أولًا: شهر رجب أحد الأشهر الحرم
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]، والأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
ومعنى الأشهر الحرم: أنها أعظم حرمة من غيرها، فلا يجوز فيها القتال إلا أن يبدأ العدو، كما أنها أشد حرمة من غيرها في أمور العبادة، فلا يجوز فيها ارتكاب المعاصي.
ثانيًا: شهر رجب بداية الاستعداد لرمضان
يشبه العلماء السنة، وما فيها من مواسم الخير بأمور، وأعظم ما في مواسم الخير شهر “رمضان” ، ولذلك حث الشرع على الزيادة من العمل الصالح فيه.
ومن أهم الأمور ؛ أن يستعد الإنسان بالأعمال الصالحة قبل شهر رمضان، وجعل العلماء شهر “رجب” بداية الاستعداد الخاص لشهر رمضان، كأن السنة شجرة، تظهر أوراقها في شهر رجب، وتثمر في شهر شعبان، ويأخذ الناس من ثمارها في شهر رمضان.
فعلى الإنسان أن يستعد بالأعمال الصالحة في رجب، وأن يتعاهدها بالتجويد والإتقان في شعبان، لكي يستطيع الإتيان بها على أكمل الوجوه في رمضان.
ومن أهم الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يحرص عليها في شهر رجب:
- الصلاة: فرضًا، ونفلًا، وبخاصة: قيام الليل.
- الصيام: تطوعًا، أو قضاءً لفوائت ماضية.
- الصدقة: للفقراء، والمساكين، وأهل الحاجة.
- تلاوة القرآن: تلاوة مستمرة، وحفظ ما تيسر منه.
- الذكر: بالأذكار المأثورة، وقراءة الرقية الشرعية.
وهذه الأعمال الصالحة كلها لها فضل كبير في شهر رجب، فهي تقرب المسلم من ربه، وتزيد من حسناته، وتغفر ذنوبه، وترفع درجاته.
وإذا أحسن المسلم الاستعداد لرمضان، فإنه سيتمكن من صيامه وقيامه على أكمل وجه، وسينال من خيراته وفضله الكثير.
ختامًا
شهر رجب شهر عظيم مبارك، فيه من الخير والبركات ما لا يحصى، فعلى المسلم أن يحرص على اغتنامه بالعمل الصالح، والاستعداد لرمضان، لكي يفوز بعظيم الثواب، ويحقق المراد.