خيم الحزن على مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد ورود نبأ مقتل إيمان محمد حسن (34 عامًا) في ألمانيا، حيث كانت تقيم مع زوجها وأطفالها الثلاثة.

 

اكتُشفت جثة إيمان في إحدى الغابات جنوب ميونخ، بعد سبعة أشهر من اختفائها الغامض، لتكشف التحقيقات عن جريمة قتل مروعة، اتهم فيها زوجها وشقيقه.

 

القضية أثارت غضبًا واسعًا في مصر وألمانيا، وأعادت إلى الأذهان قضايا العنف الأسري التي تتعرض لها بعض السيدات في الخارج.

 

بداية المأساة في بلبيس: إيمان، ابنة محافظة الشرقية، نشأت في أسرة تحترم التعليم والأخلاق، وتخرجت من كلية الآداب جامعة الزقازيق بتقدير جيد جدًا.

 

تزوجت قبل تسع سنوات من عبد الرحيم عسكر، وهو رجل من محافظة سوهاج يقيم في ألمانيا ويحمل الجنسية الألمانية.

 

سافرت إيمان إلى ألمانيا مع زوجها، ورزقت بثلاثة أطفال يحملون الجنسية الألمانية: يونس، وآدم، ويحيى.

 

إلا أن الحياة في الغربة لم تكن كما تصورت، وسرعان ما تحولت إلى معاناة.

 

قسوة الغربة والعنف الأسري: بدأت المشاكل والأزمات تظهر تدريجيًا في حياة إيمان الزوجية.

 

تعرضت للعزلة والعنف والتحكم في تفاصيل حياتها، ومنعت من التواصل مع أهلها أو الحصول على أي استقلال مادي أو اجتماعي.

 

"تحت قسوة الغربة وتسلّط الزوج بدأت حياة إيمان تنقلب تدريجيًّا إلى سجن نفسي وجسدي عُزلت عن العالم، حرمت من التواصل مع أهلها ومنعت من أي استقلال مادي أو اجتماعي تعرضت للعنف مرارا، وتحكّم تام في تفاصيل حياتها وبرغم كل ذلك، صبرت من أجل أبنائها."

 

ورغم كل هذه الصعوبات، صبرت إيمان من أجل أبنائها، على أمل أن تتحسن الأوضاع.

 

العودة إلى مصر والمحاولات اليائسة: في نهاية عام 2023، عادت إيمان إلى مصر، وطالبت زوجها بالحصول على نصيبها من الدعم المالي الذي تمنحه الحكومة الألمانية للأطفال.

 

إلا أن الرد كان صادمًا، وتم احتجازها في منزل أسرته بالصعيد، ومنعت من التواصل مع أهلها.

 

بعد محاولات شاقة، تمكنت عائلتها من إنقاذها وإعادتها إلى منزل الأسرة، حيث استعادت أوراقها وسافرت مجددًا إلى ألمانيا.

 

لجأت إيمان إلى مركز إيواء للنساء المعنفات وبدأت إجراءات قانونية لحماية نفسها وأطفالها، لكنها في لحظة ضعف، قررت العودة إلى بيت الزوجية بعد محاولات استرضاء متكررة من الزوج، لتكون هذه الخطوة هي الأخيرة.

 

العثور على الجثة والقبض على الزوج: في نوفمبر 2024، أجرت إيمان مكالمة قصيرة مع شقيقتها ووالدتها، أبدت فيها قلقها من وجود شقيق زوجها في المنزل، وقالت:

 

"مش مرتاحة... وحاسة إن في حاجة غلط".

 

 بعدها، انقطع الاتصال.

 

بعد سبعة أشهر من الغياب، عثرت السلطات الألمانية على جثة إيمان في إحدى الغابات جنوب ميونخ.

 

ألقت الشرطة القبض على الزوج الذي انهار واعترف بالجريمة، مؤكدًا تورط شقيقه الذي فر خارج ألمانيا.

 

كشفت التحقيقات الأولية عن آثار تعذيب على الجثمان، ما يشير إلى أن الوفاة كانت نتيجة عنف بالغ.

 

تطالب أسرة إيمان بالقصاص العادل واستعادة حضانة الأطفال الثلاثة.

 

وفي الوقت الحالي، تم نقل أبناء إيمان الثلاثة إلى دار رعاية مؤقتة، لحين حسم مصيرهم قانونيًا.

 

ردود أفعال غاضبة ومطالبات بالعدالة

 

أثارت جريمة قتل إيمان غضبًا واسعًا في مصر وألمانيا. عبرت الجالية المصرية في ألمانيا عن صدمتها واستنكارها لهذه الجريمة المروعة، وطالبت السلطات الألمانية بتوقيع أقصى العقوبات على المتهمين.

 

في مصر، تعيش أسرة إيمان حالة من الحزن والصدمة، وتطالب بالقصاص العادل لابنتهم واستعادة حضانة الأطفال الثلاثة.

 

والد إيمان، الذي يعاني من جلطة في اليد، قال:

 

"العزاء بعد القصاص... بنتي اتقتلت بدم بارد، ومش هسكت".

 

مستقبل الأطفال الثلاثة يثير القلق

 

مصير أبناء إيمان الثلاثة قلقًا بالغًا لدى عائلتها وأصدقائها. تتمنى الأسرة أن يتمكنوا من استعادة حضانة الأطفال ونقلهم إلى مصر، ليعيشوا في كنف جدتهم وعائلتهم. إلا أن الإجراءات القانونية قد تستغرق وقتًا طويلاً، وقد تواجه الأسرة صعوبات في تحقيق هذا الهدف.

 

يبقى الأمل معلقًا على تدخل الجهات المعنية لضمان مستقبل آمن ومستقر للأطفال الثلاثة.