أكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد بالمملكة العربية السعودية، حسين بن محمد القحطاني، أن موسم حج هذا العام 1445 هـ / 2024 م، يُعد الأخير الذي يتزامن مع فصل الصيف، مشيرًا إلى أن الحج لن يعود إلى فصل الصيف إلا بعد مرور نحو 25 عامًا.
وأوضح القحطاني أن المواسم الثمانية المقبلة ستقع في فصل الربيع المعتدل، تليها ثمانية مواسم أخرى في فصل الشتاء البارد، ثم يبدأ الحج في الاتجاه نحو فصل الخريف. هذا التحول الكبير في توقيت الحج بالنسبة للفصول يعطي الحجاج فرصة لأداء مناسكهم في أجواء أكثر راحة واعتدالاً.
وأرجع القحطاني هذا التغير إلى الدورة الزمنية للتقويم القمري، الذي يختلف عن التقويم الشمسي، مما يؤدي إلى تحرك مواعيد المناسبات الدينية على مدار الفصول وأشار إلى أن هذه الدورة تعزز بشكل كبير من فرص أداء مناسك الحج في أجواء أكثر اعتدالًا وراحة خلال السنوات القادمة، مما سيساهم في تخفيف العبء على الحجاج، وخاصة كبار السن والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل حرارة الصيف الشديدة.
هذا التحول يمثل بشرى سارة لملايين المسلمين حول العالم الذين يخططون لأداء فريضة الحج في المستقبل.
شهد موسم الحج الحالي ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة سجلت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يوم الأحد الموافق ثاني أيام التشريق، درجات حرارة مرتفعة بلغت ذروتها في مشعر عرفات عند 46 درجة مئوية.
كما سجلت كل من منى ومزدلفة ومكة المكرمة 45 درجة مئوية، بينما بلغت في المدينة المنورة 44 درجة مئوية، وفقًا لبيانات المركز الوطني للأرصاد. وقد أثرت هذه الموجة الحارة بشكل كبير على الحجاج، مما استدعى اتخاذ إجراءات احترازية مكثفة لحماية سلامتهم.
ولم تقتصر موجة الحر على المشاعر المقدسة، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى في المملكة العربية السعودية شهدت مدن مثل الأحساء والدمام والعلا وبريدة ووادي الدواسر ورفحاء وشرورة ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث بلغت نحو 43 درجة مئوية.
في حين سجلت الرياض 42 درجة مئوية، وبلغت في بيشة والدوادمي 41 درجة مئوية. ويتابع المركز الوطني للأرصاد رصد الأوضاع الجوية بشكل دقيق، ويقوم بإصدار التنبيهات اللازمة للجهات المختصة والحجاج، من أجل اتخاذ الاحتياطات الضرورية خلال فترات الذروة، وذلك حفاظًا على سلامتهم أثناء أداء المناسك.
"المركز الوطني للأرصاد يواصل جهوده لضمان سلامة الحجاج من خلال توفير معلومات دقيقة وموثوقة عن الأحوال الجوية."
ووسط جموع الحجاج المتدفقة في مشعر منى، وتحت شمس تلامس حرارتها 45 درجة مئوية، قام الكشافة بدور بطولي في تخفيف وطأة الحرارة على الحجاج اختار الكشافة أن يحملوا الماء، لتلطيف الأجواء، ورش الرذاذ البارد على وجوه ورؤوس الحجاج الذين أرهقتهم حرارة الصيف. كانت كل رشة ماء كأنها دعوة بالرحمة، وكل ابتسامة منهم بلسماً يُخفف عن الحجاج مشقة الطريق ولهيب الشمس.
هذه المبادرات الإنسانية تعكس روح التكافل والتآخي التي تميز موسم الحج وتؤكد على أهمية التعاون بين مختلف الجهات لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن.