تُعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الأطفال بشكل شائع وتسبب مضاعفات صحية إذا لم يتم التعامل معها بسرعة، وتنتقل الحصبة عن طريق الهواء أو الرذاذ الخارج من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، وتظهر أعراضها في شكل حُمّى وطفح جلدي وسعال جاف مع التهاب في الحلق والعينين، ويُعد التطعيم ضد الحصبة الوسيلة الأهم للوقاية من الإصابة، إذ ساهم بشكل كبير في تقليل عدد الحالات والوفيات على مستوى العالم، مما يؤكد أهمية التوعية بهذا المرض للحد من انتشاره.

تعريف الحصبة وأسباب انتشارها

الحصبة مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي وينتشر بسهولة بين الأطفال غير المطعمين، ويزداد خطر الإصابة في الأماكن المزدحمة أو التي لا تتوفر فيها حملات تطعيم فعالة، ويعد الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضًا للعدوى، خاصة في السنوات الخمس الأولى من عمرهم.

أهم أسباب تفشي الحصبة بين الأطفال

رغم وجود لقاح فعال ضد الحصبة، إلا أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى انتشار المرض، مثل:

  • ضعف برامج التطعيم في بعض المناطق

  • الامتناع عن التطعيم بسبب معتقدات خاطئة

  • تدهور الوضع الصحي في مناطق النزاع

  • سوء التغذية الذي يضعف الجهاز المناعي

  • الاحتكاك المباشر مع حالات مصابة في المدارس

أعراض الحصبة التي يجب الانتباه لها

تبدأ أعراض الحصبة بعد فترة حضانة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا من الإصابة، وتظهر تدريجيًا على شكل:

  • ارتفاع في درجة الحرارة بشكل مستمر

  • سعال جاف مزعج يزداد ليلاً

  • سيلان الأنف واحمرار العينين

  • بقع بيضاء داخل الفم قبل ظهور الطفح

  • طفح جلدي يبدأ من الوجه وينتشر للجسم

  • فقدان الشهية والشعور بالإرهاق العام

طرق تشخيص الحصبة عند الأطفال

يعتمد الطبيب في تشخيص الحصبة على الأعراض الظاهرة، إلى جانب بعض الفحوصات، منها:

  • الفحص السريري للطفح والبقع الفموية

  • تحليل الدم للتأكد من وجود أجسام مضادة للفيروس

  • مراجعة التاريخ التطعيمي للطفل

  • استبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المتشابهة

أبرز مضاعفات الحصبة إذا لم تُعالج

قد تؤدي الحصبة إلى مضاعفات صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال الصغار أو من يعانون من ضعف المناعة، ومنها:

  • التهاب الأذن الوسطى

  • التهاب الرئة الحاد

  • التهابات الدماغ والأنسجة العصبية

  • الجفاف وفقدان السوائل

  • نقص فيتامين A الذي يسبب ضعف النظر

طرق الوقاية من الحصبة بشكل فعال

الوقاية من الحصبة تبدأ منذ الطفولة، وهناك خطوات أساسية للحد من انتقال المرض، تشمل:

  • إعطاء الطفل اللقاح الثلاثي (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية)

  • الالتزام بمواعيد الجرعات المحددة للتطعيم

  • تجنب الاتصال المباشر مع المصابين

  • الاهتمام بالتغذية الصحية لتقوية المناعة

  • عزل الحالات المصابة لتقليل انتشار العدوى

الحصبة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بسهولة إذا تم الالتزام بالتطعيمات الأساسية والتوعية المجتمعية، فهي لا تؤثر فقط على الطفل المصاب بل تشكل خطرًا على من حوله، لذا فإن مسؤولية حماية الأطفال من الحصبة تقع على عاتق الأسرة والمجتمع، وتكمن الوقاية الحقيقية في رفع مستوى الوعي وتطبيق إجراءات الحماية المبكرة لضمان طفولة صحية وسليمة.