ولكن لم تتوقف أضرار الزلزال على هذا فقط، حيث أن منطقة شمال غرب سوريا وشمال شرقها تعيش أوضاعاً سيئة جداً، فقد أكد موظفون في لجنة الإنقاذ الدولية والذين يبلغ عددهم حوالي 1000 موظف يعملون على أرض هذه المنطقة منذ سنة 2012، بأنهم منذ أثني عشر عاماً وهم يحاولون الاستجابة لمطالب واحتياجات الشعب والعمل على تأمين الرقابة الصحية والحماية والاهتمام والدعم النفسي للأطفال بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد.
ففي هذه المنطقة من البلاد السورية يعيش حوالي 4.4 مليون نسمة، وأغلبهم يعتمدون على المعونات والمساعدات الإنسانية والتي كان وصولها صعباً حتى قبل وقوع الزلزال، ويفتقد سكان هذه المنطقة الأمان والاستقرار، كما أن بعضهم يعانون من إصابات جسدية تمنعهم من العمل، واغلبهم تعرضوا لمشاكل نفسية تمنعهم من عيش حياتهم بشكل طبيعي.
وتحدث موظفو لجنة الإنقاذ الدولية بأن وقوع الزلزال زاد الوضع سوءاً وخلق أزمة داخل أزمة، وقد غاب الإعلام في الفترة الأخيرة عن وضع منطقة شمال غرب سوريا والتي تشهد معاناة إنسانية معقدة والتي لها عدة عوامل لابد من علاجها وهي:
أولاً التهجير:
لقد تم تهجير حوالي 7 ملايين سوري منذ عام 2011 بسبب الصراعات السياسية، وقد تم نزوح عشرات الآلاف إلى المنطقة بعد وقوع الزلزال وهم بحاجة إلى المسكن والحماية والرعاية الصحية.
ولقد كان سكان هذه المنطقة قبل وقوع الزلزال والذين يبلغ عددهم حوالي 22 مليون شخص أي ما يقارب ثلثي سكان سوريا، بحاجة ماسة إلى المعونات والمساعدات الإنسانية ولكن حدوث الزلزال جعل هذه الحاجة مضاعفة.
ثانياً: الظروف التي تهدد الحياة:
في هذا الطقس القاسي والبرد الشديد ينام بعض الناس في الخيام ويعتبرون افضل حالاً من الذين ينامون في الشوارع، حيث لم يتوفر لهم أي مكان آمن و دافئ للنوم.
فقد عانى سكان منطقة شمال غربي سوريا من قبل حدوث الزلزال
من العيش في بيوت سيئة لا يتوفر فيها المقومات الأساسية للحياة مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي.
وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية من الأضرار الصحية الخطيرة التي ممكن أن تصيب الناجين من الزلزال في حال عدم توفير لهم الاحتياجات الأساسية للعيش بشكل طبيعي.
أما وضع المشافي في شمال سوريا فهو سيئ، حيث أنها غير قادرة على استيعاب الضغط الكبير بالإضافة إلى قلة المستلزمات الطبية الضرورية، لذلك تطالب لجنة الإنقاذ الدولية المجتمع الدولي بإرسال الدعم والتمويل بشكل سريع لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية وتأمين السكن والغذاء والماء الصالح للشرب.
ثالثاً الوصول الإنساني:
تحتاج منطقة شمال غرب سوريا إلى المساعدة والاستجابة لحالة الطوارئ القصوى التي أصابت البلاد، و المشكلة الأكبر هي صعوبة وصول هذه المساعدات الإنسانية حيث لا يمكن ذلك إلا عبر الحدود السورية – التركية ومع تضرر الطرق والجسور زاد الأمر صعوبة.
و تعاني هذه المنطقة من صعوبة الوصول الإنساني وتلبية احتياجات الشعب من قبل حدوث الزلزال وزاد الأمر صعوبة الآن، ولكن لابد من العمل على الوصول الإنساني إلى هذه المنطقة بأي طريقة.
وتطالب لجنة الإنقاذ الدولية بأنه لابد من وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتحديد عدة نقاط عبور لزيادة كمية المساعدات والمعونات إلى شمال غرب سوريا.
تم فتح نقطتين عبور تسمحان للشاحنات التجارية بالعبور، مما يسمح لمساعدات الأمم المتحدة بالدخول إلى المنطقة عبر الحدود خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
كما نتمنى أن يسهل ذلك وصول المساعدات بسرعة وبشكل واسع للمتضررين في شمال غرب سوريا، حيث أن سوء الأوضاع المعيشية والصحية الذي خلفها الزلزال لن تزول بفترة اقل من ثلاثة أشهر، لذلك لابد من المطالبة بإيجاد طرق لإيصال المساعدات ولفترة طويلة بشكل مستمر.
نداء عالمي عاجل للعمل:
لتجنب حصول كارثة إنسانية جديدة ناتجة عن كارثة الزلزال، تعمل لجنة الإنقاذ الدولية على توسيع دائرة العمل لمساعدة كلا البلدين، بما في ذلك الناس الذين يعيشون ظروف سيئة من قبل حدوث الزلزال.
تطالب لجنة الإنقاذ الدولية المجتمع الدولي بإرسال الدعم والتمويل لحصول الناس على مقومات الحياة الأساسية ليتمكنوا من بناء حياتهم من جديد، لذلك يعتبر دخول المساعدات والمعونات إلى شمال غربي سوريا أمراً ضرورياً ومهماً حتى لا يتم نسيان والتخلي عن هذه الشعوب المتضررة.
لقد استجابة دول الخليج لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، فقد جمعت من التبرعات حوالي ٣٨٥ مليون دولار و تم إرسال المساعدات جواً إلى سوريا وتركيا، من الضروري أن تتزايد هذه المساعدات الإنسانية وتستمر حتى تعود الحياة لطبيعتها في هذه المناطق المدمرة، ولا يتوقف الدعم على التمويل وسهولة وصول المساعدات فقط، حيث يجب أن يكون هناك تضامن دولي مستمر مع المناطق المتضررة من الزلزال.