في الجمعة الموافق 25 يوليو 2025، تتجدد أهمية أذكار الصباح كعبادة يومية عظيمة الأثر في حياة المسلم. ففي خضم مشاغل الحياة اليومية، تظل هذه الأذكار بمثابة وقود روحي يمد الإنسان بالطاقة الإيجابية، ويحصنه من الشرور، ويهديه إلى طريق الخير. حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر على الوجه الذي يعم كل الأوقات وأنواع الذكر، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
تعتبر أذكار الصباح من الوظائف الشرعية المطلوبة، وخصوصًا في طرفي النهار، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42]. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات تردد، بل هي تضرع وتوجه إلى الله، واعتراف بالنعمة، وطلب للهداية والتوفيق. إن المداومة على أذكار الصباح تعكس حرص المسلم على بداية يومه بصلة قوية مع خالقه، مما ينعكس إيجابًا على جميع جوانب حياته.
تتنوع أذكار الصباح وتتضمن آيات من القرآن الكريم، وأدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. من أشهر هذه الأذكار: آية الكرسي، وسور الإخلاص والمعوذتين، بالإضافة إلى أدعية مثل: "أصبحنا وأصبح الملك لله"، و "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا". كل ذكر من هذه الأذكار يحمل معاني عظيمة، وفضائل جمة، وبركات لا تحصى. فآية الكرسي تحصن المسلم من الشيطان، وسور الإخلاص والمعوذتين تطرد الشرور، والأدعية تفتح أبواب الرزق والتوفيق.
إن المواظبة على أذكار الصباح ليست بالأمر الصعب، بل هي عادة يمكن اكتسابها بالتدريج والممارسة. يمكن للمسلم أن يبدأ بقراءة عدد قليل من الأذكار، ثم يزيد عليها تدريجيًا حتى يصبح قادرًا على قراءة جميع الأذكار المأثورة. الأهم هو استشعار معاني الأذكار، والتدبر في كلماتها، والتضرع إلى الله بقلب خاشع. فذلك هو الذي يحيي القلب، ويشرح الصدر، ويفتح أبواب الرزق.
وفي الختام، ندعو جميع المسلمين إلى الحرص على أذكار الصباح كعبادة يومية لا غنى عنها. ففيها الخير الكثير، والفضل العظيم، والبركة التي تعم الحياة كلها. فلنجعل من أذكار الصباح بداية مباركة لكل يوم، ونستقبل يومنا بقلوب مطمئنة، ونفوس راضية، وأمل متجدد في رحمة الله وفضله. فلنتذكر دائمًا أن ذكر الله هو الأنس الحقيقي، والسعادة الدائمة، والنجاة في الدنيا والآخرة.
نورد فيما يلي بعضًا من أذكار الصباح المأثورة:
"أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر"
"اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"
"حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات)