في ليلة الأحد الموافق 24 أغسطس 2025، يجدد المسلمون حول العالم حرصهم على أداء أذكار المساء، تلك العبادة الجليلة التي حث عليها الشرع الشريف لما فيها من فضل عظيم وبركة وخير. تعتبر أذكار المساء حصنًا للمسلم من الشرور والآفات، وتذكرة دائمة بعظمة الله وقدرته، وتجديدًا للعهد معه سبحانه وتعالى. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة نصوص عديدة تحث على الإكثار من ذكر الله في كل الأوقات، وخاصة في طرفي النهار.

حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر على الوجه الذي يعم كل الأوقات وأنواع الذكر؛ فقال سبحانه: ﴿ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا﴾ [الأحزاب: 41]. ومن الوظائف الشرعية المطلوبة: أذكار طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقب الأمر بذكره على جهة العموم: ﴿وسبحوه بكرة وأصيلا﴾ [الأحزاب: 42]. وتتنوع أذكار المساء لتشمل آيات قرآنية وأدعية نبوية، كلها تهدف إلى تقوية الصلة بالله وتعزيز الإيمان في القلب.

تشمل أذكار المساء قراءة آية الكرسي، وهي آية عظيمة القدر تحوي أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتطرد الشياطين وتحفظ المسلم من الشرور. كما تشمل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، وهما بمثابة كنز من كنوز الجنة، وتحميان المسلم من كل سوء. وتتضمن أيضًا قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين (الفلق والناس) ثلاث مرات لكل سورة، لما فيها من تعوذ بالله من كل شر ومكروه.

إضافة إلى ذلك، تتضمن أذكار المساء أدعية نبوية متنوعة، مثل قول: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله"، و"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك"، و"رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا" (ثلاث مرات). هذه الأدعية تعبر عن التوحيد الخالص لله، والاعتراف بنعمته وفضله، والتسليم لقضائه وقدره. كما تتضمن أذكار المساء قول: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات)، و"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" (ثلاث مرات)، وهما حصنان قويان للمسلم من كل مكروه.

تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية المداومة على أذكار المساء لما لها من فوائد جمة، فهي تطرد الهم والغم، وتجلب السعادة والراحة النفسية، وتقوي الإيمان، وتحفظ المسلم من الشرور والآفات. فلنحرص جميعًا على أداء أذكار المساء بانتظام، لننال فضلها العظيم وبركتها، ونكون في حفظ الله ورعايته.