فوبيا الظلام

الخوف من الأماكن المظلمة يسمى بفوبيا الظلام أو رهاب الظلام، وهو خوف ليس له مبرر وغير طبيعي وغير عقلاني ومبالغ به من قبل الأشخاص المصابين به، وأحيانًا يكون الخوف من الليل بأسره ومن الصمت والظلام الذي يرافقه، وفي الواقع عادة ما تكون أسباب المخاوف معروفة فقط للمصاب نفسه فقط ، الذي يحاول دائمًا إخفائها.

 

هذه المخاوف ترتبط بالظلام على سبيل المثال: الوحوش والأشباح ومصاصي الدماء والحيوانات المفترسة واللصوص والمجرمين بدلاً من الخوف من الظلام نفسه حيث يعتبر المصاب أن الظلام يمكن أن يتخذ أشكالًا مخيفة، مما يزيد من القلق.

الخوف من الظلام أمر طبيعي في مرحلة الطفولة ولكنه يصبح أمرًا مرضيًا عندما يؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي. ومثال على ذلك: صعوبة في النوم، والحصول على درجات ضعيفة في المدرسة في اليوم التالي بسبب الإرهاق، وليست كل مخاوف الظلام غير طبيعية، فبعض المخاوف من الظلام في الطفولة هي استجابة طبيعية، على الرغم من أنها لا تحدث عادة قبل سن الثانية.

 

أعراض فوبيا الظلام

مما لا شك فيه ان ليس كل من يخاف الظلام يكون مصابًا بالفوبيا، فالخوف من الظلام شعور إنساني طبيعي، لكن هناك بعض الأعراض التي تشير إلى أن الخوف من الظلام أكبر من مجرد خوف عادي بل حالة نفسية أدت إلي حدوث فوبيا، ومن أعراض فوبيا الظلام ما يلي:

أعراض نفسية

تختلف أعراض الخوف من الظلام من شخص لآخر، ولكن يمكن أن تشمل بشكل عام ما يلي:

  • العصبية الشديدة والذعر التي تصيب الشخص أثناء التواجد في الأماكن المظلمة.
  • الخوف بشكل دائم من الظلام.
  • عدم القدرة على الخروج في الليل.
  • تجنب ممارسة الأنشطة التي تتطلب تستلزم التواجد في الليل.
  • عدم القدرة على التحكم في النفس بسبب شدة الخوف من الظلام.
  • الشعور بفقدان الوعي، وقد تطور الحالة إلي موت الشخص من الرعب.
  • محاولة التجنب والابتعاد عن الغرف المظلمة.

أعراض جسدية

تشمل العلامات الجسدية للخوف الشديد من الظلام ما يلي:

  • صعوبة في التنفس.
  • تسارع في دقات القلب.
  • ألم وضيق في الصدر.
  • رجفة شديدة.
  • دوار شديد.
  • اضطراب في المعدة.
  • التعرق الشديد.
  • الشعور بالبرودة أو السخونة.

  أسباب فوبيا الظلام

في حالة الشخص المصاب بالفوبيا، عند غياب الضوء يبدأ المخ بالتنبيه الجسم إلى ذلك، حيث أن الظلام يكون نوع من الاستجابة في الدماغ والتي بدورها تقوم بإفراز مواد كيميائية والتي تزيد من إحساس الشخص بالتوتر والقلق.

يربط الشخص المصاب الظلام بالخوف من التعرض للأذى والعنف، فعندما لا يمكنه أن يرى في الظلام يبدأ بنسج تخيل التهديدات التي ستحدث له والخوف منها.

 

عوامل خطر فوبيا الظلام

يبدأ الرهاب من الظلام عادة عندما يكون الطفل بين 3-6 سنوات، والخوف من الظلام أمر طبيعي عند الأطفال، ولكن في بعض الحالات هناك عوامل تزيد من خطر تحول الخوف البسيط من الظلام إلى رهاب كبير منه، وهذه العوامل هي:

  • إذا كان أحد الوالدين يعاني من رهاب لأمر ما، فقد يزيد ذلك من خطر إصابة أطفالهم بأي فوبيا بشكل عام، وبفوبيا الظلام بشكل خاص، حيث أن التوتر والخوف عند الآباء يزيد بشكل كبير الخوف عند صغارهم.
  • الخوف والاهتمام الزائد للطفل، قد يجعل منه طفل خائف وجبان، وقد يعاني من بعض الأمراض النفسية كالتوتر الزائد والخوف الغير مبرر من أتفه الأشياء، لذلك من المهم جعل الطفل يعتمد على نفسه من سن صغير حتى يعتاد الأشياء.
  • أحيانًا قد تكون هذه الفوبيا توارثت للشخص المصاب عبر الجينات الوراثية للعائلة.
  • قد يكون قد تعرض الطفل لأحداث حياتية مرهقة أو يكون قد تعرض لحادثة صعبة، على سبيل المثال حوادث السير، أو تعرض لأي نوع من الأحداث المخيفة والتي ولدت لديه فوبيا الظلام.

 

علاج فوبيا الظلام

يعتمد العلاج على التأثير النفسي للشخص المصاب بفوبيا الظلام، وبما أن الرهاب غالبًا ما يبدأ في سن مبكر، فهناك بعض التقنيات التي يمكن اتباعها لتقليل الخوف من الظلام، ومنها ما يلي:

  • العلاج بالتعرض عن طريق تعرض الشخص للظلام بشكل تدريجي حتى شيئًا فشيئًا، وليس بشكل سريع ومفاجئ.
  • مساعدة المصاب على جعله مسترخيًا، ويتنفس بشكل أفضل.
  • الاستعانة بالأدوية، مثل الأدوية المضادة للتوتر والاكتئاب.
  • العلاج السلوكي المعرفي والذي يعتمد على التحدث مع المريض من قبل الأطباء وأفراد العائلة.

 

وفي نهاية المقال نكون قد تعرفنا على فوبيا الظلام والتي يشعر فيها المصاب بخوف شديد أثناء التواجد في أماكن مظلمة، وأعراضه، وأسبابه والتي قد تكون بدأت من سن مبكر، ولم ننسى ذكر طرق علاجه سواء طرق نفسية أو عن طريق الاستعانة بالأدوية.