيجية والعملية في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن والدفاع والتجارة والطاقة والتعليم والثقافة.
تشهد العلاقات الإيرانية السورية تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث تتحدى العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين وتستمر في تعزيز التعاون بينهما، ومن بين الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين في الآونة الأخيرة، اتفاقية تجارة الغاز بقيمة ١٠٠٠ مليون دولار، واتفاقية بناء مجمع صناعي بقيمة ٥٠٠ مليون دولار.
علاوة على ذلك، يتبادل البلدان العديد من الزيارات الرسمية بين المسؤولين والوفود الحكومية، مما يؤكد عمق العلاقات بينهما، وتأتي الزيارة الرسمية للرئيس الإيراني إلى سوريا كخطوة هامة في تعزيز التعاون بين البلدين ومواجهة التحديات التي تواجهها.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى توقيع مزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مما يعزز التعاون الاستراتيجي بينهما ويدعم الجهود الرامية لمواجهة الضغوط الدولية، وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين الإيرانيين والسوريين، فإن هذه الزيارة ستؤدي إلى تعزيز الصداقة والتعاون بين البلدين في المستقبل.