يترقب هواة الفلك في الوطن العربي مساء اليوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025، مشهداً فلكياً بديعاً يتمثل في رصد هلال شهر محرم لعام 1447هـ. سيظهر الهلال منخفضاً فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، مما يمثل فرصة مثالية للتصوير الفلكي والتأمل بالعين المجردة. يتوقع أن يكون هذا المشهد الفلكي مميزاً نظراً لوضوح الهلال وابتعاده عن وهج الشمس، مما يتيح رؤية واضحة وممتعة.

ووفقاً للجمعية الفلكية بجدة، سيكون القمر قد ابتعد عن وهج ضوء شمس الغروب مقارنة بالليلة الماضية، وأصبح أعلى في السماء. وأشارت الجمعية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أنه سواء استخدم الراصد المنظار أو العين المجردة، فسيتمكن من ملاحظة أن الجانب غير المضاء من سطح القمر يتوهج بضوء خافت، وهو ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على القمر في ظاهرة تُعرف باسم: "القمر الجديد يحتضن القمر القديم". هذه الظاهرة تعكس جمالية فريدة في سماء الليل، وتُعد فرصة للتأمل في الكون وعجائبه.

ومع استمرار حركة القمر شرقًا في مداره حول الأرض، سيتغير موقعه يومياً في السماء بالنسبة إلى النجوم والكواكب. هذه الحركة تجعل منه دليلاً ممتازاً لتحديد مواقع الأجرام السماوية، وخاصة الكواكب اللامعة والنجوم البارزة خلال الأسابيع القليلة القادمة. يُعتبر رصد حركة القمر فرصة تعليمية وتثقيفية للتعرف على علم الفلك وحركة الأجرام السماوية.

 

وأوضحت الجمعية أن الليالي الأولى من الشهر القمري، حين يكون الهلال ضعيف الإضاءة، تعد فرصة لهواة التصوير الفلكي، خصوصاً لمن يسعون لرصد الأجسام الخافتة مثل: المجرات البعيدة والعناقيد النجمية (المفتوحة والكروية) والسدم الكونية. فغياب وهج القمر الساطع يوفر سماء حالكة الظلمة تعزز من وضوح هذه الأهداف العميقة. تعتبر هذه الفترة مثالية لالتقاط صور فلكية مميزة للأجرام السماوية الخافتة.

 

وأشارت الجمعية إلى أنه في هذه الليلة، ينصح بأن تتحول لحظة رصد الهلال إلى مناسبة أسرية يشارك فيها الأطفال والناشئة لتأمل هذا الجرم الجميل الذي يمثل بداية عام هجري جديد.

"إنها لحظة بسيطة لكنها تعيدنا إلى ارتباطنا الفطري بالسماء حين كان الناس قديماً يضبطون م
واقيتهم وحياتهم اليومية بالاعتماد على حركة القمر ومراحله الشهرية."

ويقدم هلال محرم هذه الليلة لحظة تأمل علمي وروحي لاستقبال العام الجديد بنظرة نحو السماء، فلنجعلها مناسبة للاكتشاف والتفكر والاحتفاء ببداية جديدة. هذا الحدث الفلكي فرصة لتعزيز الوعي الفلكي لدى الأجيال الشابة.