أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني، **مجتبى ذو النور**، اليوم، أن المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في البلاد لم تتعرض لأي أضرار نتيجة الأحداث الأخيرة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء فارس الإيرانية، حيث نفى صحة التقارير التي تحدثت عن وقوع أضرار في هذه المواقع الحيوية. وأضاف ذو النور أن الوضع تحت السيطرة وأن فرق التفتيش تقوم بتقييم الأوضاع بشكل مستمر. هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وشدد ذو النور على أن إيران تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية منشآتها النووية من أي تهديدات محتملة. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الإيرانية تعمل بكامل طاقتها لصد أي هجوم. وأضاف أن إيران لديها خطط بديلة في حال تعرضت منشآتها النووية لأي ضرر، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني سيستمر بغض النظر عن التحديات. وأكد أن إيران ملتزمة بالمعايير الدولية فيما يتعلق بالسلامة النووية.

تأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هجمات استهدفت مواقع داخل إيران، بما في ذلك مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي. وقد نفت الحكومة الإيرانية صحة هذه التقارير في البداية، قبل أن تعترف بوقوع بعض الأحداث الطفيفة التي لم تتسبب في أضرار جسيمة. وتثير هذه الأحداث مخاوف دولية بشأن الاستقرار الإقليمي واحتمالية تصاعد الصراع.

وفي سياق متصل، دعا ذو النور المجتمع الدولي إلى إدانة أي محاولات لتهديد المنشآت النووية الإيرانية. وأكد أن هذه المحاولات تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً للأمن والسلم العالميين. وطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بممارسة دورها في مراقبة المنشآت النووية الإيرانية والتأكد من التزامها بالمعايير الدولية. وأشار إلى أن إيران تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج النووي الإيراني يثير جدلاً واسعاً على المستوى الدولي، حيث تتهم بعض الدول إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي يهدف إلى إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية. وتخضع إيران لعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي، وتسعى إلى رفع هذه العقوبات من خلال المفاوضات مع القوى العالمية.

ردود الفعل الدولية

أثارت تصريحات مستشار رئيس البرلمان الإيراني ردود فعل دولية متباينة. فقد دعت بعض الدول إلى إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الأخيرة للتأكد من سلامة المنشآت النووية الإيرانية. بينما دعت دول أخرى إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد إضافي. وأكدت الأمم المتحدة على أهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تفاقم الوضع.

"نحن ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة." - متحدث باسم الأمم المتحدة

وتراقب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوضع عن كثب وتجري اتصالات مع السلطات الإيرانية للحصول على مزيد من المعلومات. وأكدت الوكالة على أهمية التعاون الكامل من جانب إيران لضمان سلامة المنشآت النووية. وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرجع الدولي المختص بمراقبة البرامج النووية والتأكد من التزامها بالمعايير الدولية.