أسدلت وزارة الداخلية الستار على لغز وفاة أسرة كاملة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، والتي هزت الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية. بعد تحقيقات مكثفة ومعمقة، كشفت الوزارة في بيان رسمي لها أن زوجة الأب هي الجانية، وأنها تعمدت تسميم أفراد الأسرة باستخدام مادة سامة وضعتها في وجبة العشاء. وأوضحت الداخلية أن الدافع وراء الجريمة هو خلافات أسرية متراكمة ورغبة الجانية في التخلص من زوجها وأبنائه من زوجته الأولى للاستيلاء على ممتلكاتهم.
بدأت خيوط الجريمة تتكشف عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بوفاة الزوج وأبنائه الثلاثة في ظروف غامضة، حيث ظهرت عليهم أعراض تسمم حاد. في البداية، لم يكن هناك ما يشير إلى وجود شبهة جنائية، ولكن إصرار الأقارب على ضرورة إجراء تحقيق شامل، بالإضافة إلى بعض الأدلة التي عثر عليها فريق البحث الجنائي، دفع الشرطة إلى توسيع دائرة التحقيق وإخضاع جميع أفراد الأسرة المقيمين في المنزل للاستجواب، بمن فيهم الزوجة.
خلال التحقيقات، بدت الزوجة في البداية متعاونة، إلا أن تضارب أقوالها وتناقضها مع الأدلة الأخرى أثار شكوك المحققين. وبمواجهتها بالأدلة القاطعة، انهارت الزوجة واعترفت بارتكاب الجريمة البشعة، مبررة فعلتها بالمعاملة السيئة التي كانت تتلقاها من زوجها وأبنائه، بالإضافة إلى طمعها في ميراثهم. أكدت الداخلية أن المتهمة قامت بشراء المادة السامة من أحد المحال التجارية بمدينة ديرمواس، وقامت بإضافتها إلى الطعام دون علم الضحايا.
"هذه جريمة بشعة تهز الضمير الإنساني، وتؤكد على أهمية التماسك الأسري والتواصل الفعال بين أفراد الأسرة الواحدة. لن نتوانى في محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل." - صرح بذلك مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية.
تواصل النيابة العامة حاليًا استكمال التحقيقات في القضية، والاستماع إلى شهود العيان، وإجراء المعاينة التصويرية لمسرح الجريمة. كما أمرت النيابة بحبس المتهمة احتياطيًا على ذمة التحقيقات، تمهيدًا لإحالتها إلى المحاكمة الجنائية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وتعهدت وزارة الداخلية بمتابعة القضية عن كثب وتقديم كافة الدعم اللازم للنيابة العامة لضمان تحقيق العدالة الناجزة.