في واقعة فريدة من نوعها، أثار نمر من سلالة آمور الروسية دهشة العاملين في محمية "أرض النمور" بإقليم بريمورسكي في روسيا، وذلك بعد اكتشاف سرقته لكاميرا مراقبة مخفية.
الحادثة، التي وقعت خلال فصل الشتاء، كشفت عنها عملية فحص روتينية للكاميرات، حيث تبين فقدان إحداها، ولم يعثر الموظفون سوى على حزام تثبيتها. بعد مراجعة التسجيلات من الكاميرات الأخرى، اتضح أن النمر هو من قام بسرقة الكاميرا، حاملاً إياها بأسنانه.
تفاصيل السرقة النمرية
بدأت تتكشف عندما لاحظ الموظفون اختفاء الكاميرا في البداية، اعتقدوا أنها تعرضت لعطل فني أو سقطت بسبب الأحوال الجوية. لكن بعد التدقيق في تسجيلات الكاميرات المجاورة، ظهر النمر وهو يقترب من الكاميرا المسروقة، ثم يقوم بفكها من مكانها وأخذها معه.
"بعد مراجعة اللقطات من الكاميرا المقابلة، تمكن الموظفون من التأكد أن الكاميرا وقعت في مخالب نمر آمور.. يظهر في الفيديو الليلي نمر آمور وهو يحمل الكاميرا بأسنانه بينما تواصل الأخيرة تصوير المشهد"،
أوضح بيان صادر عن إدارة المحمية
وأضاف فيكتور ستوروجوك، موظف قسم الأبحاث في المحمية، أنهم قاموا بعمليات بحث مكثفة عن الكاميرا المفقودة، ولكن دون جدوى.
وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الحوادث، حيث سبق وأن قامت حيوانات برية أخرى بسرقة كاميرات مراقبة في المحمية.
إجمالي عدد الكاميرات المسروقة حتى الآن يبلغ ست كاميرات
يعتقد الباحثون أن الحيوانات قد تكون فضولية تجاه هذه الأجهزة الغريبة، أو أنها تحاول إبعادها عن مناطقها.
تعتبر محمية "أرض النمور" موطناً للعديد من الحيوانات البرية، بما في ذلك نمور آمور المهددة بالانقراض تستخدم الكاميرات المخفية في المحمية لمراقبة سلوك الحيوانات وتتبع أعدادها، وذلك بهدف حماية هذه الأنواع والحفاظ عليها.
وتعتبر الحادثة بمثابة تذكير بأهمية تطوير تقنيات المراقبة لتكون أكثر مقاومة لعبث الحيوانات، أو إيجاد طرق لتثبيتها بشكل أكثر أماناً.
تدرس إدارة المحمية حالياً استخدام كاميرات أكثر تطوراً ومقاومة للتلف
على الرغم من الخسارة المادية للكاميرا، إلا أن الحادثة أثارت موجة من التعليقات المرحة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض دليلاً على ذكاء النمور وفضولها.
يبقى السؤال: هل سيتمكن العاملون في المحمية من استعادة الكاميرا المسروقة؟ وهل ستتوقف الحيوانات البرية عن سرقة كاميرات المراقبة في المستقبل؟
الإجابة على هذه الأسئلة لا تزال مجهولة حتى الآن
لكن المؤكد أن هذه الحادثة ستظل محفورة في ذاكرة المحمية كواحدة من أغرب وأطرف الحوادث التي شهدتها.