في فترة النفاس تكون الأم عرضة بشكل كبير "لكآبة بعد الولادة" وقد يؤثر ذلك على صحتها الجسدية والنفسية بل يؤثر على علاقتها الإجتماعية كذلك، والأهم أنه قد يؤثر على رضيعها.
حيث تشعر الأم بقلة النشاط والخمول وضيق وقلة حماسة للحياة ومتطلباتها بشكل عام.
في السطور القادمة أقدم لك عزيزتي الأم بعض النصائح الهامة التي تساعدك على تجاوز تلك المرحلة إن شاء الله بهدوء وراحة وقبل أن يتطور الأمر إلي مرحلة "إكتئاب ما بعد الولادة" والتي قد تحتاجي فيها لطبيب نفسي.
أولاً دعيني أُهنئك على مولودك الجديد الذي هو هدية من الرحمن ومع الوقت إن شاء الله ستجدي حياتك تسير بشكل أفضل، وقتها سشعري بروعة تلك الهدية وتستمتعي بضحكاته التي ستضيء حياتك وأحضانه الدافئة التي ستعيد الحيوية إلي قلبك مرة أخرى.
خطوات هامه تحتاجها كل أم حديثة الولادة ١) عدم توقع الكثير من نفسك ولومها بشكل مستمر:
لا تلومي نفسك لمجرد شعورك بأن مجهودك أقل من الطبيعي التي كنت تتمتعين به قبل الحمل والولادة. لكل مرحلة شأن وكذلك طاقتك فلا ترهقي نفسك بتوقع الكثير.
٢) الراحة والنوم وقتما أستطعت ذلك:
من المتوقع صعوبة النوم التي تكاد أن تكون نادرة بالنسبة لك... أتفهم ذلك، ولكن أعطي لنفسك فرصة للراحة والنوم وقتما سمحت لك الظروف بذلك، وأبرز تلك الفرص هو وقت نوم صغيرك.
٣) لا تترددي في طلب مساعدة الأهل ولا تخجلي من ذلك:
كثير من الأمهات تكون في حاله نفسية غير متزنة ويرجع ذلك نتيجة إضطرابات الهرمونات وسقوطها بشكل حاد ومفاجئ بعد الولادة، فتجدين نفسك عاطفية جداً بعض الأحيان، أو تميلين للعزلة، أو تفضلي البكاء، ولكن الأكيد هو إحساسك المبالغ فيه بالخجل والذي يمنعك عن طلب المساعدة. لا تخجلي واقدمي على طلب مساعدة أقرب الأشخاص إليك فهذا وقته.
٤) أهتمي قدر الإمكان بمظهرك الخارجي:
وليس هذا إجباراً؛ بل اهتمامك بمظهرك يساعدك جداً في تحسين النفسية لديك، إرتدي ملابس تُفضليها أو قُومي بتصفيف شعرك بطريقة مريحة وجميلة، أو إتركي والدتك أو أختك أو خالتك لفعل تلك المهمة. ضعي القليل من مساحيق التجميل وابتسمي لنفسك في المرآة بعدها... أنت جميلة وتستحقين ذلك.
٥) حاولي الخروج من المنزل أو مقابلة صديقة مقربة:
من المؤكد التأثير الإيجابي للبيئة الطبيعية من حولنا. إن فكرت بالخروج للتنزه مع صغيرك بصحبة زوجك أو أحد المقربين بالطبع سيكون ذلك ممتاز، أو أن تقابلي صديقة مقربة منك فالأصدقاء لهم تأثير قوي في تغيير الحالة النفسية السيئة.
٦) إتبعي نظام غذائي سليم وقليل النشويات
من الخطوات الهامة لك هو إتباعك لنظام غذائي صحي يمدك بالطاقة اللازمة ليومك، كذلك احرصي على تناول الفاكهة فهي غنية بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسدك دون إرهاقه. وأنصحك بتقليل النشويات البسيطة التي تزيد من حدة مزاجيتك.
٧) لا تُرهقي نفسك بالكثير من الأعمال المنزلية:
يجب أن تُراعي جيداً وضعك الجديد و تتفهمية أولا حتى تستطيعي مواجهة الحياة والناس بأولوياتك الجديدة دون خجل. الحياة قبل الصغير ليست كما بعد وجوده. يجب أن تضعي في قمة أولوياتك رعاية صغيرك والإهتمام به، وإعطائه الكثير من الوقت لأن ذلك يعطيه مناعة جيدة ويحسن صحته. بالطبع لا تنسي زوجك وبيتك ولكن أنصحك بالتوازن. والتنازل عن المهام الغير ضرورية في المنزل حتى لا ترهقي قواكي ونفسيتك بلا داعي.
٨) تواجدي في محيط ملائم لك ليكون داعم قوي
حاولي التواجد في محيط يلائم الحدث الجديد في حياتك، كمنتديات أمهات حديثة الولادة أو جروبات السوشيال ميديا من نفس الفئة. ستجدي معهم الدعم المناسب، كما إنه مكان جيد جداً للحصول عن نصائح لكيفية رعاية الصغير. وستزداد ثقتك في نفسك مع شعورك أن ما تمري به مرحلة عابرة في حياتك وهناك الكثير غيرك في نفس ظروفك وسعداء أو مرهقين مثلك .
عزيزتي الأم الجميلة. أنت تقدمين دوراً هاماً في المجتمع ومع أسرتك بالطبع. أنت عماد المنزل وسكينته، ولهذا سيكون من الصعب إستكمال دورك إذا كُنتِ خائرة القوى؛ ولذلك تذكري دائماً أن كل مُراً سَيَمُر وتبقي تلك الذكريات.. فجعليها جميلة كما تفعلين دائماً.