حقيقة الأمر أن الغضب ليس بالسوء الذي نتخيله جميعاً. فهناك بعض الغضب المحمود، بل أن عدم الشعور بالغضب قد يكون أكثر خطورة من شعور بالغضب نفسه.
وفي هذا المقال تقرأ كيفية التعبير عن غضبك بطريقة سليمة وآمنة وأكثر إيجابية؛ حتى يتحول الغضب من قوة مدمرة إلى قوة جيده تستطيع استغلالها في الدفاع عن حقك وحقوق من تتولى رعايتهم، كما أنه سوف يمدك بطاقة جيدة لتنشر الخير عمن حولك.
أهم إستراتيجية التحكم في الغضب
إليك أهم إستراتيجيه للتحكم في الغضب في نقاط هامة مع شرح بسيط لها للتوضيح.
سنقوم بتقسيم تلك الخطة إلي ثلاث مراحل رئيسية وهم (مرحلة الإعداد - مرحلة التمكين - مرحلة المواجهة)
- مرحلة الإعداد
تدور هذه المرحلة حول إدراكك لذاتك وانفعالاتك الغاضبة ومراقبة سلوكك الشخصي، وفهم طبيعة الغضب لديك، وذلك عن طريق تخصيص وقت للتدريب على تطبيق استراتيجية التحكم في الغضب لحد أدنى ساعتين أسبوعياً ولمدة شهر أو إثنين. ولتحفيزك على الاستمرار... كلما شعرت بالملل فقط تخيل النتيجة والأثر الرائع الذي ستناله حالما تخلصت من غضبك.
- قم بكتابة الآثار الإيجابية التي ستجنيها عندما تتخلص من غضبك.
مثال على ذلك...
قم بكتابة أثر طيب في نفسك مثل (سيشعر أطفالي بالأمان أكثر) أو (سأكون أكثر لطفًا مع زوجي) أو (لن أفقد أصدقائي أو وظيفتي).
حقائق عن الغضب
كم لابد لك أن تدرك أن الغضب هو استجابة نفسية طبيعية لا يمكن تجنبها. وأيضاً هي مسألة وقتية؛ فالغضب يأخذ مسارين فيسيولوجيين للظهور:
- الأولي أن تكون في شكل حالة طارئة، حينها تكون الاستجابة بإحدى الطرق هذه (المواجهة أو السكون أو الهروب).
- أو يكون رد فعل أكثر حكمة وهدوء وذلك في الحالات العادية باستخدام الأماكن المعرفية بالمخ.
- كما أن الغضب مسألة ذات طابع فردي، لا يتشابه فيها اثنان في ردة أفعالهم.
- استمرار الغضب لوقت طويل يسبب الكثير من المشاكل العصبية.
- الحقيقة الأخيرة... أنه يمكنك التعبير عن غضبك بشكل آمن وإيجابي أفضل بكثير إذا ما اخترت السيطرة على مشاعرك.
وحتى تستطيع أن تتعرف على غضبك بصورة جيدة وتتعرف كذلك على محفزات الغضب لديك يمكنك أن تستعين في ذلك بأصدقائك المقربين أو الأهل أو الشريك.
- مرحلة التمكين
سنطلق عليها مرحلة تقوية الذات وفيها...
- عليك أن تزيد من تقديرك لذاتك. فالشعور بالنقص غالباً ما يكون المثير الأقوى لنوبات الغضب.
- اكتب نقاط ضعفك في ورقة وبجوار كل منها الرد المناسب في حال تعرضك للنقد بخصوصها، ثم تعرف على أخطائك.
- وأكتب ستة أو سبعة أخطاء قمت بها على مدى حياتك، وأذكر بعض أسماء الناس الذين تأذّوا بسببك عاطفيًا سواء عمداً أو سهواً، ثم استعد توازنك وتذكر نقاط قوتك وسلوكك الحسن وبادر بممارستها.
- كذلك اطرح عنك الماضي فإذا كنت تريد أن تستعيد هدوئك فلا بد أن تداوي جراح الماضي.
- مرحلة المواجهة
وهي المرحلة الأخيرة وأكثرهم حذراً، ففيها سوف تقوم بتطبيق ما اجتهدت في تعلمه لمدة شهور، وسنطلق عليها مرحلة التحكم في النفس.
وهنا سنقوم بالتحكم في السلوك ولغة جسدك.
- الهدف الأساسي أن تبقي غضبك آمنا وإيجابيًا بشكل سليم، فكما تعلم أن الغضب منذ زي بدء يجب أن يحترم، فهو ما يجعلك شجاعاً وقتما يقودك خوفك إلى التنازل عن بعض حقوقك، ولهذا قم بعمل ميثاق شخصي لضميرك، واكتب فيه ما يزعجك من سلوكياتك، ثم قم بتقسيمها وصنفها بدرجات وقم باختيار سبعة منها شهريًا لتعالجها بهدوء.
- كذلك حاول إتقان فن التحكم في النبض حتى تستطيع السيطرة على غضبك حين تحدث لك تغيرات كيميائية حيوية بسبب الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء نوبات الغضب.
- قم بتمارين التنفس لمدة خمس دقائق بانتظام في خلال اليوم وهذا كالتالي.
- - حاول ترخية عضلاتك واسحب نفسًا عميقاً ببطء من أنفك واحبسه مدة خمس أو عشر ثواني ثم أخرجه من فمك ببطء. وكرر ذلك مع زيادة الوقت تدريجياً بمعدل منتظم واسترخي لمده 15 دقيقة مرتين على الأقل أسبوعيا.
- استخدم أحد أساليب التهدئة عندما تغضب.
- حاول الابتعاد عن السلبية واستبدلها بلغة إيجابية مُظهرًا التعاطف.
- أيضًا ابتعد عن إلقاء اللوم وحاول أن تصرح بمشاعرك وأعترف بها ووضح الالتزامات والمسئولية الخاصة بكل طرف.
- ضع حدود لما يمكن تقبله ولا يمكن تقبله وادفع الأمور نحو إيجاد الحلول.
وأخيراً...
أعتقد أن أهم إستراتيجية للتحكم في الغضب، هو أن تبقى هادئا قدر المستطاع، وأن توجه غضبك الزائد دائما لخدمة هدف نبيل كالدفاع عن المظلومين أو إرجاع الحقوق لأصحابها.
ونصيحة أخيرة... حارب الغضب بالمرح والمتعة، فهي أقوى الأسلحة للتغلب على ضغوطات الحياة، وحتى لو واجهت بعض الأحيان سخرية من البعض.