بعد غياب دام أكثر من قرن ونصف، عادت إلى الظهور لوحة زيتية نادرة للفنان الإنجليزي الشهير جون مالورد ويليام تيرنر، والتي تعتبر من أقدم أعماله الفنية. تحمل اللوحة عنوان "العاصفة الصاعدة، هوت ويلز، من صخرة سانت فنسنت، بريستول"، ومن المقرر عرضها في دار سوثبيز للمزادات في لندن قبل طرحها للبيع في مزاد علني مرتقب.
تجسد اللوحة مشهدًا عاصفًا ودراميًا لمنطقة هوت ويلز في مدينة بريستول بالمملكة المتحدة، كما تبدو من الضفة الشرقية لنهر أفون، حيث يقع جسر كليفتون المعلق الشهير اللافت أن تيرنر رسم هذه اللوحة وهو في سن السابعة عشرة فقط، مما يجعلها أقدم لوحة زيتية معروفة له يتم عرضها على الإطلاق.
يعود تاريخ عرضها الأول إلى عام 1793 في معرض الأكاديمية الملكية
اختفت اللوحة عن الأنظار بعد ظهورها العلني الأخير عام 1858 في معرض أقيم في تسمانيا، وظلت حبيسة المجموعات الخاصة لأكثر من 150 عامًا تم إعادة اكتشافها في العام الماضي، وخلال عملية الترميم، تم الكشف عن توقيع تيرنر الأصلي، مما أكد أصالتها وأهميتها التاريخية والفنية.
وفقًا لبيان صحفي صادر عن دار سوثبيز، فإن "ظهور هذه اللوحة من جديد يتيح للمشاهدين والباحثين فرصة فريدة لتقدير الطموح المذهل الذي كان يتمتع به هذا الفنان العظيم في هذه المرحلة المبكرة من مسيرته الفنية إنها تُظهر بالفعل مستوى من الثقة والكفاءة في الرسم الزيتي يفوق بكثير ما كان معروفًا سابقًا عنه".
سيتم عرض اللوحة للجمهور في دار سوذبيز للمزادات في لندن في الفترة من 28 يونيو إلى 1 يوليو 2025، قبل طرحها في مزاد علني. تقدر قيمة اللوحة بما يتراوح بين 200,000 و 300,000 جنيه إسترليني (ما يعادل حوالي 237,544 إلى 356,316 يورو).
يمثل هذا الحدث فرصة استثنائية للمهتمين بالفن والمقتنيات النادرة لاقتناء قطعة فريدة من تاريخ الفن البريطاني
أهمية الاكتشاف
إن إعادة اكتشاف هذه اللوحة الزيتية لتيرنر لا يمثل فقط حدثًا هامًا في عالم الفن، بل يضيف أيضًا بعدًا جديدًا لفهم تطور أسلوب هذا الفنان العظيم في بداياته. كما أنه يلقي الضوء على فترة مهمة في تاريخ بريستول والمملكة المتحدة، حيث تصور اللوحة مشهدًا حيًا من الحياة اليومية في تلك الحقبة.
توقعات المزاد
من المتوقع أن يشهد المزاد العلني للوحة منافسة شرسة بين المقتنين والمؤسسات الفنية من جميع أنحاء العالم. نظرًا لقيمتها التاريخية والفنية النادرة، فمن المرجح أن تتجاوز قيمة البيع التقديرات الأولية، مما يجعلها واحدة من أهم الأحداث في سوق الفن خلال العام الحالي.