في خطوة لتعزيز التكافل الاجتماعي وتقديم الرعاية الصحية الشاملة، شهد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، توقيع بروتوكول تعاون بين "هيئة الرعاية الصحية" و"بيت الزكاة والصدقات"، بهدف دعم علاج غير المؤمن عليهم من المحتاجين وغير القادرين، وجرت مراسم التوقيع في مقر مشيخة الأزهر بحضور الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والدكتورة سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الأسبق.
بروتوكول لتقديم رعاية صحية متكاملة وتخفيف الإجراءات عن غير القادرين
يهدف هذا البروتوكول إلى تقديم خدمات صحية متكاملة للمستحقين، حيث أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أهمية توفير الرعاية الصحية اللازمة والمعدات الحديثة للتعامل مع الحالات الطارئة والحرجة. وشدد على ضرورة تخفيف الإجراءات الروتينية التي قد تعيق وصول غير القادرين إلى العلاج، إذ يرى أن التخفيف عن المرضى هو واجب إنساني، وأن الآلام التي يمرون بها تستحق تعاطفًا ودعمًا يخفف من معاناتهم.
دور هيئة الرعاية الصحية في البروتوكول
أوضح الدكتور أحمد السبكي أن توقيع البروتوكول يأتي في إطار دور هيئة الرعاية الصحية كأداة رئيسية للدولة في تقديم الخدمات الصحية التأمينية، بحيث يتم تغطية تكاليف العلاج للمرضى غير المؤمن عليهم، وعبر عن تقديره للتعاون مع بيت الزكاة، الذي يعتبر من الجهات الفعّالة في تقديم الرعاية الطبية ودعم الأسر المحتاجة بكافة الفئات بغض النظر عن وضعهم المالي.
تعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والأهلي لتقديم رعاية صحية متكاملة
وأكد السبكي أن الهيئة تسعى لتحقيق التكامل بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي لتوفير خدمات صحية بجودة عالية، مع توسيع نطاق الحماية المالية للمواطنين، كما أشار إلى أهمية التعاون في تقديم خدمات مثل صرف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية وتوفير المستلزمات الطبية، مؤكدًا على أن هذه الخدمات تأتي لدعم الأسر والأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية ولا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج.
تأثير التعاون على الخدمات الطبية
وعبرت الدكتورة سحر نصر عن سعادتها بهذا التعاون، مشيرة إلى التأثير الإيجابي الكبير الذي تحقق في مستوى الخدمات الطبية في محافظات التأمين الصحي الشامل، وأكدت أن بيت الزكاة والصدقات من الجهات المانحة التي تعتمد على التبرعات المادية والعينية لتقديم خدمات صحية للمحتاجين، وخصوصًا برنامج "صحة"، الذي يغطي مجموعة واسعة من المساعدات الطبية.
وأضافت أن البروتوكول الجديد يمثل خطوة نوعية نحو تقديم خدمات طبية متكاملة للأسر التي تعاني من ضغوط الحياة، ويعكس رؤية مشتركة بين الطرفين لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقديم الرعاية الصحية دون تمييز. يعتبر هذا التعاون مثالاً يحتذى به في الشراكة بين المؤسسات الخيرية والحكومية، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة التحديات.