أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في بيان مفاجئ صدر اليوم، عن تنفيذ قوات أمريكية ضربات جوية استهدفت مواقع نووية في إيران. وادعى ترامب أن هذه الخطوة تأتي رداً على "تهديدات متزايدة" من قبل طهران، وتهدف إلى "حماية الأمن القومي الأمريكي وحلفائها في المنطقة". وأكد البيان أن الضربات كانت "محدودة ودقيقة" وأنها استهدفت فقط المواقع النووية المعروفة، مع الحرص على تجنب وقوع خسائر بشرية بين المدنيين. وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل غاضبة وإدانات واسعة النطاق من المجتمع الدولي، وسط مخاوف متزايدة بشأن التصعيد المحتمل في المنطقة.
ردود الفعل الدولية الأولية
أدانت العديد من الدول، بما في ذلك الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، بشدة هذه الضربات، واصفة إياها بأنها "عمل عدواني" و "انتهاك للقانون الدولي". ودعت هذه الدول إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، وحثت جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلقه العميق" إزاء الوضع المتدهور، ودعا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأزمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من التصعيد. وأكد أن استخدام القوة العسكرية لا يمكن أن يكون حلاً للمشاكل السياسية، وأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
الوضع في إيران
أكدت مصادر إيرانية رسمية وقوع الضربات، واصفة إياها بأنها "عمل إرهابي" و "انتهاك صارخ لسيادة إيران". وتعهد المسؤولون الإيرانيون بالرد "بشكل حازم" على هذا العدوان، مؤكدين أن بلادهم تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها. وأعلنت طهران حالة التأهب القصوى في جميع أنحاء البلاد، وأمرت بتعزيز الدفاعات الجوية حول المواقع الحيوية. كما دعت الحكومة الإيرانية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الضربات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عنها. ووصفت طهران هذه الضربات بأنها محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض جهود السلام.
مخاوف من تصعيد إقليمي
يثير هذا التصعيد العسكري مخاوف جدية بشأن اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً. وتخشى العديد من الدول من أن تؤدي هذه الضربات إلى سلسلة من الأعمال الانتقامية المتبادلة بين إيران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى. وقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، وإلى تفاقم الأزمات الإنسانية القائمة. ويحذر المحللون من أن أي صراع عسكري في المنطقة سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة، فضلاً عن التسبب في معاناة إنسانية هائلة. ويدعون إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة ومنع المزيد من التصعيد.
تحليل الخبراء
يرى خبراء في الشؤون الدولية أن هذه الخطوة من قبل ترامب تأتي في سياق محاولاته المستمرة للضغط على إيران وتقويض برنامجها النووي. ويشيرون إلى أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن ترامب يسعى من خلال هذه الضربات إلى إضعاف النظام الإيراني وإجباره على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية. ومع ذلك، يحذرون من أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، وتؤدي إلى تعزيز موقف المتشددين في إيران، وإلى تسريع برنامجها النووي. ويؤكدون على أهمية الحوار والدبلوماسية كسبيل وحيد لحل الخلافات مع إيران.