وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتضارب التصريحات، يحيط الغموض بمزاعم إيران بامتلاكها موقعاً سرياً لتخصيب اليورانيوم، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدمير المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات جوية. يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران والقوى العالمية حالة من التوتر الشديد، مع استمرار الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني والالتزام بالاتفاق النووي.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فجر الأحد عن تدمير كامل لمنشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في ضربات أمريكية. إلا أن هذا الإعلان جاء بعد أن كشفت إيران في وقت سابق من هذا الشهر عن وجود موقع آخر لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن وغير معرض للخطر، مع بدء تثبيت أجهزة الطرد المركزي على الفور، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

 

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي قد صرح في 12 يونيو بأن الموقع الجديد تم إنشاؤه بالكامل ويقع في مكان مؤمن وغير معرض للخطر. وقال إسلامي: "بمجرد تركيب أجهزة الطرد المركزي سيبدأ التخصيب". وقد جاء هذا الإعلان بعد أن عاقبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لعدم التزامها بالشفافية بموجب معاهدة منع الانتشار النووي. هذا الإعلان المفاجئ أثار تساؤلات عديدة حول مدى صحة هذه المزاعم وموقع هذا المنشأة السرية.

 

لم تقيم وكالات الاستخبارات الغربية حتى الآن مدى صحة هذه المزاعم الإيرانية، ولم يكن هناك رد فعل كبير على تأكيد إسلامي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الحكومات الأجنبية. وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي في إبريل الماضي إن الموقع كان قيد الإنشاء منذ سنوات عديدة، وأن إيران لم تقدم للوكالة فرصة الوصول إليه، قائلين إن هذا ليس من شأننا. ويشير هذا التصريح إلى أن الوكالة على علم بوجود موقع مشبوه، لكنها لم تتمكن من التحقق من طبيعته أو وظيفته.

 

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن هذا الموقع الجديد، إذا تم تأكيده، سيكون ثالث موقع في إيران يقع تحت الأرض مثل منشأتي فوردو ونطنز. لكن ذلك سيتضح حال إذا كان تم تركيب أى أجهزة طرد مركزية به، وإذا كان جاهزا، حسبما قال إسلامى. يبقى السؤال المطروح هو: هل تسعى إيران بالفعل إلى تطوير برنامج نووي سري؟ وهل ستؤدي هذه التطورات إلى تصعيد جديد في المنطقة؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح في الأيام والأسابيع القادمة، مع استمرار المجتمع الدولي في مراقبة الوضع عن كثب.