أعمال ليلة القدر 1444هـ، تُعد من أهم الليالي في شهر رمضان المبارك، وذلك لما ورد في كتاب الله الكريم “إنا أنزلناه في ليلة القدر”. حيث نزل الوحي على نبينا المصطفى بالقرآن الكريم. لذلك حرصنا على تقديم أهم الأعمال المستحبة في ليلة القدر وفضل القيام بها خلال السطور التالية.
هدي رسول الله في ليلة القدر
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الطاعات في الشهر المعظم. ولكن كان يجتهد في العشر الأواخر عن غيرها. حيث جاء عن عائشة (رضي الله عنها) في وصف النبي عند دخول العشر الأواخر، فقالت: “إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ.
كما قال ابن حجر إن هذا الحديث دليل على الالتزام والاستمرار على القيام في العشر الأواخر. وذلك لختم الشهر بالخير. كما كان من هدي النبي (عليه الصلاة والسلام) أنه كان يعتكف في العَشر الأواخر، ويلزم المسجد من أجل الإكثار من العبادات والطاعات. وأيضًا الانشغال بالذكر والدعاء لإدراك ليلة القدر. بالإضافة إلى إدراك المغفرة من الله سبحانه وتعالى. لذلك كان يوقظ نساءه للقيام معه.
أعمال ليلة القدر 1444هـ
ليلة القدر من أعظم الليالي المباركة في شهر رمضان الكريم. وذلك لما ورد في قوله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)
ولكن لم يتم تحديدها بشكل وضاح. حيث يمكن أن تكون أحد الليالي الوترية من الشهر المبارك المتمثلة في (21، 23، 25، 27، 29) من شهر رمضان. لذلك يبحث الكثير من المسلمين عن أهم الأعمال المستحبة ليلة القدر وفضلها. لذلك يعرض موقع معلومة في الإنجاز أفضل أعمالها كالتالي:
إحياؤها
قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). إن رسول عليه الصلاة والسلام كان يطوي فراشه. ثم يشد مئزره بالعشر الأواخر لشهر رمضان. حين كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين. وكان يضع الماء على وجوه النيام في تلك الليلة. وكانت فاطمة (عليها السلام) لا تدع أحدًا ينام من أهلها بتلك الليلة. وتداويهم بالطعام القليل. وتتأهب لها من النهار، وتقول: محروم من حُرم خيرها”.
الغسل أو الاغتسال
يعد الاغتسال أو الغُسل من أحب أعمال ليلة القدر. حيث قال الإمام موسى بن جعفر – عليهما السلام – “من اغتسل ليلة القدر، وأحياها إلى طلوع الفجر، فقد خرج من ذنوبه”.
صلاة ركعتين
قال النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “من صلى ركعتين بليلة القدر. فقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة. “وقل هو الله أحد” سبع مرات. ولكن إذا فرغ يستغفر سبعين مرة؛ فما دام لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه. ويبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات إلى العام التالي. ويبعث الله ملائكة إلى الجنان يغرسون له الأشجار ويجرون له الأنهار، ويبنون له القصور. ولا يخرج من الدنيا حتى يرى ذلك كله”.
قد يهمك أيضًا: دعاء ليلة الواحد والعشرين من رمضان 1444هـ
الدعاء والذكر أفضل أعمل ليلة القدر
يتضاعف الأجر في شهر رمضان. كما يستجيب الله سبحانه وتعالى فيه الدعاء، ولهذا يجب على كل مسلم اغتنام هذه الفرصة العظيمة بكثرة الدعاء والذكر. لطلب حمته ومغفرته، لذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الإكثار من الدعاء وسؤال الله من فضله الجنة، والنجاة من النار. بالإضافة إلى الملازمة على (الباقيات الصالحات) من الذكر. التي تتمثل في (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلّا بالله).
ليلة القدر من الليالي التي يستجيب الله عز وجل الدعاء بها لأانه من أهم أعمال ليلة القدر. حيث ورد عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ماذا تقول في ليلة القَدْر إن أدركتها. فقال عليه الصلاة والسلام: قولي: “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”. بينما يكون الدعاء مستجابًا حال الصيام، وعند الإفطار، ولذلك يُسن الإكثار منه.
الصدقة
تفضل الصدقة في جميع أيام الشهر المبارك، ولكنها من أهم أعمال لليلة القدر. بينما اتباع الصدقة إلزام على كل مسلم لقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
الاعتكاف
لقد ورد عن عائشة (رضي الله عنها): “أن النبي صلى الله عليه وسلم، ككان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله. ثم اعتكف أزواجه من بعده”.
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة العشرين من رمضان 1444هـ
عجائب ليلة القدر
لقد عظم القرآن الكريم شأن هذه الليلة. ولذلك أضافها إلى (القدر) المقصود به المقام والشرف. أي أنها شرف ومقام أكثر من أنها ليلة خير. لذلك فإنها ليلة أفضل من ألف شهر. بالتالي فإن أعمال ليلة القدر خير من عبادات ألف شهر.
وهي إلى تلك ليلة تتنزل فيها الملائكة برحمة الله عز وجل، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر. حيث ورد في صحيح البخاري. من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه): “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري بكتاب الصوم.
لذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن طاعات هذه الليلة المباركة وإهمال إحيائها. حتى لا يُحرم المسلم من خيرها وثوابها. حيث يقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: “إن هذا الشهر قد حضركم. وفيه ليلة خير من ألف شهر. من حرمها فقد حُرم الخير كله. ولا يُحرم خيرها إلا محروم” رواه ابن ماجة من حديث أنس)، وإسناده حسن كما بصحيح الجامع الصغير.
ختامًا عزيزي المسلم لقد تعرفنا معًا على أعمال ليلة القدر 1444هـ، وذلك اقتداءًا بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن عليك الحرص على عدم الغلة عنها حتى تبلغ فضل الأعمال المستحبة ليلة القدر وتغتنم خيراتها.