لطالما كانت كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية في العالم، ولا شك أن أبطالها يشكلون أيقونات ملهمة للملايين. فمن صورهم المعلقة في غرف النوم إلى متابعة أدق تفاصيل حياتهم، يمثل لاعبو كرة القدم جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثيرين. هذا الشغف الجماهيري لم يغب عن أعين القنوات التلفزيونية التي تسعى جاهدة لاستقطاب هؤلاء النجوم، مدركةً لقدرتهم على جذب المشاهدين وتحقيق نسب مشاهدة عالية. وقد أثمرت هذه الجهود عن ظاهرة متنامية، حيث يتجه العديد من اللاعبين إلى العمل الإعلامي بعد اعتزالهم اللعب، مستغلين شعبيتهم وخبراتهم الكروية.
هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى سنوات مضت، وشهدت بروز أسماء لامعة في عالم التحليل الرياضي وتقديم البرامج. فمن اللاعبين الذين سارعوا إلى خوض غمار الإعلام، نجد أمثال أحمد شوبير، الذي يعتبر من الرواد في هذا المجال، حيث استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً وأن يصبح أحد أبرز الإعلاميين الرياضيين في مصر. وإلى جانبه، برزت أسماء أخرى مثل حازم إمام و ميدو و خالد الغندور، الذين استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم كمحللين رياضيين بارزين، بفضل خبرتهم الكروية وقدرتهم على التحليل والتعبير.
ومؤخراً، انضم إلى قافلة الإعلاميين الرياضيين العديد من النجوم الجدد، منهم عماد متعب، الذي اختار العمل كمحلل كروي بعد اعتزاله، و محمد بركات، الذي استطاع أن يجد لنفسه مكاناً مميزاً في الإعلام بعد تقديمه لبرنامجه الرمضاني الشهير. كما نجد أيضاً إسلام الشاطر، الذي يقدم العديد من البرامج الكروية مستعيناً بخبرته الطويلة في الملاعب. وهذا التوجه المتزايد من قبل اللاعبين نحو العمل الإعلامي يعكس رغبتهم في البقاء على صلة بعالم كرة القدم، وفي استثمار شعبيتهم وشهرتهم في مجال جديد.
آخر المنضمين إلى هذه القائمة هو محمود عبد الرازق شيكابالا، كابتن نادي الزمالك، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، توجها مؤخراً بالفوز بلقب كأس مصر. وكشف شيكابالا عن نيته العمل في التحليل الكروي في الفضائيات، مستفيداً من خبرته الطويلة في الملاعب وشعبيته الجارفة. ويعد شيكابالا إضافة قوية إلى قائمة المحللين الرياضيين، لما يتمتع به من رؤية فنية ثاقبة وشخصية محبوبة لدى الجماهير.
لا شك أن وجود هؤلاء النجوم في الإعلام الرياضي يضفي عليه رونقاً خاصاً، ويساهم في جذب المزيد من المشاهدين. فالجماهير تتوق إلى الاستماع إلى آرائهم وتحليلاتهم، وإلى معرفة وجهات نظرهم حول القضايا الكروية المختلفة. ومع استمرار هذا التوجه، من المتوقع أن نشهد المزيد من اللاعبين يتجهون إلى العمل الإعلامي بعد اعتزالهم، مما سيثري الساحة الإعلامية الرياضية ويساهم في تطويرها.