أفادت وسائل الإعلام بأن أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو” يُجري استعراضاً لإمدادات السلاح لأوكرانيا، وذلك في ظل التوتر المستمر في المنطقة بين أوكرانيا وروسيا، وقد صرح الأمين العام “ينس ستولتنبرغ” بأن هذه الإمدادات تأتي في إطار دعم الناتو لأوكرانيا في مواجهة التهديد الروسي والدفاع عن سيادتها واستقلالها، ويعتبر هذا الإجراء إحدى الخطوات التي تتخذها دول الناتو لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، ولإظهار التضامن معها في هذه الأزمة الراهنة.
يُذكر أن النزاع الذي يدور بين أوكرانيا وروسيا يعود إلى عام 2014، حينما أعلنت روسيا ضم شبه جزيرة القرم المتنازع عليها إلى أراضيها، ومنذ ذلك الحين، وصلت الاشتباكات بين الجانبين إلى ذروتها في بعض الأحيان، وتعرضت أوكرانيا لانتهاكات عدة من قِبَل القوات الروسية، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين والعسكريين.
في هذا السياق، تُعد إمدادات السلاح التي يتلقاها الجيش الأوكراني من حلف الناتو خطوة مهمة في تعزيز قدراته الدفاعية، وتعزيز فرصه في الدفاع عن نفسه ضد الهجمات الروسية، وقد أثنى رئيس الحكومة الأوكرانية “دينيس شمال” على هذه الإمدادات، مشيراً إلى أنها تمثل دعماً حقيقياً للشعب الأوكراني وجيشه في مواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد.
على صعيد آخر، فقد أعربت روسيا عن استيائها من هذه الإمدادات، واعتبرتها “خطوة تصعيدية” تجاه البلاد، ومن جانبها، تشدد الدول الأعضاء في حلف الناتو على أن هذه الإمدادات تأتي في إطار حق أوكرانيا في الدفاع عن سيادتها واستقلالها، ولا تمثل أي تهديد للدول الأخرى.
ويعتبر حلف الناتو منظمة دفاعية تأسست عام 1949، وتضم اليوم 30 دولة عضواً، تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا وشمال أمريكا، وتشمل مهام الحلف الدفاع المشترك عن دول الأعضاء، وتطوير قدرات الدفاع، وتعزيز التعاون الأمني بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع دول أخرى في المنطقة.
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الخميس، أن دول الحلف وشركاؤها قدموا 230 دبابة و1550 آلية مدرعة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن حلفاء الناتو قد قدموا 98٪ من المعدات الموعودة لتجهيز تسعة ألوية مدرعة جديدة لأوكرانيا، وذلك ضمن مجموعة الاتصال برئاسة الولايات المتحدة.
كما أوضح أنه تم تدريب وتجهيز أكثر من تسعة ألوية مدرعة أوكرانية جديدة، وهذا سيضع أوكرانيا في موقف قوي لمواصلة استعادة الأراضي المحتلة.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من تقرير للأمم المتحدة يفيد بأن النزاع في شرق أوكرانيا قد تسبب في وفاة أكثر من 14,000 شخص ونزوح الملايين من السكان.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الناتو وروسيا، فقد تدهورت بشكل كبير منذ بدء الصراع الأوكراني الروسي، واتهمت روسيا بتدخلها في الصراع ودعم المتمردين في شرق أوكرانيا، وفي العام 2014، تم إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين في إطار اتفاق مينسك، إلا أنه لم يتم تنفيذه بشكل كامل حتى الآن.
وتشهد المنطقة حتى اليوم توترات مستمرة بين الجانبين، وتزداد الاشتباكات في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين الناتو وروسيا، ويحاول الحلف بشكل دائم تعزيز قدرات دوله الأعضاء في المنطقة، وإيجاد حلول سلمية للصراع الأوكراني الروسي.
يعتبر الصراع الأوكراني الروسي واحداً من أهم التحديات التي تواجهها الناتو في الوقت الحالي، حيث يحاول الحلف العمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم الدول الأعضاء التي تواجه تهديداً من روسيا، وفي هذا الإطار، فإن دعم الناتو لأوكرانيا يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأمين حماية للحدود الشرقية للحلف.
وتتمثل إمدادات السلاح التي يستعرضها الأمين العام للناتو لأوكرانيا في تقديم دعم عسكري ولوجستي للقوات الأوكرانية، مما يساعد في تعزيز قدراتها الدفاعية ومواجهة التهديدات الأمنية التي تواجهها، ومن بين الأسلحة التي قد تم تزويد القوات الأوكرانية بها في السنوات الأخيرة، تشمل أسلحة مضادة للدبابات والطائرات، والأسلحة الخفيفة والثقيلة، والعتاد اللوجستي والطبي.
ويتوقع أن تواصل الناتو تقديم الدعم لأوكرانيا في المستقبل، وذلك في إطار جهود الحلف الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم الدول الأعضاء التي تواجه تهديدات أمنية، ومن المهم أن يعمل الناتو وروسيا على إيجاد حلول سلمية للصراع الأوكراني الروسي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.